ذكرت مصادر أن إسرائيل تعمل على إزالة ألغام أرضية في منطقة الجولان، مما قد يشير إلى توجهها لفتح جبهة جديدة مع حزب الله عبر الحدود السورية.
وفقًا لوكالة "رويترز"، فقد نقلت عن مصادر أمنية ومحللين أن القوات الإسرائيلية أزالت ألغامًا وأقامت حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان والشريط المنزوع السلاح.
تشير هذه الخطوة إلى أن إسرائيل ربما تسعى لأول مرة لاستهداف أهداف لحزب الله من مسافة أبعد نحو الشرق، بينما تعمل على إنشاء منطقة آمنة تتيح لها القيام بعمليات مراقبة عسكرية لتحركات الجماعة المسلحة ومنع التسلل.
كما ذكرت المصادر أن إسرائيل تحرك السياج الفاصل نحو الجانب السوري وتقوم بأعمال حفر لإنشاء مزيد من التحصينات في المنطقة.
وحين استُفسر الجيش الإسرائيلي عن إزالة الألغام، اكتفى بالقول إنه "لا يعلق على خطط العمليات" وأنه "يقاتل حاليًا منظمة حزب الله لتمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم بأمان".
يستبعد الخبير في الشؤون العسكرية، ديفيد دي روش، إمكانية غزو إسرائيل لسوريا، مشيرًا إلى أن هناك هدفين رئيسيين: الأول هو التموضع بشكل مناسب لمهاجمة حزب الله من أراض مرتفعة، حيث تواجه إسرائيل حاليًا حزب الله من مواقع منخفضة، والثاني هو توجيه تهديد ضمني لسوريا، إذ تحاول إيران دفع سوريا لتكون أكثر نشاطًا.
يؤكد روش أن النظام السوري لم يعارض إسرائيل بشكل فعّال، بل استضاف وكلاء إيران مثل حزب الله لضمان بقائه بعد الانتفاضة السورية.
ويشير إلى أن الانتفاضة كانت قريبة من النجاح حتى تدخل حزب الله مع ضباط إيرانيين في عام 2014، حيث كان الأسد يواجه الهزيمة.
كما يتحدث روش عن عدم رد سوريا على الهجمات الإسرائيلية السابقة، مشيرًا إلى أن إسرائيل نجحت في إرسال رسائل إلى دمشق بشكل يضمن اهتمامها بمصالحها الخاصة.
ويرى أن إسرائيل قادرة على ضبط إيقاع عملياتها بحيث لا تؤدي إلى انفجار الأوضاع.
فيما يتعلق بتدخل الجماعات المدعومة من إيران في العراق، يعتبر روش أن تلك الجماعات أكثر تشددًا من تلك الموجودة في سوريا.
ويشدد على أن إسرائيل تمتلك حرية التحرك لتأمين مصالحها، ومنع نقل النزاع إلى سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، يستبعد روش إمكانية أن تؤثر أي تدخلات أميركية على تحركات إسرائيل، منتقدًا ما وصفه بـ"النفوذ المتقلص" للرئيس الأميركي جو بايدن، ويشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية قادرة على شن حرب ضد حزب الله دون الحاجة إلى دعم أميركي إضافي.
وفي النهاية، ينبه إلى "سوء فهم" لدى البعض بأن هناك ضغوطًا أميركية يمكن أن تؤثر على إسرائيل، مشددًا على أن الأسلحة وقدرات إسرائيل التي حشدتها على مدى عقود تجعل أي ضغط أميركي يتطلب وقتًا طويلًا ليكون فعالًا.