نيافة الكاردينال، غبطة البطريرك، مار بشارة بطرس الراعي، الجالس على كرسي انطاكية وسائر المشرق، كلي الطوبة والقداسة،
سلام الرب يسوع المسيح مني انا الخاطئ، فلتتقبلني برحمتك وتغفر لي ما سأقوله لك.
"حبيب القلب" غبطة البطريرك،
اكتب لك هذه الرسالة المفتوحة وانا واثق بأن نهايتها ستكون في شهر حزيران القادم، اعاده الله عليك سنين طويلة من الصحة والسعادة في تقاعدك الميمون.
غبطة البطريرك،
اذا صح الخبر الذي نشرته محطة ال MTV، والذي ليس لي اي شك بمضمونه، بأنكم كمجلس للبطاركة الكاثوليك في لبنان، قررتم ان توفدوا مطران صيدا مارون عمار ليمثلكم في تشييع "المرحوم،
هذا القرار استدعاني ان اتوقف عنده لأوجه لك برسالتي.
قد تسألني يا بطريركي الحبيب لما اتوجه لك بهذه الكلمات ولا اتوجه بها الى سائر البطاركة الكاثوليك الذين كانوا معك في الخلوة واصدروا القرار !
الجواب بسيط،
لا عتب عليهم،
فالبطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الانطاكي، هو سوري الأصل والجنسية، ولد في مدينة الحسكة السورية.
ومار يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية
وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، هو ايضاً سوري الأصل من مواليد دمشق.
اما مارروفائيل بيدروس الحادي والعشرين، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، فهو من مواليد لبنان، ولكننا نعرف جميعا وضع اهلنا من الأرمن الكاثوليك، بأن كنيستهم ليست مؤثرة في تاريخ تأسيس لبنان.
اما انت يا "حبيب قلب المسيحيين"، يا سليل اجداد من صنعوا لبنان وجعلوا منه موطناً للمسيحيين، وخليفة البطاركة العظام، والجالس على كرسي "مجد لبنان اعطي له" فماذا تراني اقول لك !!
بالإختيار فأنا اعترف بأنكم قد اخترتم المطران المناسب والمعروف في محبته ل "حزب" الله، وهو المطران نفسه الذي اعتذر عن تقبل التهاني بعيد قيامة يسوع المسيح السنة الماضية، بسبب تضامنه مع اهل غزة وحرب الإسناد.
انه المطران مارون عمار الذي تنازل عن العقار رقم ١٦٦ التابع لوقف مار جرجس لصالح "بيئة الحزب"، والذي اعترض عليه ابناء قرية عين الحور الشوفية امامك ولم تأخذ المبادرة الى ايقاف هذا التنازل.
انه المطران الذي قال في احد خطبه بأنه يرى "الحسين" في كل مؤمن تجاه ربه.
اختياركم لهذا المطران هو صحيح لهكذا مناسبة، ولكن ما هو عير صحيح، لا بل "زندقة" هو قراركم في المشاركة بالتشييع.
اسألك يا صاحب الغبطة ولربما فاتني الكثير مما اجهله.
هل استرجعت كرامة المطران موسى الحاج، الذي اوقفه "حزب ايران" بواسطة احدى الأجهزة الأمنية، واجبروه حتى على خلع بنطلونه اثناء تفتيشه؟
هل استرجعتم "البنطلون" ؟
هل استرجعت اراضي الأوقاف المارونية من يد "حزب" الله فسمحوا لك بالعودة الى ارض الموارنة في لاسا !؟
وهل استعدت الأرض التي اقاموا عليها مستشفى الرسول الأعظم !؟
هل اعتذروا منك وتوقفوا عن تسميتك بالحاخام الصهيوني والبسوك لباس افيخاي ادرعي بدل ثوبك الكهنوتي !؟
هل توقفت بيئتهم الوسخة عن شتم المسيح والعذراء مريم وجميع قديسينا !؟
هل وعدوك ان يتوقفوا عن توزيع الحلوى في كل مرة قتلوا واحداً منا !؟
هل تجاوبوا معك وسلموا قتلة جبران التويني وبيار الجميل وانطوان غانم ووسام حنا والياس الحصروني وباسكال سليمان وجوزف بجاني !؟
وهل اطلقوا سراح المخطوف حوزف صادر!؟
هل قالوا لك بأنهم مستعدين للتعاون في الكشف عن جريمة تفجير المرفأ التي افتعلوها ؟
واسألك يا حبيب الشعب،
هل شارك احد منهم في تشييع بطريركنا العظيم مار نصرالله بطرس صفير !؟
هل تراجعوا عن مشروعهم في إقامة جمهورية اسلامية شيعية في لبنان ؟
إن فعلوا كل ذلك فأنا سأركع امام قدميك واتوسل منك الغفران.
وان لا، فما عساني ان اقول لغبطتك ؟
سأقول وليسامحني الله على جهلي.
نيافة كاردينالنا الحبيب.
وإن كنت بطريركاً على الموارنة فهذا لا يعطيك الحق بأن لا تحافظ على كرامتهم بأفعالك.
وإن كنت بطريركاً للموارنة فليس لك الحق بأن تجعل من تاريخ الموارنة الذي امتد على مدى اكثر من ١٦٠٠ عام وبطاركتها العظام كنيسة من التاريخ.
وحتى ولو كنت بطريركاً علينا فهذا لا يعطيك الحق ان تتلاعب بمصيرنا برمادية مواقفك، وتقف مع المجرمين والقتلة.
شعارك "شركة ومحبة" هلكت بهما الله تبع الله تبعنا.
صل معنا يا غبطة البطريرك ان يأتي شهر حزيران بسرعة، فنرفع الصلاة معاً ان يأتينا بطريرك لا يشبهك ولا يشبه مطارنتك.
ابنك الخاطىء
طوني بو ملهب.