اتهمت البعثة الأميركية في اليمن جماعة الحوثيين باختطاف عدد من أفراد طاقم سفينة الشحن التجارية "إترنيتي سي"، التي تعرّضت لهجوم عنيف وغرقت في البحر الأحمر، يوم الأربعاء.
وجاء في بيان صادر عن السفارة الأميركية في اليمن: "بعد قتل رفاقهم وإغراق سفينتهم وإعاقة جهود الإنقاذ، أقدم الحوثيون على اختطاف عدد من أفراد طاقم السفينة الناجين". وأضافت، "ندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم"، مؤكدة أن الحوثيين "يثبتون للعالم مجددًا صواب تصنيف الولايات المتحدة لهم كمنظمة إرهابية".
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) قد أعلنت أن السفينة تعرضت، منذ يوم الاثنين، لقصف متكرر بصواريخ أُطلقت من زوارق صغيرة على مدى ثلاثة أيام متتالية، ما أدى في النهاية إلى غرقها، فيما لا تزال جهود البحث عن ناجين إضافيين مستمرة.
بدورها، أفادت القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي أن ستة ناجين تم انتشالهم من المياه بعد غرق السفينة، التي كانت ترفع العلم الليبيري، في جنوب البحر الأحمر، ضمن مهمة "أسبيدس" الخاصة بالأمن البحري.
وتبنّت جماعة الحوثيين، في بيان رسمي، مسؤولية الهجوم، معلنة أنها استهدفت السفينة بواسطة زورق مسيّر وستة صواريخ كروز وباليستية، أثناء توجهها نحو ميناء إيلات الإسرائيلي، بحسب زعمها. وأكد البيان أن السفينة "غرقت بالكامل"، وأن بعض أفراد الطاقم تم إنقاذهم وتقديم الرعاية الطبية لهم قبل نقلهم إلى مكان مجهول.
ويُعد غرق "إترنيتي سي" ثاني حادث من نوعه خلال أسبوع، بعد غرق سفينة الشحن "ماجيك سيز" يوم الأحد، في هجوم مماثل شنّه الحوثيون.
وتشنّ جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، هجماتها البحرية بزعم استهداف سفن "مرتبطة بإسرائيل"، متعهدة بمواصلة عملياتها العسكرية حتى "يتوقف العدوان على غزة ويُرفع الحصار"، بحسب تعبيرها.
وقد أثارت هذه الهجمات المتتالية خلال أيام قلقاً دولياً متزايداً من تجدد أزمة الشحن في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات التجارية في العالم. وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد أدانا مراراً هذه الهجمات، واعتبراها تهديداً خطيراً للملاحة الدولية ومحاولة انتقام من إسرائيل بسبب عمليتها العسكرية في غزة.