كتب عماد موسى في نداء الوطن:
إن رغب متابع أن يفهم موقف وليد بك المبدئي من سلاح "المقاومة الإسلامية" في لبنان فعليه رصد الأحوال الجوية المتقلّبة وضغط الرياح الإقليمية وحركة التيارات على شاطئ المتوسط ومزاج الكواكب السيارة ودوران النواعير.
أمس قال البيك وكانت الشمس صافية عندنا في كسروان والحوريات ممددات على حوافي الـ "بيسينات" مسترخيات في مواجهة التحديات الإقليمية وقد فلشن كل جهاز البحر، بما مفاده أن تسليم السلاح" مش وقتو".
وقبل أربعة أسابيع، لا قبل أربعة أشهر أو أربعة أعوام، هو نفسه وليد بك سلم أسلحة ثقيلة ورشاشات مضادة للطيران إلى الجيش اللبناني. أسلحة تم تخزينها في موقع ما في المختارة ويعود تاريخ استخدامها إلى العام 2008 . ودعا "جميع الأحزاب إلى تسليم أسلحتها إلى الدولة". ما كانت دعوة البيك موجّهة إلى حزب "تقدم" أو حزب "الكتلة الوطنية" في الجميزة أو "حماة الديار" أو "حزب سبعة" أو "حركة النهج". ولا هي موجهة حصرًا إلى "حزب الله" ولا إلى وحدات التوحيد "رسالتي حول تسليم السلاح هي للجميع وهناك أبواق من الكتّاب ينهالون يوميًا على "حزب الله" بتسليم السلاح ولكن ليس بهذه الطريقة نعالج الموضوع".
تبًّا للأبواق ومشغليهم. على نقابة محرري الصحافة اللبنانية شطب هؤلاء من الجدول النقابي فورًا بسبب تعاطيهم اللامسؤول مع سلاح "الحزب" المقدس الذي تتمسك به غالبية الشعب اللبناني. وفي دلالة واضحة على ما سبق، يوم الأحد أغمي على مواطنة كانت "مشلقحة" على شاطئ جبيل اللازوردي لإتمام عملية "تسمير" مقسّطة على فصلي الربيع والصيف، وتردد أن حبيبها الأميركي أخبرها أن سلاح "حزب الله" سيُسلَّم قبل نهاية العام. لم تحتمل أعصابها فانهارت وغابت عن الوعي ولم تستيقظ إلّا على صوت يبلغها: "حبيبتي سلاح "الحزب" باقٍ باقٍ باقٍ وهو غير خاضع للمساومة. اطمئني يا روح قلبي. تكلمت لتوي مع الشيخ نعيم وهو يتمنى لك الشفاء العاجل" هنا فتحت الأميرة الناعمة عينيها وتمتمت Thanks god.
لنعد إلى أبي تيمور، يخال إليّ أن البيك لا يعارض السلاح ولا يؤيده، لا بل يعارضه ويؤيده في آن. يدرك سيد المختارة في قرارة نفسه استحالة "بناء الدولة في ظل الدويلة" ويعلن ذلك بالفم الملآن ثم يعود إلى ضرورة "تنظيم السلاح تحت إمرة الدولة" وإلى حوار هادئ حول استراتيجية دفاعية. الاستراتيجية هذه، مثل مصاصة اعتاد عليها طفلٌ. كبر الطفل. شبَ. تزوج. أنجب طفلة "نكدة" لا تنام ولا تترك أحدًا ينام. المصاصة هي الحل.
الرياح تعصف في سورية ولبنان وسائر المشرق، أنتينات أبي تيمور تتمايل يمينًا ويسارًا، تلتقط شتى أنواع الذبذبات تتشوش الصورة، ينتابه القلق. الأسبوع المقبل يكمل وليد جنبلاط عامه السادس والسبعين. العمر سبب آخر للقلق.