أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم:
أخي الحبيب سماحة الشيخ الهاشمي يا رفيق الدرب في هذه المسيرة الالهية المقاومة، عرفتك رساليا أصيلا مثقفا واعيا وهادفا، لم تهدأ حركتك لمتابعة العمل الثقافي والتعبوي والصحي والاجتماعي والتنظيمي والهيئات النسائية والكشافة وأعمال عديدة كنت تتابعها ليلا نهارا، كنت عضدا لنصرالله ويده اليمنى وحاضرا في الميدان دائم، خسرناك وربحت
لا بد أن نذكر شهادة أخينا الحبيب مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف الذي استشهد في ميدان الجهاد الإعلامي والمقاوم وهو على طريق القدس والتحرير، هو أيقونة اعلامية متابع ومثابر وذو رؤية استراتيجية، المامه واسع، حرص على المؤتمرات لسد الثغرة لتبيان أعمال المقاومة وانجازات المقاومة ويرد على الافتراءات التي كانت تكال على حزب الله والمقاومة، صداقاته متنوعة وواسعة، انفتاحه على وسائل الاعلام أغاظ العدو كثيرا، خافوك فقتلوا الجسد
استشهدت يا عفيف في رأس النبع، أي العدو اعتدى على العاصمة، لم يكتفِ بالاعتداء لاغتيالك ولكن اعتدى على مار الياس وزقاق البلاط، إذا هو اغتال واعتدى على قلب العاصمة بيروت لذا لا بد أن يتوقع بأن يكون الرد على وسط تل أبيب لا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو الاسرائيلي إلا ويجب أن يدفع الثمن، والثمن هو وسط تل أبيب
آمل أن يفهم العدو أن الأمور ليست متروكة
أريد أن أشكر جميع من عزانا وأرسلوا البرقيات واتصلوا، نظرا لظروفنا الموضوعية أشكر الجميع دون أن ندخل بالتسميات، كذلك أشكر الجميع الذين باركوا خطوة الحزب باختيار الأمين العام الجديد وهذه أيضا كانت محل اهتمام واسع اعلامي أو من خلال الرسائل الخاصة، سنتابع المسيرة ونحفظ الأمانة
اليوم حديثي سيكون حول عدة موضوعات لها علاقة بساحتنا ووضعنا
1- واجهنا في لبنان معركتين في مرحلتين المعركة الأولى اسناد غزة، غزة الجريحة التي أعطت الشهداء حرصنا أن نكون في عملنا وجهادنا بمستوى أن نقدم ما نستطيع لغزة ونصرة فلسطين آخذين بالاعتبار الظروف اللبنانية وما ينفع غزة في العمل والحمدلله أدينا مهمة كبيرة، يشرفنا أن نكون من القلة الذين دعموا الحق مع العراق واليمن وإيران في هذا الموقف النبيل، بينما العالم يتفرج أين العالم الحر؟ هذا برسم الأجيال القادمة
المعركة الثانية بدأت مع موضوع البيجر، سميناها أولي البأس وهي لصد العدوان الاسرائيلي الشامل على لبنان وفي الحقيقة اسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة، وعلى كل حال كنا قد وافقنا على فكرة بايدن ماكرون في 23 أيلول على قاعدة أن الحل ممكن أن يكون موجودا بوقف العدوان، لكن اغتالوا الأمين العام في 27 أيلول واستمرت المعركة، مر الحزب في حال ثم لملم حاله واستعدنا عافيتنا المقاومة والاعلامية في كل المجالات، صحيح أن الاصابات مؤلمة وموجعة، لكن لدينا من أولي البأس ما يدعنا نصمد،
يريد الشرق الأوسط وليس فقط لبنان وشمال فلسطين وعودة النازحين أو الهاربين، ماذا كانت النتيجة في كل هذه المعركة لشهرين؟ صمود أسطوري للمقاومة في لبنان، شهده الصديق والعدو، كنا نتوقع أن الحافة تستمر ل15 يوما لكنها طالت وهذا دليل على بأس المجاهدين والخسائر التي دفعها العدو، أكثر من 100 قتيل وألف جريح اسرائيلي، أطلق المجاهدون خلالها من مناطق الحافة الأمامية صواريخ ليست عادية أي أن المقاومين ينتشرون وهم لديهم حضور وازن ومؤثر، اطلاق الصواريخ بقيت على وتيرة مرتفعة، تهجير الآلاف من بيوتهم، حتى ساعر غيّر الأهداف قال هدفنا ليس تدمير حزب الله
إنتقلوا إلى المرحلة الثانية لأنهم يريدون معركة تعطيهم كل المكتسبات وهم غير قادرين على خوضعها، كانت محاولات للتوغل في القرى، المقاومة ليست جيشا، ولا أن تمنع الجيش من التقدم، بل تقاتل الجيش عندما يتقدم، المقاومون سيكونون في بعض البيوت خلف الأشجار يختفون فإذا دخل الجيش التحموا به وقاتلوه، هذا عملنا في المواجهة، فليس مهما أن يقال دخل إلى قرية بل السؤال الأساسي من قتل له في هذا اليوم وكم جرح له في هذا اليوم؟
المجاهدون يتصدون على طول الجبهة، نعمل على قتل العدو ومنع استقرار احتلاله، قدمنا نموذجا استثنائيا في هذا الصد، هناك بأس للمقاومين الذين يواجهون بصلابة
رغم الامكانات الموضعة في أماكنها هناك امكانات تنقل إلى الحافة الأمامية، يعن الطريق سالكة، فكيف ذلك والعدو في الجو؟ الله يساعد، وان شالله الأخوان يعرفون الجغرافية ولديهم الشجاعة ليتقدموا
