استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير على رأس وفد من الجمعية، هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية، وضم، الدكتور فادي خلف، الدكتور جوزف طربيه، الوزيرة السابقة ريا الحسن، سعد الازهري، نديم قصار، وليد روفايل، تنال صباح، غسان عساف، عبد الرزاق عاشور، الان ونّا، خليل الدبس، جورج صغبيني وروجيه داغر.
في مستهل اللقاء، القى صفير كلمة، اعتبر فيها ان "انتخاب الرئيس عون شكل أملا لكل اللبنانيين ببدء مرحلة جديدة تعيد بناء الوطن وتعزز الثقة محليا ودوليا"، وقال: "لقد عانى القطاع المصرفي خلال الأعوام الماضية، مثلما عانى غيره من القطاعات نتيجة الأزمة النظامية التي عصفت بالبلاد. إلا أن قطاعنا المصرفي استهدف اكثر من غيره لانه، ربما، على تماس مباشر مع المواطنين، فنال حصة كبيرة من التشكيك والتجريح على نحو غير مسبوق، والقيت عليه التهم ومنها التصرف بأموال المودعين، في وقت يعرف الجميع اين هي هذه الاموال ومن تصرف بها".
أضاف: "لقد استخلص الجميع العبر مما حصل، وقد سرنا ما ورد في خطاب القسم من تمسككم "بالحفاظ على الإقتصاد الحر"، اقتصاد تنتظم فيه المصارف تحت سقف الحوكمة والشفافية. كما اسعدنا تعهدكم بحماية اموال المودعين، وهم بالنتيجة، اهلنا وزبائننا وعلة وجود مصارفنا. واننا اذ نرحب بما تعهدتم به، نضع ملف القطاع المصرفي بين يديكم، مع استعدادنا للتعاون في إطار الشراكة الحقيقية المنتجة، لان لا حل لملف المودعين، ولا إصلاح للقطاع المصرفي، إلا من خلال عمل مشترك ينتج رؤية اصلاحية موحدة، تضع الحلول الواقعية التي تؤمن عودة المصارف إلى لعب دورها الأساسي في تمويل الإقتصاد المنتج وتحفظ حقوق المودعين".
وختم متمنيا، "أن تدعو إلى طاولة حوار بناء وموضوعي يكرس الشراكة ويبدد المخاوف، ويحقق الإصلاحات المنشودة لإنقاذ الإقتصاد وبالتالي إنقاذ لبنان".
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على "أهمية تضافر الجهود بين المصارف والدولة والمودعين لحل الازمة القائمة"، مشيدا بـ"أهمية الدور الذي لعبته المصارف في الاقتصاد اللبناني قبل الحرب"، وقال: "كل ازمة ولها حل، لكن الحل العادل لا يتم التوصل اليه من خلال طرف واحد بل بتضافر الجهود بين كل الافرقاء".
وأوضح الرئيس عون ان "الدول تضع شرطا أساسيا لمساعدة لبنان يتمثل بتشكيل حكومة والبدء بإصلاحات اقتصادية ومالية وغيرها من الإصلاحات، ما يشكل المدخل لاعادة بناء جسور الثقة بين لبنان والخارج وعودة الاستثمار الى ربوعه"، وقال: "ما لم نقم نحن بالإصلاحات في الداخل لن يأتي الخارج الى لبنان، والكرة اليوم هي في ملعبنا. ان لبنان يتمتع بالامكانات والطاقات الفكرية، والحلول موجودة اذا ما صفت النوايا تجاه المصلحة العامة وتم الترفع عن المصالح الطائفية والمذهبية والحزبية والشخصية".
واعرب رئيس الجمهورية عن الامل في "تعاون جمعية المصارف لايجاد الحلول لما فيه خير المصلحة العامة ومصلحة لبنان"، وشدد على ان رئيس الجمهورية "هو الحكم"، ولفت الى انه يتعاطى مع مختلف القضايا من "فوق الطاولة".
وجدد تأكيده ان همه الأساسي "هو بناء دولة، فكفى لبنان ما تحمله وهو الذي يصدر طاقاته وامكاناته الى الخارج"، واعرب عن الامل "في تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن وإقرار بيانها الوزاري، على ان تكون الأولويات اجراء استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية بالتوازي مع الإصلاحات"، وشدد على "أهمية تعزيز الثقة بالدولة".
وعن مسألة الـ"يورو بوندز"، قال الرئيس عون: "لبنان سيعمل على تطوير تصنيفه المالي لا البقاء على تصنيفه الراهن، وسأسعى لمعالجة الأمور العالقة وفق إمكاناتي والجدول الزمني المرتبط بها، واسترداد الثقة بالمصارف اللبنانية".