الرئيسية مرآة المجتمع
الأربعاء 28 - آذار - 2018

وستبقى "جزين تحكي"... (شيرين حنا)

وستبقى

في 28 آذار الـ2017، افتتحت موقع "جزين تحكي"، وكان أبرز سؤال طُرح عليّ: "لمن تنتمي، ومن خلفها؟"، فكانوا يتفاجأون عندما أقول تنتمي لمنطقة جزين وخلفها "أنا" التي أمثل كل شخص فيها...

واجهنا تحديات كثيرة، لكننا استمرينا... تعرّفت على أهالي المنطقة وتكلّمت بوجعهم، فضحكت مع الفرح وبكيت مع المتألّم، وتمسّكت أكثر فأكثر بمنطقتي لأنني غصت بطيبة كل شخص فيها...

استدعانا الكثيرون، منهم من استطعنا حل مشاكلهم، وآخرون لم نيأس حتى الآن ولا زلنا نتابع مواضيعهم من تلوّث وأمراض وتغيّر ديمغرافي، فصرخنا في وجه ظلام الكهرباء، وحفريات الطرقات، وتعرفنا على عفوية العالم في الحب والعيد والزواج...

في السياسة، كان كلامنا "جارحا" للبعض لأنه لم يعتد أن يخالفه الآخر الرأي، وكان "محقا" للآخر لأنه عبّر عنه، كما كان "جريئا" للبعض الآخر لأنه كان صرخة أغلب المواطنين، و"موضوعيا" لآخرين لأننا لم ننحز لأحد...

وأتحنا الفرصة لجميع السياسيين كي يعبّروا عن آرائهم، ولم نستبعد أحدا... ومن غاب فهو بإرادته وفي بعض الأحيان "خوفا" من مواجهة أسئلتنا أسئلة الشعب الجزيني...

قلت جئنا "لنضوي" على القسم المنسي بجزين وهنا أعني منطقة جزين، جئنا لنحكي ألم ووجع الناس، لنصرخ ونوصل صوتنا، والجميع على علم أنهم متى استدعونا كنا نلبّي النداء كالجندي المدافع عن أرضه وعرضه وكرامته...

استطعنا أن نحمل هم 7 قرى، وتكلمنا باسمهم عبر شاشة الـ"LBCI" خلال برنامج "كلام الناس" المشكور على اتاحة الفرصة أمامنا...

واكتنزنا الثروة الأكبر، وهي محبة الناس ففي الريحان كانت الحجة تستقبلنا بالضحكة والمضافة الكريمة، وفي جزين وفي شارع "السد" حيث العفوية والضحكة التي رغم لعلعتها تخبي وجعا اقتصاديا مثقلا على عاتق الأهالي، أما في أنان فبات لدي "بيوت" أحببتها كما عشقت عازور وجل ناشي، وبنواتي حيث الغيرة على الضيف، وصولا إلى بصليا وسنيا وحيداب وريمات وصيدون في الرقص والمهرجانات، إلى عين المير ولبعا وكم أغرمت بأهاليهما وبريق أعينهم، وصولا إلى بيصور وشواليق ووادي بعنقودين وجنسنايا أهلي وناسي، وكيف لي أن أنسى بسري ومزرعة المطحنة ومشموشي ومليخ وعرمتى و... وأعتذر إذا لم أذكر قرية بعد لأنني ولو كتبت مجلدات لما استطعت أن أقول لكم ما مكانتكم عندي...

كما لا يسعني سوى أن أشكر كل من كان عنصرا أساسا في ازدهار الموقع، من فريق العمل التقني وشركة "Opentech" بمديرها السيد مصطفى البابا، إلى فريق التصوير من جوزيف جبور إلى ماثيو وأنطوني، والمراسلين أستاذي الكبير لطف الله ضاهر وسيدي روجيه نهرا، في الفقرات الفنية مع "ندين"، ألف تحية وشكر لكم جميعا... وأخيرا وله الفضل الأكبر إلى زوجي ومموّلي والداعم الأساس لعملي والذي ولولا ثقته وإيمانه بي وبعملي وبحلمي لما وصلنا إلى "جزين تحكي"...

شكرا لمتابعينا على الموقع الالكتروني، وعلى صفحتنا على فايسبوك، كما نبشركم بأنه سيكون هناك تطبيق على الأجهزة المحمولة لتستطيعوا مواكبة الأخبار دائما...

وستبقى "جزين تحكي"...

                                   شيرين حنا