كتب أبو زهير في نداء الوطن:
"بسَخّن منسَخّن، ببَرّد منبَرّد"... بهذه الجملة حَسَمَ أبو مصطفى النقاش مع رئيس الحكومة نواف سلام، الذي هَرَعَ إلى عين التينة كي "يقلب الهاوس"، مفضّلاَ خيار "التبريد" على "التسخين".
الرئيس نبيه برّي جريء وصاحب باع طويلة في مجال التكييف والتبريد. لا يأبه للتكاليف و"ديجونكتيره تريفازيه" وفوق هذا كلّه ساحب "25 أمبير". بينما الرئيس نواف سلام حيلته هالـ "5 أمبير"، التي يتكيّف معها بحسب حال الطقس في بيروت والمنخفضات الجوية في الإقليم:
تارة يرفع كبسة "إعادة الإعمار" وتارة أخرى يخفض كبسة "هيكلة المصارف" خوفاً من المصروف.
حرارة الإصلاح لدى الرئيس سلام مُتقلّبة. بل مائلة هذه الأيام نحو الحرّ مع دخولنا فصل الصيف. ولهذا قال لنفسه على ما يبدو: "خلّينا نبرّد... ويا دار ما دخلك شرّ".
زيارة سلام إلى عين التينة لم تكن موفّقة ولا مبررة، وأتت في إطار "التبرير" أكثر منه إلى "التبريد"، خصوصاً إذا راقبنا وجهه المكفهر وعينيه الضامرتين خلف نظاراته بداية الجلسة (كمن كان يزور حماته)، ثم حديثه في المؤتمر الصحافيّ الكارثيّ الذي أعقب الزيارة. ثم تصويبه على الاجتزاء حول ما أطلقه من تصريحات حول السلام والتطبيع (يا دافع البلا).
بدا الأمر وكأن رئيس المؤسسة الدستورية الثالثة في البلاد، حضر أمام مرؤوسه كي يبرّر ما نُقل عنه اجتزاءً، موحياً للصحافيين وكأنّه نَطَقَ كفراً وجاء ليعترف بخلوة في حضرة "أبونا"، أبو مصطفى.
لا عتب على الرئيس سلام. فأبو عبدالله معتادٌ على على طقس لاهاي البارد نسبياً (عاصمة محكمة العدل) خصوصاً في مثل هذه الأيام. ولهذا بدا سلام كمن يفضّل الحكم "ع البارد"، إمّا لعدم رغبته في تسخين الأجواء، أو خوفاً من تكبّد عناء التأقلم مع الحرّ الشديد (أحّ أوو).
تلك كانت نشرة الأحوال الجوية في "عين التينة - السراي"، التي تخلّلها منخفض جوي سرعان ما انحسر بدءاً من بعد ظهر الإثنين.
أمّا في بعبدا، فالأجواء كانت صيفية بامتياز، حيث فضّل أبو خليل رفع "التبريد" مع "حزب الله" إلى أقصى حدّ منذ خطاب القسم (قَسّم وسمّعني). اختار "القائد" زيادة سرعة مروحة التكييف، مستخدماً الوزير علي حمية كمستشار لشؤون إعادة الإعمار، علّه يلطّف الجو الصيفي المشبّع بالغبار والرطوبة!