كتبت “الأنباء”:
في إطار الندوة التي نظّمها بيت المستقبل تحت عنوان: “تجاوز الانقسامات: ندوة من أجل مستقبل لبنان”، تحدّث رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل والرئيس وليد جنبلاط في الجلسة الثالثة بعنوان: “تعزيز الصمود الوطني” والتي أدراها الإعلامي ألبير كوستانيان، بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وشخصيات سياسية واجتماعية.
جنبلاط
جنبلاط أوضح من جانبه أنّه لا يمكن فصل لبنان في هذه اللحظة التاريخية عما يجري في المنطقة وما جرى إيجابي فمن قال إن النظام السوري كان سيسقط بهذه السرعة ويختفي، ومن قال أن يجتمع أحمد الشرع مع ترامب، وأضاف: “بات لدينا سوريا جديدة وشرق أوسط جديد ونتمنى في هذا الشرق الأوسط الجديد أن نحافظ على خرائط سايكس بيكو لانه يهمنا لبنان الكبير ولكن هذه الخرائط تبقى مشروطة بالحل في فلسطين.”
وقال: “هناك تحديات كبيرة ولكن لا أوافق القول إن ما يجري هو حرب الآخرين على أرضنا فقد وقعت حروب كبيرة وصغيرة وكان هناك عدم ثقة وهناك تراكم تاريخي وإذا أردنا لبنان جديدًا هل نغير الطائف؟ طبعًا لا، نريد أن نحدّث الطائف.
وأشار الى أنّ من يصالح الشرع يستطيع إزالة الاحتلال من جنوب لبنان، مشددًا على أن الجيش اللبناني يقوم بواجباته والمطلوب دعمه أكثر وتطويع عدد أكبر من العسكريين، ودعمه يجب ألا يكون مشروطًا بدعم المصارف.”
وشكر جنبلاط الرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل على هذه الندوة، وشكر ترامب على رفع العقوبات عن سوريا مؤكدًا أنه آن الاوان لوقف الإبادة ووقف تزويد إسرائيل بالأسلحة.
وأوضح جنبلاط أنّه لا يمكن اليوم خصوصًا بوجود وسائل التواصل الاجتماعي أن يحرّض أحد على الآخر، فهناك رأي عام يُحاسب وجيل جديد يُحاسب ورأينا ذلك في الانتخابات، مشيرًا الى أنّ موضوع المحاسبة مهم جدًا ومن الضروري إجراء الحوار بشرط وضع أسس له.
وأضاف: “علينا الاتفاق أن خصمنا الإسرائيلي لا يترك لنا المجال، والصلح مع اسرائيل في هذه اللحظة بوجود الجرح الشيعي علينا تأجيله ولنبقي على اتفاق الهدنة وعندما يصالح العرب يأتي الوقت.”
وتابع جنبلاط: “قد تأتي مساعدات ونحن لا نريد أن نعود الى التجارب السابقة وأن تكون المساعدات موزّعة بشكل عشوائي، ولا بد من مخطط عام لكل لبنان ومجلس الإنماء والإعمار قام بالمخطط ولا يمكن نسيان المناطق الفقيرة ولا بد من معالجة مشاكل كل منطقة غير البنى التحتية، ففي طرابلس أراد أن يُصلح الحريري مصفاة طرابلس فمنعه السوريون.”
وعن الحوار وبلورة اتفاق الطائف واستكمال الدولة المدنية وإلغاء الطائفية، قال: “أتمنى إلغاء الطائفية ولكن هل يمكن الوصول إلى ذلك؟ فالزواج المدني العقبة التي تقف أمامه هي العقبة الدينية التي ترفضه، فالنظام الطائفي وضع بعد مجازر الـ60 ويعود إلى نظام الملل العثماني وأتى الفرنسيون وكرّسوه فهل يمكن الخروج منه؟.”
وأكد أننا نريد لبنان جديدًا ويمكننا تغيير بعض الطروحات لكن لا يمكننا تغيير الطائف لأننا سندخل في المجهول إنما يمكننا تحديثه وتطبيق البنود المعلقة.
