مرشحو الشخصيات... مرشحو الكاميرات (شيرين حنا)
منذ أن أعلن حصول الانتخابات وكثرت الترشيحات، وكانت كثيرة عن ذلك التيار وقليلة عن ذاك الحزب ومعدودة عن المستقلين...
الجميع طالته الحماسة لخوض غمار المعركة، لكن بعد فترة من الوقت ماتت العزيمة عند البعض، باء البعض بخيبة الأمل والآخرون علموا أن مهما حصل فالأموال والمصالح تحكم...
ولكن ليس هذا المهم...
المهم، أن كلما كان هناك حدث ما نرى مرشحي المنطقة يتأهبون للمشاركة والجلوس في الصف الأول، وكأن الاقطاع عاد ليفرض نفسه من جديد...
كلما كان هناك زيارة لشخص غريب إلى المنطقة، تُرتدى البزات السوداء وتبرز على الشاشات، وتركض من ميل إلى آخر للظهور في عدسات الكاميرات...
ولكن ليس هذا المهم...
المهم، أن بعد كثرة المراقبة، لم نر أي مرشّح دخل منازل الناخبين أو تلمّس أوجاعهم وحاجاتهم...
لم نر أي مرشّح خرج من صلب الناخبين حاملا معه قضاياهم واهتماماتهم...
لم نر أي مرشّح تواجد في القرى إلا للتعزية أو على مائدة الأكل في المناسبات...
ولكن ليس هذا المهم...
المهم، أن ذاك الذي جلس في قصره العاجي، عليه أن ينزل من عليائه ويرد على هاتفه...
ذلك الذي اتّكل على حزبه، عليه أن يسعى لإيصال صوت الحزب لأن الشرخ كبير...
ذاك الذي اعتمد على الدعاية الاعلامية، عليه أن يكمل المسيرة وليس لفترة فقط...
ذلك الذي أنشأ عمله في الخارج، عليه أن يعلم أن عليه العمل في المنطقة...
ولكن ليس هذا المهم...
المهم، أن يعملوا على انماء المنطقة بالفعل وليس بالقول...
أن يعلموا أن أهل المنطقة ملّوا الشعارات والكلمات الفارغة...
أن يتأكدوا من أنّ أهل المنطقة ما عادوا مهتمين لأنهم بقوا على الوعد يا كمون...
أن يعوا أن فترة اللعب والضحك ولّت وحان وقت الجَدّ والجِدّ...
أن يفهموا أن عليهم بالدرجة الأولى أن يكون ولاؤهم للمنطقة بالانماء والانتماء...
أن يصدِقوا ولو لمرة حتى الناخبون يُصدقوا...
شيرين حنا