الرئيسية مرآة المجتمع
الجمعة 13 - تشرين الأول - 2017

من جزين الكبار... إلى جزين يا للعار! (شيرين حنا)

من جزين الكبار... إلى جزين يا للعار! (شيرين حنا)

ما يحز في قلبي أن أصل في هذه المرحلة بالذات إلى أن أقول ما أنا على وشك كتابته.

لطالما كانت منطقة جزين رمز الصمود والعنفوان، رمز الرجال وأصحاب كلمة الحق، ولكن وللأسف أن يشوه البعض هذه الصورة... فيا للعار!

فبعدما كنا نتغنى برجال كبار من البطريرك المعوشي، الأباتي يوحنا سليم، النائب جان عزيز، والوزير ادمون رزق والنائبين سمير عازار وميشال الحلو.. كانت لهم الكلمة الفصل في العديد من التحديات، فوضعوا جزين نصب أعين الجميع محافظين على قيمتها في عصر كثرت فيه التحديات، فكانوا "يضربون أرجلهم في الأرض" فينفذوا ما خططوا له... رجال احتذى بهم الكثيرون وأصبحوا مقامات شامخة وعريقة في تاريخ جزين ولبنان، رجال جعلوا الأخلاق والاحترام الملاذ الأول والأخير في التعاطي مع الغير فكان أن فرضوا على الجميع احترامهم فباتوا قيمة مضافة على الحياة السياسية فالاقتصادية فالاجتماعية والروحية الدينية... فبعد هذا كله وصلنا إلى "يا للعار!"

عندما كنت أقول رجال، عنيت أن أقول الرجولة التي كانت أبرز صفات أولاد الساحل والوسط والجبل الجزيني، ولم أقصد أبدا الذكورية التي تقوم على الصراخ والبهورة والكلام البذيء القائم على القدح والذم.

فعندما نصل إلى مرحلة إطلاق الشائعات لتشويه سمعة البعض، نكون بذلك وصلنا إلى الفسق السياسي...

عندما نصل إلى مرحلة استخدام المشاكل الشخصية في حياة البعض للتهجم عليه، نكون بذلك وصلنا إلى السفاهة الذاتية...

عندما نصل إلى مرحلة التهديد والوعيد، نكون وصلنا إلى إعلان الافلاس الأخلاقي...

عندما نصل إلى مرحلة تصبح الكلمة الجارحة سلاح المعارك الانتخابية، نكون وصلنا إلى الإسفاف الانتخابي...

هذا كله وغيره ولم أنتهِ من "القرف" الذي لحق بهذه المرحلة، فبعدما كانت الانتخابات كما وصفها مرة المحامي كلود عازوري "عرس"، أصبحت كابوسا يطال المنطقة، فبلحظتها ينتقم ذاك من ذلك بقطع أرزاق العالم، ويتلطى فلان خلف إصبعه بعدما شهر بمشاكل فليتان الشخصية على العلن، وتدور المعارك الانتقامية، وتدخل اللعبة الانتخابية حتى في رابطة وهيئة و... ويصبح الضحية المواطن الجزيني، وهنا "يا للعار!"

فبدل الارتقاء بمنطقة جزين، نسوا أننا بحاجة لـ"الانماء" لنصل إلى فرض "الانتماء".

                                                                      شيرين حنا