كتب الشيخ ابراهيم العاملي
بموت زياد انطوت صفحة من روعة لبنان وجمال أرزه .. هو الشموخ على قمم جبال الأرز .. وجمال طبيعتها الخلابة .. هو لبنان الرائع بعطاء أبنائه المتجذرين في الأرض عنفواناً وعزة وإباء .. هو فقيد الحل والحرم .. فقيد كل البيوت التي تضج حناناً لمشهدية نقده السياسي ووعيه الوطني .. نعته أمة الإسلام والمسيحية .. وبكته عيون القرآن والإنجيلية .. زياد الرحباني وما أدراك ما زياد فهماً وعلماً وعقلاً ونضوجاً ووعياً ورؤى استراتيجية وإدراكاً لواقع الأمة ومصير الأمم .. هو العدالة في الموقف .. والعقلانية في استشراف المستقبل .. والتوازن في رؤية الحاضر .. هو الشيوعي المؤمن .. والإلهي الباحث عن الحقيقة الاعتقادية عندما أعلن استعداده ليصلي ويصوم .. هو أمل شهيد الأمة في توحيد اللبنانيين حول قضاياهم المصيرية الكبرى والتي يأتي في طليعتها صيانة حدود أرضنا الطاهرة وحماية عرضنا من أن تدنسهما الصهيونية كما فعلت بأرض مهد المسيح في فلسطين ..
هو اللحن الحزين والنغم المعذب في أعماق الروح .. وروح فيروز درة الفنون وجوهرة صاغها الله بعناية لتحمل رسالة بلدنا إلى العالم ..
يترحم عليه المسيحيون والمحمديون لأنه آمن بعدل وعلم المسيح ومحمد ..
رحمك الله يا شقيق القلوب المفعمة بالبراءة والطهر .. ويا رفيق درب المقاومة وصديق كل الأحرار في العالم .. وداعاً زياد ..
رسالة من بلاد جزين
