الرئيسية مرآة المجتمع
الأحد 03 - حزيران - 2018

"مش معروف قرعة بيو منين"... فما الثمن؟ (شيرين حنا)

يبدو أن مرسوم "التجنيس" لم يكن مزحة ولا كذبة ولا "حكي اعلامي"، فمتى يطلب رئيس الجمهورية "ممن يملك معلومات عن أشخاص لا يستحقون الجنسية تقديمها للأمن العام"، عندها تتأكد "الخبرية"، ويا ليتها لم تؤكد...

عندما ترأس رئيسنا وتاج رأسنا البلاد عم الفرح كل اللبنانيين دون استثناء لأن هذا "العهد القوي" علقنا الآمال باقتصاد قوي واستقرار أقوى وسياحة جبارة وتجارة فوق الريح، لكن لم نعقتد يوما أنه سيكون قويا بألمه وقساوته وضربته الموجعة والصادمة...، عندها لا بد أن أتوقف عند العديد من اللحظات، وقبل ذلك سأذكر بعض الأسماء التي ذكرها رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط لأكمل كلامي:
- هاني مرتضى الوزير السوري السابق للتعليم العالي (2003-2006)
- فاروق جود نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في اللاذقية والمقرب من النظام السوري
- سامر فوز والذي أخذ مكان رامي مخلوف عقب تعرضه لجملة من العقوبات الاقتصادية والتي دفعته إلى العمل في الظل، ويعتبر فوز الذراع الاقتصادي للرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر والذي يدير شبكة واسعة من الأعمال لخدمة النظام السوري وأعوانه.
- سامر يوسف مدير اذاعة شام أف أم في دمشق الداعمة للنظام السوري
- سعيد القادر صبرا رئيس اتحاد غرفة الملاحة البحرية في اللاذقية وصديق الرئيس بشار الأسد
- مفيد غازي كرامي أحد ممولي النظام السوري في السويداء

والمسبحة تكر، ولكن هنا لدي بعض الأسئلة يا فخامة الرئيس، والذي نعتبركم ملجأنا في كل غبن يلحق بنا لأنكم "بي الكل":
- هل سألتم رئيس مجلس ادارة مؤسسة "الانتربول" نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع الأسبق الياس المر إذا كان يوافق أن يمرر المرسوم على حساب محاولة اغتياله؟
هل سألتم الاعلامية العظيمة مي شدياق إذا كانت موافقة أن يمرر على حساب وجعها وألمها؟
هل سألتم وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة إذا كان موافقا أن يمرر على حساب كل لحظة تعيده الذاكرة فيها إلى الوراء إلى لحظة محاولة الاغتيال؟
وهنا أتوقف عند الشهداء الأحياء، وسأتابع:
- هل سألتم أهل الشهداء رمزي عيراني وبيار بولس، محمد شطح، بيار الجميل، جبران التويني، وليد عيدو، باسل فليحان، سمير قصير، جورج حاوي، انطوان غانم، فرنسوا الحاج، وسام عيد، سامر حنا... إذا كانوا يوافقون على المتاجرة بدمائهم؟
- لم أذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأن عتبي على الرئيس المكلف "ابنه" الشيخ سعد هل باتت دماء والده رخيصة لهذه الدرجة؟ وان كنت توافق لكن شعبه رافض، لأن حلمهم انكسر...
- هل سألتم عائلات الرؤساء بشير الجميل ورينيه معوض؟ عائلة "البيك" كمال جنبلاط؟ لأنني على ثقة أنهم ليسوا موافقين...

والآن سأطرح عليكم بعض الاقتراحات "الأفيد" و"الأهم" و"الأبدى":
- ألم يكن أحق من تجنيس الغرباء اطفاء نار لهيب الأمهات اللواتي رحلت غالبيتهن إلى دنيا الخلود بانتظار عودة أبنائهن المفقودين في السجون السورية من بطرس الخوند ورفاقه؟ أم أن ملفهم يؤلم الضمير؟
- ألم يكن أحق لأهالي منطقة جزين بإعادة أبنائهم الذين رُحلوا غصبا عنهم إلى اسرائيل؟ أم أن الدولة نسيتهم سابقا وتناستهم الآن وما عادت تريدهم؟

رفضتم اعطاء الجنسية للمرأة اللبنانية المتزوجة من غريب بحجة الحفاظ على النسب الطائفية، وها أنتم تأتون بالغريب "المش معروف قرعة بيو منين" من أجل حفنة من الفضة... هل حان وقت ترحيلنا من بلدنا؟ هل هذا هو المشروع؟ لماذا؟ 

وصلنا إلى حد الاشمئزاز من الوضع الاقتصادي حيث البطالة وتسكير الشركات وصرف اللبنانيين والفائض بالسوريين في البلد في الوظائف والشوارع و...، طالبنا "ما بدنا شعب بلبنان إلا الشعب اللبناني" في العام 2005 ولكن عاد الشعب السوري إلى لبنان ليفقر الشعب اللبناني ويكسر اقتصاده ووصل الحد إلى سلب اللبنانيين الجنسية لاعطائها للسوريين، فهل نقبل بذلك؟ 

أريد أن أسألكم عن أبرز الانجازات التي قاموا بها المجنسين لما فيه خير البلد، عن الحسنات التي لحقت بأبناء البلد، عن الخيرات التي طالت الأراضي اللبنانية... أرجوكم أخبروني...
والسؤال الأكبر لماذا اهتمامهم بالجنسية اللبنانية؟ لماذا لم يجربوا الحصول على جنسية أهم؟ ما الذي يقدمه لبنان لهم ولم يقدمه لنا؟

هل تبيعون الوطن؟ فما الثمن؟...

                                              شيرين حنا