الرئيسية مرآة المجتمع
الثلاثاء 30 - كانون الثاني - 2018

شركاء... لا أخصام (شيرين حنا)

شركاء... لا أخصام (شيرين حنا)

ليل الاثنين لم يكن كما أردناه، بل حمل تسكير الطرقات واشعال الاطارات وصولا إلى إطلاق النار... لكن هل هذا هو الشعب اللبناني؟ هل هذه هي الحضارة؟

أولا، عادت بي الذاكرة إلى العديد من المحطات، حيث تم التشهير بالعذراء مريم والدة الاله من قبل الشارع الشيعي، لكن على الرغم من ذلك كنا نواجه باللغة الحضارية، والكلمة اللازمة...

ثانيا، أريد أن ألفت نظر الشباب الذين تحمسوا للدفاع عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى أنه إذا غدا تصالح الطرفان وأنت كنت قتلت برصاصك مواطنا أخاك في الوطن، ففي حين هم يشربون أنخاب المصالحة ستكون أنت خلف قضبان السجن تحتسي المرارة...

ثالثا، إن تسكير الطرقات ما عاد تعبيرا ديمقراطيا، بل هو انحطاط في التعبير إلى أقصى الحدود، حيث إنه مضر للبيئة، مضر للتعاطي مع شريكك في الوطن الذي يكون قد تعب اليوم بأكمله كي تتركه في مستنقع القرف والازدحام على الطرقات، ولو كنت مكانه ما كانت ستكون ردة فعلك؟

رابعا، هل تظن أن الرؤساء الذين تجمعهم المصالح، في صفقة كهرباء هنا، أو سد هناك، أو تنقيب عن النفظ سيختلفون؟ ألم تطرح علامات استفهام على التوقيت المعتمد في وضع الفيديو في أيدي الناس؟

خامسا، سأسألك يا صديقي، كل يوم ترى شريكك في الوطن وتتبادلان الصباح والتجارة والمعاملات، إذا تخاصم الكبار هل هم من سيهتمون بأرزاقك؟ هل هم سيشترون أو يبيعون أو يمضون أو يسيرون أوراقك وأعمالك؟ لماذا التخاصم إذا؟

سادسا، كن على ثقة يا صديقي، الكبار لا يتخاصمون إلا في تقاسم الحصص، ولا يأبهون لجوعك وتعبك ومرضك، لذلك لا تنجر خلف هذه المماحكات، لأن غدا ستراهم على مائدة واحدة...

                                                                     شيرين حنا