هذا العدو الذي استدرج سينال الخسائر كثيرة، في النهاية الأرض لنا والشباب شبابنا والمقاومة من هذه الأرض لا يمكن للاحتلال الاسرائيلي أن يستقر ويتقدم فهو محتل وسيطرد
نؤكد أن الكلام للميدان والنتائج مبنية على الميدان بقسميه بالمواجهة البرية واطلاق الصواريخ والمسيرات إلى عمق الكيان، لدينا القدرة على الاستمرار على هذه الوتيرة ولمدة طويلة، فالضربات اليومية ليس فيها روتين بل هناك تشكيلة ، حتى الأبعاد والمسافات، هذا كله ضمن برنامج يعد سلفا، لا يمكن أن يتهزمنا اسرارئيل وتفرض شروطها علينا فنحن رجال الميدان وسنبقى في الميدان
فما هو الحل؟ يقولون هناك ورقة من أجل المفاوضات، استلمناها وقرأناها جيدا وأبدينا ملاحظات عليها، لدينا ملاحظات وبري لديه، يعني ملاحظاتنا والدولة متناغمة ومتوافقة، وقدمت للمبعوث الأميركي وتم النقاش معه بالتفصيل، قررنا ألا نتكمل في الاعلام لا عن مضمون الاتفاق ولا ملاحظاتنا، بل فليبقى في شكل هادئ لنرى إذا سنصل إلى نتيجة، لأن اسرائيل تتوقع أن تأخذ في الاتفاق ما لم يستطع على أخذه في الميدان، سنرى ما هي النتيجة
هل نتوقع المفاوضات تنتج وقفا للعدوان واطلاق النار بشكل سريع، لا أحد يعرف بل مرتبطا بالجدية عند نتنياهو، تفاوضنا تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وثانيا حفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق لاسرائيل أن تنتهك وتدخل ساعة تشاء، بل لبنان مصانا
أعددنا لمعركة طويلة ونتفاوض الآن لكن ليس تحت النار، لأن اسرائيل أيضا تحت النار، قررنا أن يكون هناك مساران يسيران معا الميدان الذي يكون بشكل تصاعدي حسب المعطيات الميدانية هناك صمود وعطاء، ومسار المفاوضات، لذلك لا نعلق الميدان على المفاوضات، نحن مستمرون في الميدان نجحت أو لم تنجح
أما من يقول حرب استنزاف هي على العدو ليس لدينا إلا الصمود والاستمرار حتى لو طال الزمن، نتحمل الاستنزاف لأننا ندافع عن وطننا ولبناننا، قررنا أن نكون إحدى الحسنيين النصر والشهادة
تحية إلى المجاهدين والأهالي، هذا نموذج يحصن المقاومة ويجعلها أقوى في مواجهة التحديات، لفتتني إحدى النساء في المقابلة سألها كم عدد الشهداء لديك قالت 3 أولاد و2 أحفاد و2 أصهرة يعني لديها 7 شهداء، فقالت مهما فعلنا قليل أمام أهل البيت ولكن لأقل لك "بيضولي وجي قدام السيدة زهراء، وإذا قالت المقاومة يجب أن أبذل ذاتي سأفعل"، مثل هذه المرأة لا يمكن إلا وأن يكرمها الله، فنحن أمام إما السلة بحمل السيف والقتال أو الذلة والاستسلام، وهيهات منا الذلة
يقولون الكلفة كبيرة عليكم لماذ؟ لأننا أمام عدو وحش يقتل المدنيين وكل حياة موجودة، وحوش بشرية اسرائيلية تدعمها وحوش أكبر أميركية، يعمل كذلك كي نخاف ونرتعب ونسلم له فيأخذ كل ما يريد ساعة ما يشاء، سنبقى في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة وسنجعلها مرتفعة عليه أيضا، الاسرائيلي هو الذي يعتدي فليوقف اعتداءاته ونحن في موقف الرد
لا يمكن أن يتوقع من مقاومة أمام جيش وقدراته أن تربح دون خسائر، لكن للعدو أهداف إذا لم يحققها فإذا نحن انتصرنا، نواجه أهداف العدو في لبنان وسنخرج أقوى لأننا صمدنا وضحينا ولم ندع العدو يحقق أهدافه، ولأن عندنا تماسك وتعاون
أقول للنازحين من أهلنا والله نحن نقدر ما تقومون به وتعطونه وأنكم تضحون كثيرا، لكن نقوم أيضا بما نستطيع من مساعدات وتعاون بدها صبر وأنتم أهل الصبر، سأوجه رسالة تحية خاصة لشباب أمل لا فرق بين أمل وحزب الله لأننا عائلة واحدة وفي وطن واحد بل أتمنى أن يكون كل الوطن على هذه الشاكلة، من آوى النازحين هم جزء لا يتجزأ من المقاومة الحقيقة
نقاوم في لبنان دفاعا عن لبنان وشعبه، العدو لن يخرج إلا بالمقاومة وسنستمر على هذا المنوال، أجدد الشكل لكل أبناء وطننا وكل البلديات، واعلموا أن هذا رصيد في الدنيا والآخرة
كان هناك موضوعا حضرته، أثناء المعركة نفكر بمستقبل وطننا وبشكل واضح، لم نغيّر ولم نبدّل في مواقفنا ولن نغيّر ولن نبدّل في هذه المواقف الشريفة المقاومة، نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة، وهو الرصيد المتبقي أن نبني من خلاله وطننا، 4 أمور ضعوها عندكم:
1- سنبني معا بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول التي ستساعد ويعود لبنان أفضل
2 سنقدم مساهمتنا الفعالة لانتخاب الرئيس بالطريقة الدستورية
3- خطواتنا وشؤون الدولة تحت سقف الطائف
4- سنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوتنا وحضورنا الوازن لنبني ونحمي في آن معا