أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه “في حال لم يتجاوب “الحزب” بالعودة الى كنف الدولة، تقع على الحكومة مسؤولية تنفيذ الاتفاق الذي وقعته، واذا لم يتم ذلك نحتفظ لأنفسنا بإعادة النظر بكل الأمور، وأعني ما أعنيه باعتبار لن نقبل الاستمرار في الوضع الذي كنا نعيشه من دون وطن، ومجتمع”.
وبارك جعجع في مقابلة ضمن برنامج “صار الوقت” عبر mtv، للبنانيين جميعاً بسقوط نظام الأسد قائلاً: “في آخر 50 سنة، نظام الأسد الأب والابن كان العائق الأكبر أمام بناء دولة في لبنان. حصل اتفاق الطائف وكان يفترض أن تحل التنظيمات المسلحة كلها، إلا أن هذا النظام أنشأ البدعة التي رافقتنا على مدى 35 سنة، وهي ان “الحزب” ليس تنظيماً مسلحاً إنما مقاومة، وعليه ان يبقى، وهو بذلك حقّق مصالحه الشخصية وعلاقاته مع إيران وضرب لبنان وسمّم حياتنا، بالإضافة الى النظام الأمني السوري الذي كان يقمع الاحرار في لبنان كما كان الاسد الاب يقمع احرار سوريا”.
جعجع، أشار إلى أنه على المستوى المبدئي العام “لدي ايمان عميق بأن لا باطل يمكن ان يستمر في هذه الحياة، كما لدي ايمان راسخ بأن للتاريخ اتجاهاً، والأحداث لا تسير “كيفما كان”، ونظام الأسد خارج اتجاه التاريخ، وبالتالي كنت متأكداً من سقوطه. من جهة ثانية، وبعد الثورة كان وضع الأسد في سوريا قائماً على الوجود الايراني، وبعدما خمدت الثورة لم يتمكن من القيام بأي أمر، ووضعيته كانت غير قابلة للحياة، ومن هنا كنت متأكداً من سقوطه… وسقط”.
ورداً على سؤال قال جعجع: “أنني لا أراهن على أمر معين، لكن لدي ملاحظة أساسية أنه مهما كان الوضع في سوريا بعد الأسد يستحيل ان يكون أسوأ من الأسد، ولا اعرف ماذا ينتظرنا مع السلطة السورية الجديدة، لكن ليس هناك اسوأ من الأسد ولا يمكن ان يتصرف أحد بهمجية كالنظام السوري الذي رمى شعبه بالأسلحة الكيميائية، كما ليس هناك من ديكتاتور كالأسد، ومهما كان النظام الآتي لن يكون له نظرة ايديولوجية سيئة لهذه الدرجة تجاه لبنان. وذكّر بأنه “يوم تمكن الأسد الأب من لبنان تماماً، كان يقول لبنان وسوريا شعب واحد في بلدين، ومن خلال مجموعة الاتفاقات كانوا يحاولون خلق مجلس رئاسي مشترك واجتماعات وزارية مشتركة، إذ كان يعتبر لبنان غير موجود واراد دمجه بسوريا”.
وأسف لأن نظام الأسد “غشّ الكثير من الناس وحتى الامس كان لديه علاقات جيدة مع العرب وعلاقاته الاوروبية حدث ولا حرج، وبالتالي مهما كان النظام الجديد، لن يتمكن أحد من غش العالم بأسره كالأسد، وهو أسوأ ما يكون بما يتعلق بالقبور والسجون والحريات، واي نظام لن يتمكن من غش الكون كله لينتصر علينا كلبنانيين، من هنا، يجب ان ننزع من رأسنا المفهوم الذي وضعه نظام الأسد في رؤوسنا وعززه لدينا الحزب وهو كأننا ارض متروكة لا شعب خلفها ولا جيش”.
ورأى أن كل هذه العوامل “تجعلني لا أخشى الايام المقبلة لأننا اساساً كنا نعيش في أسوأ الايام مع نظام الأسد، والآن وفي أسوأ الحالات، نكون في وضع سيء، لكن مع نظام غير متماسك ومعزول أكثر من الأسد”.
رئيس “القوات” شدد على ضرورة ان تحصل عملية تصحيح رماية وعلى الدولة البدء بالعمل كما يجب، رئيس الحكومة عليه تنفيذ الاتفاق الذي وافقت عليه الحكومة في 27 تشرين الثاني 2024 كما على البرلمان القيام بدوره”.
أضاف: “إما هناك دولة في لبنان أم لا، على الدولة التصرف وحماية الجميع، من هي المجموعات السورية التي ستأتي الى الحدود؟ كل سرية واحدة من الجيش اللبناني يمكنها ان تواجه فصيلاً كاملاً ولم أرَ أو أسمع اي نية لدى المجموعات السورية بالتوجه الى لبنان. ثمة رغبة لدى البعض بزيادة عدد وحجم من يشبههم في لبنان، لكن سنّة لبنان ليسوا كذلك ولا يحاولن أحد أن يخيفنا من شيء غير موجود”.
وأوضح ” إن إسرائيل دخلت الى المنطقة العازلة في سوريا، وأنا لست متخوفاً من تقسيم سوريا. في أقصى الحالات، إن كان سيحدث شيء، فهو إقرار نظام لا مركزي في سوريا، ومن اللحظة التي تنطلق فيها سلطة جديدة في سوريا، يمكنها ان تطلب من اسرائيل الخروج من المنطقة العازلة.”
ورداً على سؤال أجاب “لو أردت ان اتصل بأحد مباركاً بسقوط بشار الاسد، لاتصلت بالشيخ نعيم وأبلغته إنه علينا العودة جميعا الى لبنان، فاللعبة انتهت والمنطق الوحيد الذي من الممكن ان يحمينا جميعا، هو قيام دولة فعلية في لبنان، ونحن كلبنانيين لن نقبل بأي محاولة للعودة الى السابق، وعلى “الشباب” القيام بالترتيبات اللازمة لتسليم سلاحهم او بيعه وعلينا جميعا التوجه الى بناء الدولة في لبنان”.
وشدّد رئيس القوات على أنه في حال “لم يتجاوب “الحزب”، أفترض ان هناك حكومة عليها تنفيذ القرار، وإذا لم يتم ذلك نحتفظ لأنفسنا بإعادة النظر بكل شيء وأعني ما أعنيه، ولن نقبل الاستمرار في العيش في الوضع ذاته الذي كنا فيه، لأن بذلك لا وطن ولا مجتمع. كما أننا لن نستمر نشهد على مغادرة اللبنانيين بلدهم لأن هناك من يريد الاحتفاظ بالسلاح”.
ورداً على سؤال قال جعجع: “الله يساعد أكثر شي الشعب الفلسطني، ساعد الله خان يونس والشعب الفلسطيني ككل”.