22 تشرين الثاني 2017... دقيقة صمت (شيرين حنا)

أكتب اليوم عشية عيد الاستقلال، وسأقف دقيقة صمت يوم 22 تشرين الثاني 2017 على روح الاستقلال اللبناني.

سنة 1943 استقل لبنان عند انسحاب آخر الجنود الفرنسية من لبنان، منذ ذاك التاريخ وحتى اليوم استقلينا عدة مرات، تارة من العدو الاسرائيلي وطورا من الشقيقة سوريا، لكن عدنا واستُعمرنا...

نعم استُعمرنا، لأن العدو عندما وجد أن الحرب بالسلاح والقتل ما عاد يفيد، وجد سلاحا أكثر فتكا، فوجدنا سياسيينا مرتهنين للخارج فذلك لأميركا وفلان لسوريا وعلان لايران وفليتان لفرنسا وتكر المسبحة...

وجدنا أن العدو أدخل جيشا من نوع آخر، فها إن النازحين من عراقيين وسوريين وأكراد اجتاحوا لبنان وبات اللبناني الغريب الوحيد في بلاده، ولا أدري باستقلال أي بلد سيحتفل...

وجدنا أن العدو عمل هذه المرة ليس على البنى التحتية كالجسور والعمران، بل بما هو أشد وطأة على كاهل اللبناني وهو الاقتصاد، فعمد العدو على تفقير الشعب اللبناني وتركه دون عمل وقد يصل في مرحلة ما إلى شحذ لقمة العيش...

قلت سأقف دقيقة صمت، وسأعلن الحداد على ذكرى من المفترض أن تكون ذكرى تعلّمنا الولاء فقط للوطن الأم للبنان، لذلك الأرز الذي ما عاد شامخا سوى في العلم والأغاني (لأنه وللأسف بتنا على طريق التصحر)، وتلك الدماء التي هُدرت وسُفكت أرواح أهلها (لأنها بيعت بدرهم من فضة كفضة يهوذا)، وأبيض السلام ما عدنا وجدناه سوى بالأوراق التي ملأناها سوادا (فنساؤنا ورجالنا اتشحوا بالسواد على رجال خطفوا أو قتلوا أو استشهدوا أو مجهولي المصير)...

لا تقيموا احتفالات، ولا تُتعبوا جنودنا باستعراض لذكرى أصبحت ممحية من الذاكرة...

                                                                            شيرين حنا