في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، برزت تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، بشأن العلاقة الحالية مع النظام السوري كحدث غير عابر، حيث تحمل في طياتها إشارات مشوبة بالقلق من مستقبل هذه العلاقة.
أشار ولايتي إلى أن "الحكومة السورية ثورية ومعادية للصهيونية"، مؤكدًا على "دورها كمكون أساسي في سلسلة المقاومة"، جاءت تصريحاته في وقت تتناقل فيه وسائل الإعلام تقارير عن تراجع العلاقة بين طهران ودمشق بسبب تصاعد الصراعات الإقليمية، مما أثار تساؤلات حول مدى جدية العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين.
ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي، خصوصًا بعد الهجوم الذي نفذته حماس في 7 تشرين الأول، يبدو أن هناك حالة من عدم اليقين تسيطر على العلاقات داخل محور المقاومة.
ورأى الباحث السوري أيمن الدسوقي أن "التصريحات الإيرانية تشير إلى مخاوف جدية من نية الأسد إعادة تموضعه إقليميًا، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من إسرائيل".
قد تكون التصريحات الإيرانية بمثابة تحذير للأسد لضبط حركته الإقليمية بما يتماشى مع المصالح الإيرانية، مذكرًا إياه بأنه جزء من المحور الذي يتخذ قراراته طهران.
كما يعتبر الخبير الجيوسياسي الأردني، عامر السبايلة، أن "التأكيدات الإيرانية تؤكد القلق الذي يحيط بمسار العلاقة بين إيران والنظام السوري".
وتتعرض العلاقة الإيرانية السورية للضغط من عدة جوانب، حيث يحاول الأسد تجنب التصعيد مع إسرائيل بينما يسعى لتقليل الهيمنة الإيرانية على القرار السوري، ولعل التحركات الأخيرة تشير إلى قرار سوري فعلي لتحييد البلاد عن الصراعات الإقليمية.
وتتجاوز العلاقات الإيرانية-السورية الجانب العسكري لتشمل مجالات اقتصادية، حيث يواصل "الحرس الثوري" الإيراني نشاطه في سوريا، مما يثير قلق بعض القوى الإقليمية، ويعتقد البعض أن الحفاظ على هذا النفوذ الإيراني قد يكون أساسيًا لاستمرار النظام السوري في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأشارت التحليلات إلى أن "بعض العواصم العربية تسعى لإبعاد الأسد عن النفوذ الإيراني، إلا أن تلك الجهود لم تحقق النجاح المنشود، ومع ذلك، يظل السؤال حول ما إذا كان بإمكان الأسد البقاء في مركز القرار في ظل ضغوط إقليمية ودولية".
وتظل العلاقة الإيرانية السورية محاطة بالقلق، خاصة مع وجود متطلبات معقدة تعيق إمكانية إعادة تعريف العلاقة بين الجانبين، ولا يبدو أن هناك أي أفق قريب لإنهاء الهيمنة الإيرانية، في ظل التصلب الذي يظهره الأسد تجاه المطالب الإقليمية والدولية.
وبناءً على ذلك، تتجه الأنظار إلى كيفية تطور العلاقة بين طهران ودمشق في الفترة القادمة، ومدى قدرة الأسد على تحقيق توازن بين مصالحه وبين الضغوط الإيرانية والإسرائيلية.