الرئيسية مرآة المجتمع
الخميس 28 - أيلول - 2017

مصاصو الدماء... في المدارس! (شيرين حنا)

مصاصو الدماء... في المدارس! (شيرين حنا)

ينتشر منذ فترة مصاصو دماء من نوع جديد في المدارس، مصاصون يمتصون الجيوب والأموال، حتى وصل بهم الحد إلى دفع البعض للاتجار بأعضائهم فقط لتأمين التعليم والعلم لأولادهم...

بدا البعض متفاجئا عندما رفضت بعض مدارس القطاع الخاص المشاركة بالاضراب، وبعدها بفترة أُعلِن تعليق الاضراب في التعليم الخاص... وهنا السؤال: ما المفاجئ؟

فقبل أن تلوّح الدولة باقرار سلسلة الرتب والرواتب، وقبل حتى اعلان الضرائب والطعن بها ثم الغائها، أعلنت المدارس الخاصة ومنها الكاثوليكية فرض زيادة على أقساط الطلاب والتي تبدأ من 600 ألف ليرة، وعندما تحاول طرح التساؤل على الادارة تبلغك أنها زيادة المدرسة وعند اقرار السلسلة ستكون هناك زيادة أخرى... وهنا السؤال: هل بات الدين فقط تجارة؟

عندما كنا صغار، كانت الراهبة والراهب والخوري والمطران والبطريرك والشيخ... هنّ الارساليات، وهم نادرو الفقر، وهؤلاء لخدمة المحتاج، ويحزن البعض عندما تناديه "تجار الهيكل"... من المخزي والمعيب أن تتحول رسالة المسيح إلى مجرد ليرات وسيارات ومجوهرات يتزينون بها لم ننسى ما ورد في الانجيل "بيتي بيت صلاة"، فإذا تأخر الأهل بالدفع يوضع الولد بموقف الاحراج أمام أصدقائه، هذا عدا عن رفض تسجيله في المدرسة لعدم توفر المال... وهنا يأتي التعليق: "مش عاجبكن حطوهن بمدرسة رسمية!"... إذا كان كذلك فأين تكمن رسالتكم؟ هل بكمية الأموال التي تكتنزونها على الأرض؟

هذا من ناحية الأقساط الجهنمية، أما عند الوصول إلى الكتب "المفزلكة" والتي كلما تفقدناها وجدنا إما نفس المضمون بطبعة جديدة حيث يتغير ترقيم الصفحات، أو أن المستوى التعليمي بات يتجه للانحدار، وإذا انتقلنا إلى الثياب الرسمية لكل مدرسة فهنا المضحك المبكي لأن المدرسة تواكب الموضة، ومن المعروف أن الموضة تتغير سنويا لذلك بات على الأهل شراء الثياب سنويا، ولا تجعلوا الشك يختلجكم فالمدرسة ليس هدفها زيادة الأرباح، لا، بل فقط لمواكبة العصر!... 

أما وإذا توجهنا إلى المستوى التعليمي في الصفوف، فالمعلمة ( أو الأستاذ) تحمل معها مشاكلها النفسية والجسدية والحياتية وتفشفشها في التلاميذ، فإذا كان التلميذ ليس من المتفوقين تنسى رسالتها هي أيضا وتهمله ويفيض عندها الاستهزاء والسخرية منه وصولا إلى نهاية العام حيث تحكم عليه بالرسوب وإلقاء اللوم على الأهل... ولكن عفوا أليس من واجبك أنت أن تقومي بتدريسه وإيصال الفكرة له بطرق غير لأن مستواه مختلف عن الباقين؟
ونأتي إلى مرحلة الشهادات، وتلك المدرسة التي ترفض تسجيل الولد الذي قد يهدد عدم حصولها على نسبة 100% من النجاح، فبدل أن تبذل جهدا على تطويره تعمل على تطييره من المدرسة... فلا تقولوا بعدها هي الأفضل انظروا إلى نسبتها، بل انظروا إلى نسبة طرد الأولاد من عندها...

وللمعلمين في المدارس الخاصة وفي الرسمية في الوقت عينه... تتمة

                                               شيرين حنا