لا تتوقف الغارات الإسرائيلية العنيفة على لبنان منذ أسابيع، لاسيما الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، دون أي بصيص أمل ينهي تلك الحرب.
هدنة لبنان مقابل الأسرى
أمام هذا الوضع، يبدو أن إسرائيل قررت فرض الشروط.
إذ أفاد تقرير إسرائيلي جديد بأن رئيس الموساد ديدي بارنيع، سلّم رسالة مهمة إلى رئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، تضمنت شروطا إسرائيلية لوقف الحرب على لبنان، وفقاً لموقع "والا" العبري.
وأضاف الموقع نقلا عن القناة 12 الإسرائيلية، أن إسرائيل اشترطت لأي اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، اتفاق تبادل للأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة.
وذكرت القناة أن المؤسسة العسكرية قررت تغيير الاستراتيجية عبر ما أسمته "الانقلاب" على حزب الله.
كما أوضحت أن الخطة تهدف إلى ربط وقف إطلاق النار في لبنان بإتمام صفقة التبادل في غزة، بغرض الضغط على زعيم حماس يحيى السنوار، من خلال حليفيه حزب الله وإيران.
وتابعت أن هذه الرسالة دليل واضح على مدى تعقيد الوضع في المنطقة، خصوصا أن إسرائيل تحاول بكل جهد ربط الساحات المختلفة من أجل تحقيق أهدافها.
أتت هذه التطورات بعدما أعلن مسؤولون أميركيون أن واشنطن لا تسعى حاليا إلى إحياء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، إلا أنها رغم ذلك تخشى من تحول وعد إسرائيل بعملية محدودة إلى صراع واسع طويل الأمد.
وأشار المسؤولون إلى أن واشنطن تحث إسرائيل على عدم التصعيد بشكل مفرط عبر ضربة انتقامية لإيران.
731 قتيلاً إسرائيلياً منذ بدء الصراع
أما ميدانياً، فتستمر المواجهات منذ أسبوعين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مع مساعي إسرائيل للتوغل بريا في عدد من البلدات الحدودية.
إلى ذلك، بلغ العدد الإجمالي للقتلى العسكريين الإسرائيليين خلال الجولة الجديدة من الصراع في الشرق الأوسط 731 قتيلاً، وفق وكالة "تاس" الروسية.
كيف أحبطت إسرائيل جهود الوسطاء لإنجاز صفقة تبادل الأسرى؟
وكانت إسرائيل أعلنت في الأول من الشهر الحالي بدء عملية توغل على الحدود اللبنانية، إلا أن حزب الله أكد أنه تصدى لعدة محاولات تسلل إسرائيلية.
ثم أوضحت مطلع الأسبوع الحالي أنها "بدأت توسيع عمليتها البرية في الجنوب"، وفق تعبيرها.
وتسعى إسرائيل التي وجهت ضربات مؤلمة منذ الشهر الماضي إلى حزب الله، عبر اغتيال العديد من قياداته، إلى دفعه بعيدا عن الحدود، نحو شمال نهر الليطاني.
فيما شددت الحكومة اللبنانية على ضرورة وقف إطلاق النار، وأعلنت تأييدها للجهود الدولية في هذا المجال.
بدوره، أكد حزب الله قبل يومين على لسان نائب أمينه العام، نعيم قاسم، أنه يؤيد مساعي رئيس البرلمان، نبيه بري لوقف النار في لبنان.
في حين كشف مصدر حكومي لبناني، أمس الأربعاء، أن الحزب أبلغ السلطات اللبنانية موافقته على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في اليوم الذي قتل فيه زعيمه حسن نصر الله بغارات إسرائيلية.