كتب رئيس بلدية صيدون روجيه خوند:
إلى أهل قريتي الحبيبة صيدون،
"...الغاية لا تبرر الوسيلة"
في العام ٢٠١٦ قررت الترشح إلى المجلس البلدي إيماناً منّي بإمكانية التنافس بشرف، سواءً أكان ذلك للفوز أو للخسارة، لإثبات حقيقتين أساسيتين:
١- حقيقة الفوز دون نشوة الإنتصار أو السعي لبناء واقع "الغالب والمغلوب"، بل لترسيخ نهج الإنتقال من مرحلة المنافسة إلى مرحلة العمل الجماعي الموَحد بين الفريقين في سبيل خدمة المجتمع الصيدوني ككُل.
وقد كان النجاح من نصيبنا، فالتزمنا بمبادئنا وخدمنا أهلنا بما توفّر من إمكانيات دون كلل أو ملل، رغم صعوبة الظروف التي مررنا بها ودون تمييز بين موالٍ أو معارضٍ.
٢- حقيقة الخسارة دون الشعور بالهزيمة أو الإنكفاء عن العمل للمصلحة العامة، ودون اللجوء إلى النّقد غير البنّاء، لمجرد تعطيل الفائز ولغاية في نفس يعقوب...
لكننا لم نخسر الإنتخابات السابقة وبالتالي لم تُتَح لي الفرصة لإثبات قدرتي على تقبّل الخسارة ومصافحة الفائز ومد يد العون له، لترسيخ واقع صيدوني جديد يعكس تنافسنا الشريف على تحمل المسؤولية، لا على تحقيق إنتصارات وهمية وخيبات أزلية!
تسع سنوات من العمل البلدي، تنوعت بين الإداري والعمراني والإجتماعي والإنمائي والصحي والتربوي والرياضي والثقافي والترفيهي والخدماتي... تسع سنوات مرت، سِتة منها عجاف، بدءاً من أزمة العملة اللبنانية والثورة مروراً بجائحة كورونا وآخرها الحرب على لبنان، هذه الأزمات أفقدت البلديات في وطننا إستقلالها المالي والإداري، ومع ذلك عَمِلت بكل طاقتي وقدراتي وبما تَيَسر من الدعم المشكور.
كنت قد اتخذت قراري بعدم الترشح في الإنتخابات القادمة، ثم تراجعت وقبلت خوضها لعدم قناعتي بمنهجية منافسي ومنطِقِه...
اما الآن، فقد ايقَنت ان قراري الأول كان في مكانه الصحيح.
اليوم بعد إعلاني العزوف عن الترشح، ارى انه من واجبي مصافحة الرابح ومد يد العون له، لما فيه مصلحة صيدون وأهلها، وانتم يا أهلي، أهل صيدون، الأغلى وفوق كل إعتبار.
بقراري هذا، آليت على نفسي وضع حدٍ للإنقسامات العائلية، وتجنيب أهل البلدة تبعات الأجواء الإنتخابية المشحونة لشهر إضافي -هو الأصعب- كما انني أرسخ منطقاً جديداً: الا نخوض الإنتخابات فقط لتسجيل المواقف، التي وإن أضافت إلى النتيجة أو حتى قلبت الموازين، فهي تزيد المماحكات والخلافات والتشنجات وبالتالي تُوَسِع الهوة وتهدر الوقت، وقتاً ثميناً يمر من اعمارنا قبل تعافي مجتمعنا الصيدوني مرة أخرى.
هذا لا يعني إبتعادي عن أهلي وأحبّتي، بل سأظل كما عهدتموني مخلصاً لكم، ومعكم في السراء والضراء، كما في الرئاسة، كذلك بعد العزوف.
كل الحب والإحترام لكل من وقف إلى جانبي ودعمني في مسيرتي، وللذين بذلوا جهداً في مناصرتي، وللذين عملوا على تأمين الفوز في الإستحقاق القادم
وأعتذر من كل من خذلته بإنسحابي المُبكر، لكنني لم أعد مقتنعاً بجدوى الإستمرار بعدما أصبحت سُبل الإنتصار لا تشبهني ولا تتلاقى لا بل لا تليق بمبادئي.
كل التوفيق للمرشحين، صيدون، أهلها وأرضها أمانة في أعناقكم، حافظوا عليهم برموش أعينكم... إستلموا الشعلة وامضوا قدماً نحو مزيد من الإزدهار والنمو والتخطيط لمستقبل مشرق لقريتنا العزيزة.
ولينعكس الوقت المتبقي حتى إقفال الترشيحات على التأنّي في اختيار لائحة تمثل نُخبة من خيرة أهل صيدون، بدل التسرع في ضم الأصوات الضامنة للربح.
كل الشكر لأعضاء مجلس بلدية صيدون الحاضرين والغائبين، لقد تعلمت منكم الكثير، والرحمة لروح فقيدنا العزيز الياس
شكراً لعائلتي الصيدونية الكبيرة، مع كامل محبتي للجميع????
شكراً لعائلتي الصغيرة❤️ والشكر الأكبر لزوجتي لارا وابنائي ايليا وكريستيان ❤️❤️❤️ لقد حان وقتنا سوياً!
ويبقى الوفاء لأهل الوفاء.
روجيه الياس الخوند
رئيس بلدية صيدون
٢٨ نيسان ٢٠٢٥