أثارت عملية السطو المذهلة على متحف اللوفر، التي وقعت صباح الأحد، ووُصفت بسرقة “القرن”، العديد من ردود الفعل في الأوساط السياسية الفرنسية.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “السرقة التي وقعت في متحف اللوفر تعدّ اعتداءً على تراث نحبه لأنه جزء من تاريخنا”.
لوران فوكييه: لقد سُرقت فرنسا. علينا أن نحمي أغلى ما نملك.. تاريخنا
كما أشار الرئيس الفرنسي إلى أن “مشروع اللوفر- النهضة الجديدة، الذي تم إطلاقه في شهر يناير، يتضمن تعزيزاً لإجراءات الأمن، وسيكون ضماناً لحماية وصون ما يشكّل ذاكرتنا وثقافتنا”، على حد قوله.
سلفه فرانسوا هولاند، النائب البرلماني حالياً عن “الحزب الاشتراكي”، قال في تصريح لقناة BFMTV: “عندما نتعرض لهجوم، فإن أولى الردود يجب أن تكون الوحدة، لا إثارة الجدل”.
وأضاف أن السطو على اللوفر “عمل خطير، وهجوم على تراثنا”، مشيراً إلى أنه يأتي “بعد سلسلة من السرقات في متاحف مهمة”.
وتابع هولاند قائلاً: “بالطبع يجب تعزيز الأمن في المتاحف، لكن يجب أيضاً مطاردة تلك العصابات والمجموعات، بل وحتى الممولين الذين يوجد كثير منهم في الخارج، من أجل استعادة قطع ذات قيمة استثنائية”.
مارين لوبان، زعيمة نواب حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، قالت من جهتها على منصة “إكس”: “المسؤولية تفرض علينا الإقرار بأن متاحفنا ومبانينا التاريخية ليست مؤمّنة بما يكفي لمستوى التهديدات التي تواجهها. يجب أن نتحرك”.
وقد عبّر عدد من نواب حزبها أيضاً على المنصة نفسها عن استيائهم، مطالبين بتعزيز حماية هذه المواقع.
في حين اعتبر الرئيس الحالي للحزب، جوردان بارديلا، أن السرقة تمثل “إهانة لا تُحتمل لبلادنا”، متسائلاً: “إلى أي حد سيصل تدهور الدولة؟”.
لوران فوكييه، رئيس كتلة حزب “الجمهوريين” اليميني التقليدي المحافظ في الجمعية الوطنية، قال: “لقد سُرقت فرنسا. علينا أن نحمي أغلى ما نملك: تاريخنا”.
وقعت الأحداث حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحاً، حين كان المتحف قد فتح أبوابه بالفعل. وصل عدد من اللصوص على دراجات نارية من نوع Tmax، وآخرون على متن شاحنة مجهّزة بسلة رفع. تمّ وضع السلة أسفل نافذة قاعة “أبولون” ليتمكّن اللصوص من الوصول إليها. بدأوا أولاً بكسر النافذة بواسطة منشار كهربائي، ثمّ قاموا بالأمر نفسه مع خزانتين زجاجيتين كانتا تحتويان على مجوهرات.
في الوقت نفسه، قام عناصر الأمن بإخلاء الزوار القلائل الذين كانوا في المكان. بعدها فرّ الجناة على الدراجات نفسها وهم يحملون المسروقات. وظلّ المتحف مغلقاً طوال اليوم لإتاحة الوقت لفرق الشرطة التقنية والعلمية لإجراء التحقيقات والمعاينات.
صرّحت المدعية العامة في باريس، لور بيكّو، مساء الأحد، على قناة BFMTV، أن أربعة أشخاص مطلوبون من قبل المحققين. وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أشار وزير الداخلية الجديد، لوران نونيز، إلى وجود “ثلاثة أو أربعة” منفذين.
المدعية العامة في باريس: قد يكون الهدف من العملية أحد أمرين.. إما العمل لصالح جهة آمرة، أو الحصول على الأحجار الكريمة لغرض عمليات تبييض أموال
أثناء عملية السطو، كانت وجوههم مغطاة، وكان أحدهم يرتدي سترة صفراء، تم العثور عليها لاحقاً بفضل شهادة أحد المواطنين.
في المجموع، سُرقت ثماني قطع مجوهرات ذات قيمة تراثية لا تُقدّر بثمن، وفق وزارة الثقافة: تاج من حُلي الملكة ماري-أميلي والملكة أورتنس، وعقد من حُلي الياقوت للملكة ماري-أميلي والملكة أورتنس، وقرط واحد من زوج أقراط الياقوت للملكة ماري-أميلي والملكة أورتنس، عقد من الزمرد من حُلي ماري-لويز، زوج من أقراط الزمرد من حُلي ماري-لويز، بروش يُعرف باسم “الصخرة التذكارية”، وتاج الإمبراطورة أوجيني. كما حاول اللصوص سرقة قطعة تاسعة، هي تاج الإمبراطورة أوجيني، لكنهم تخلوا عنها أثناء فرارهم، وقد عُثر عليها تالفة.
تم فتح تحقيق بتهمة السرقة ضمن عصابة منظمة وتكوين جماعة أشرار بهدف ارتكاب جريمة. وتتولى التحقيقات فرقة مكافحة العصابات (BRB) التابعة للشرطة القضائية في محافظة شرطة باريس، بدعم من المكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية (OCBC).
أشارت المدعية العامة في باريس إلى أن إحدى الفرضيات الأساسية هي أن الأمر يتعلق بجريمة منظمة. وقالت: “قد يكون الهدف من العملية أحد أمرين: إما العمل لصالح جهة آمرة، أو الحصول على الأحجار الكريمة لغرض عمليات تبييض أموال”.