الجميّل
الجميّل أكد أننا وللمرة الأولى منذ أكثر من 50 عامًا نعيش في لبنان من دون وصاية، ولا يمكن لأحد أن يدّعي أنه قادر على أن يقرّر عن كل اللبنانيين وهذه فرصة تاريخية لنبني شيئًا مختلفًا عما عشناه في الماضي.
وثمّن الجميّل لرئيس الجمهورية حكمته في معالجة ملف السلاح، مؤكدًا أن لدينا ملء الثقة بأنه سيتمكن من تحقيق ذلك.
ورأى الجميّل أن عند وجود جرح عميق لا بد من الشجاعة لتنظيفه وتطهيره كي يلتئم ولا نتعرض إلى التهابات مستقبلية، وقد طرحت مؤتمر المصارحة والمصالحة، موضحًا ان الحاجز الوحيد للسير بالفكرة هو بقاء السلاح وأردف: “لا شك أن وجوده هو حاجز يعيق الجلوس بين اللبنانيين، واليوم كما قال وليد بك يتم العمل على ذلك بتروٍ وبحكمة رئيس الجمهورية بعيدًا من المزايدات والمنطق العنفي وهناك تعاطٍ مباشر بين الرئيس وحزب الله لمعالجة الموضوع بتروٍّ ومن دون مزايدات”.
وأشار الجميّل الى أنّ في اتفاق الطائف نأخذ ما هو مفيد وما يحتاج إلى تطوير نطوّره بهدف تحصين وحدة البلد والعلاقة بين اللبنانيين وطمأنتهم بعيدًا عن الهاجس الطائفي وليفكروا في تطوير دولتهم والنظام الصحي والتربوي وكل ما يتعلق بحياتهم اليومية، مؤكدًا أننا سندفع بهذا الاتجاه وأتمنى أن يتمكن الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي من مساعدتنا لترميم الجسور وإعادة بناء علاقة صلبة بين كل شرائح الشعب اللبناني.
واعتبر رئيس الكتائب أن المصالحة بدأت بين المختارة وبكفيا واستُكملت مع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وكانت مبادرة مهمة وختمت جرحًا كبيرًا في الجبل، واستطرد يقول: “أنا شاهد عندما زرت المختارة ولقيت الحفاوة وهذا أكبر دليل على ان الجرح يختم بشكل صحي ونفس الأمر حصل في 14 آذار عندما التقينا في ساحة الشهداء والتقت الجماهير المتباعدة، ولكن اليوم هناك جرح شيعي وما زال “جديدًا” واعتبر أن علينا أن نتعاون ليكون هذا الجمهور جزءًا لا يتجزأ من إعادة بناء لبنان بالشراكة وهذا يتطلب من الطائفة الشيعية ومن قبلنا إعدادًا لأن كمية الدموع والدماء كبير.”
وشدد على أن إن لم يكن هناك قدرة على احتضان الطائفة الشيعية ومدّ اليد من الطرفين فسيمنع ذلك بناء لبنان الجديد وقال: “علينا التعاون في هذه المهمة ولا بد من أصوات داخل الطائفة الشيعية تشجع بهذا الاتجاه وأن نكون تحت سقف الدولة ونتوقف عن التخوين ونفتح صفحة جديدة.”
وإذ لفت إلى أن الكثير من التقارب حصل، أشار إلى أن بغياب سعد الحريري رأينا نزعة إلى الخطاب المتطرف بكل الطوائف والذي يمكن أن يطغى بأي لحظة على خطاب الاعتدال، معتبرًا أن خطاب الاعتدال لا يقوى إلّا بعد تصفية القلوب والجلوس إلى الطاولة فهو يحارب التطرف ومن يريد جرّنا إليه.”
وعن طرح التجنيد الإجباري قال: “إن قلنا للشاب اللبناني ستبقى من دون عمل لمدة سنة سيُهاجر ليعمل في الخارج، لذلك برأيي التجنيد الإجباري قد يشكل في هذا الوقت مشكلة معيشية أمام الشباب.”
وأشار الى أنّ الاعتراف بالتنوع والتعددية يجعل الناس تحب وطنها أكثر إذ كلما حاولت الدولة إلغاء التاريخ سيكون لدى الناس ردة فعل ضدها.