في مشهد متصاعد من التوترات داخل ساحة الراب اللبناني، شهدت الأسابيع الأخيرة تبادلًا حادًا بين عدد من الفنانين على خلفية تصريحات اعتُبرت مهينة بحق اللبنانيين، أطلقها مغني الراب السوري دارويش. الردود لم تتأخر، وجاءت على شكل أغاني "ديس" مباشرة، أبرزها من أنطوني سمراني ونزار زغيب (ABS).
	 
	في أغنيته "كرسي الحمّام"، وجّه سمراني سهام النقد اللاذع إلى دارويش، مستخدمًا أسلوبًا ساخرًا ومباشرًا، حيث شبّه خصمه بمَن لا يستحق سوى الجلوس على كرسي الحمّام، في إشارة إلى تدني مستواه الفني والأخلاقي. الأغنية حملت نبرة هجومية حادة، وظهرت كتحذير صارم لكل من يتجاوز بحق اللبنانيين أو يحاول استفزازهم عبر المنصات الفنية.
	
	لم يكتف نزار زغيب بالرد، بل قدّم عملًا فنيًا بعنوان "لبنان الكبير"، حمل طابعًا وطنيًا وهجوميًا في آنٍ واحد. الأغنية جاءت كرسالة فخر بالهوية اللبنانية، وفي الوقت نفسه كسلاح فني ضد من يحاول النيل منها. بأسلوبه المعروف بالحدة والوضوح، استخدم نزار كلمات قوية تعكس غضب الشارع اللبناني من الإساءات المتكررة، مؤكدًا أن لبنان ليس ساحة مفتوحة للتهجم دون رد.
	
	الجدل بدأ بعد تصريحات دارويش التي أساءت للشعب اللبناني، ما دفع عددًا من مغني الراب المحليين إلى الرد عبر أغاني دس، في تقليد معروف داخل ثقافة الهيب هوب. الردود لم تكن فقط دفاعًا عن الكرامة، بل أيضًا تأكيدًا على أن الراب اللبناني حاضر بقوة، وقادر على المواجهة الفنية بكفاءة.
	
	انتشرت الأغنيتان بسرعة على منصات التواصل، وخلقتا حالة من التفاعل الكبير بين جمهور الراب اللبناني، حيث اعتبر كثيرون أن "كرسي الحمّام" و"لبنان الكبير" شكّلا نقطة تحول في طريقة الرد على الإساءات، وجسّدا روح المقاومة الفنية بأسلوب عصري.
	هذا الاشتباك الفني يعكس كيف تحوّل الراب اللبناني إلى مساحة للتعبير عن الغضب الشعبي، وكيف يستخدم الفنانون كلماتهم كسلاح في مواجهة الاستفزازات، مؤكدين أن الكلمة قد تكون أقوى من أي رد آخر.
إليكم الرابط لسماع الأغنيتين