أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده تُعدّ حاليًا ردًا رسميًا على رسالة أميركية جديدة تتعلق بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وذلك في إطار المساعي الدبلوماسية المستمرة بين طهران وواشنطن.
وقال عراقجي، خلال مشاركته في اجتماع مجلس الوزراء الإيراني اليوم، إنه قدم تقريرًا مفصلًا حول تطورات المفاوضات النووية الأخيرة، ولا سيما الرسالة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إيران عبر سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني قيد الإعداد، بحسب ما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وتأتي هذه التطورات عقب جولة خامسة من المحادثات غير المباشرة عُقدت في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي، وقد حملت معها تحولًا مهمًا في مسار التفاوض، تمثّل في تقديم الجانب الأميركي اقتراحًا مكتوبًا مفصلًا، بعد أن كان الحوار قائمًا سابقًا على عروض شفهية.
وبحسب كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، فإن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قدّم إلى طهران "اقتراحًا مفصّلًا ومقبولًا" لحلحلة نقاط الخلاف الأساسية، وعلى رأسها ملف تخصيب اليورانيوم، وهو ما ظل يشكل العقبة الأكبر في الجولات الخمس السابقة.
وذكرت مصادر مطّلعة أن الإيرانيين أصرّوا على الحصول على المقترح الأميركي بشكل مكتوب، بعد أن عرضه ويتكوف شفهيًا خلال الجولة الرابعة، وشرحه بالتفصيل خلال الجولة الخامسة، ليُسلّم لاحقًا وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي النص الرسمي إلى عراقجي خلال زيارة قام بها إلى طهران، أمس السبت.
وفي سياق متصل، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي نقلًا عن مصادر في الإدارة الأميركية، بأن المقترح يتضمّن محاولات مبتكرة لتجاوز المعضلة النووية الأساسية، عبر صيغ توازن بين مطالب الطرفين.
وتشمل إحدى هذه الأفكار، بحسب ما كشف مسؤول أميركي ومصدر مطلع، إنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، يكون خاضعًا لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشارك فيه الولايات المتحدة، على أن يُقام مقره خارج الأراضي الإيرانية.
كما طُرحت فكرة أخرى تقضي بأن تعترف الولايات المتحدة بحق إيران في التخصيب، مقابل أن تُقدِم السلطات الإيرانية على تعليق أنشطة التخصيب بالكامل، في خطوة من شأنها التمهيد لاتفاق مرحلي قابل للتطوير.
وكان مسؤولون أميركيون قد أوضحوا في وقت سابق أن الهدف الراهن يتمثل بالتوصل أولًا إلى اتفاق مبدئي، تُتبعُه مفاوضات تقنية معمقة لصياغة النص النهائي للاتفاق.
وتأتي هذه التطورات في ظل ترقّب لانعقاد جولة سادسة بين الطرفين، استمرارًا للمحادثات التي انطلقت في 12 نيسان الماضي، وسط أجواء حذرة وخطاب دبلوماسي متصاعد من الجانبين.