قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه بدأ منذ ساعات الفجر الأولى اليوم الأربعاء عملية عسكرية واسعة تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للاقتحامات وتنفيذ عمليات نوعية.
وتعليقا على هذه الحملة العسكرية، أكدت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن العملية التي بدأها الجيش شمالي الضفة هي الأوسع منذ عملية "السور الواقي" في عام 2002، وأنها تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة.
كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن العملية واسعة وعلى مستوى فرقة عسكرية. وقالت إن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) وقوات المستعربين انضمت للجيش في عملياته، مضيفة أن الجيش يستخدم مروحيات ومقاتلات بشكل واسع.
من جهتها، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الجيش استنفر آلاف الجنود من وحدات خاصة استعدادا لهذه العملية الواسعة والتي تستهدف أساسا مدنا شمالي الضفة، وإن وحدات خاصة من الجيش وحرس الحدود ووحدة تابعة للشاباك تشارك فيها. وأكدت أن عددا كبيرا من الجنود وصلوا إلى مخيم الفارعة في طوباس على متن مروحيات عسكرية.
وفي إشارة إلى الأسباب الكامنة وراء إطلاق هذه العملية العسكرية الواسعة، نقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين أن "الوضع في الضفة الغربية بات مصدر قلق جدي لإسرائيل".
عمليات المقاومة
وردا على العملية الإسرائيلية، أعلنت فصائل المقاومة التصدي لقوات الاحتلال في أكثر من منطقة، وقالت كتائب سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها "استهدفوا قوة مشاة تابعة للعدو بعبوة شديدة الانفجار في مخيم نور شمس" في طولكرم.
بدورها، أعلنت "كتائب القسام-جنين" -الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاتليها "يخوضون رفقة إخوانهم في الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال". وأضافت أن المقاتلين "فجروا في جنين عبوات ناسفة محلية الصنع وشديدة الانفجار بالآليات العسكرية المقتحمة".
كما قال مراسل الجزيرة إن شبانا فلسطينيين استهدفوا جنود الاحتلال بقنبلة محلية الصنع عند مدخل مخيم العروب شمال مدينة الخليل جنوب الضفة.
وتحدث المراسل عن اشتباكات وتفجيرات بعبوات ناسفة في بلدات سالم وقصره وبيت فوريك جنوب وشرق مدينة نابلس، وكذلك في مدينة طوباس ومخيم الفارعة وأيضا في مدينة ومخيم جنين وبلدتي سيلة الحارثية وقباطية.
وفي جنين، قال المراسل إن قوات الاحتلال أغلقت جميع مداخل مدينة جنين بسواتر ترابية وحاصرت جميع المستشفيات بالمدينة.
وفي طولكرم، أضاف المراسل أن مقاومين استهدفوا قوات الاحتلال بعبوات ناسفة محلية الصنع وشديدة الانفجار في محيط مخيم نور شمس.
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعدا في عمليات الاقتحام، لكن الوضع تصاعد أكثر منذ أن شنت إسرائيل حربها المدمرة والمتواصلة قبل 10 أشهر على قطاع غزة.
ووفق مصادر رسمية فلسطينية، فقد خلفت الاعتداءات الإسرائيلية على سكان الضفة أكثر من 640 شهيدا ونحو 5400 جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. (الجزيرة)