كتبت الأخبار:
بداية الشهر الجاري، نظّمت «الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية»، برئاسة ريما يونس، مؤتمراً تربوياً دولياً في أربيل (العراق)، برعاية رئيس «اتحاد الجامعات الدولي» محمد خير الغباني، شارك فيه من لبنان مسؤولون تربويون رسميون ورؤساء جامعات وأساتذة جامعيون. الخبر «عادي»، لولا أن الغباني مطلوب من الأمن العام اللبناني، وممنوع من دخول الأراضي اللبنانية منذ عام 2020، على خلفية قيامه بنشاطات مشبوهة، ومنها إنشاء جامعات وهمية.وكان الغباني، وهو سوري الجنسية، حضر إلى لبنان قبل أكثر من 10 سنوات، وقدّم نفسه رئيساً لـ «اتحاد الجامعات الدولي»، ورئيس جامعة الإسطرلاب - فرع إسطنبول. وعلى هذا الأساس، عقد اتفاقات مع عدد من الجمعيات والجامعات في لبنان وفي دول عربية مثل اليمن والجزائر وغيرهما، قبل أن يتبيّن لاحقاً أن اتحاده عبارة عن جمعية خيرية مرخّصة في تركيا. وعندما افتتحت جامعة أريس الحاصلة على ترخيص بالتعليم الديني في ولاية تكساس الأميركية فرعاً في لبنان، عيّنت الغباني في 2/6/2012 عميداً لكلية الشريعة فيها، قبل أن يكتشف مسؤولو الجامعة في الولايات المتحدة ارتكابه تجاوزات قانونية وعلمية وأكاديمية، منها استخدام اسم الجامعة وختمها لتوقيع اتفاقيات ومنح شهادات دكتوراه فخرية، وتسجيل اسم «أريس» في لبنان باسمه، وتسجيل طلاب في دراسات «الاقتصاد الإسلامي»، وهو اختصاص غير موجود في الجامعة، فضلاً عن تقاضي رسوم من الطلاب وعدم إبلاغ الجامعة بها، ما دفع مسؤولي الجامعة الى مطالبته بتسجيل الطلاب إلكترونياً لحصر أعدادهم، ولمّا لم يستجب، تمّ فصله في 14/5/2014، وأُلغي الفرع في لبنان، واعتُبر أن كل ما صدر عنه من شهادات وهمي وغير قانوني. واللافت أن «فرع» الجامعة في لبنان كان عبارة عن شقة سكنية في منطقة عرمون مؤلّفة من أربع غرف، ولم يحصل على أي ترخيص من وزارة التربية.
تغطّى الغباني بالإخوان المسلمين وببعض الشخصيات اللبنانية، ومنها النائبة السابقة بهية الحريري والشيخ أحمد الأسير وبحركات إسلامية، وتمكّن من التغلغل في مديريات وزارة التربية مروّجاً لاتحاده ولـ«مدارس الفايز الدولية» التي زعم أنه يديرها في تركيا، ونظّم مؤتمرات تربوية استقطبت خبراء تربويين، بالتعاون مع أكاديميين وجمعيات تربوية لبنانية محلية، وكرّم وزير التربية الحالي عباس الحلبي مانحاً إياه دكتوراه فخرية، كما كرّم وزراء تربية سابقين من بينهم أكرم شهيب ومروان حمادة، وكبار الموظفين في الوزارة، من بينهم المدير العام للتربية عماد الأشقر والمكلّف بشؤون التعليم العالي مازن الخطيب ومسؤول المنح وليد زين الدين.
أبرز الاتفاقيات التي عقدها مع «الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية». كما جمعت علاقة الغباني مع مدير المعلوماتية السابق في الوزارة توفيق كرم. وفي عام 2022، نظّم زيارة إلى «مدارس الفايز الدولية في تركيا لعدد من المسؤولين في الوزارة»، شارك فيها مدير التعليم الابتدائي جورج داود، والرئيسة السابقة لدائرة الامتحانات الرسمية أمل شعبان، والمسؤول السابق في لجنة المعادلات رودي باسيم الذي يخضع حالياً للمحاكمة على خلفية ملف تقاضي الرشى لتسريع معادلات الطلاب العراقيين. كذلك نسّق الغباني مع عدد من المدارس الرسمية والخاصة في لبنان مثل ثانوية رمال رمال الرسمية وغيرها، وأقيم له تكريم في مدارس العرفان في الشوف.
ورغم منعه من دخول الأراضي اللبنانية و«سوابقه»، لا يزال الغباني قادراً على التشبيك مع مسؤولين لبنانيين وجمعيات تربوية محلية ويقدّم منحاً لا يُعرف مصير الطلاب المستفيدين منها، وينظّم مؤتمرات لا تُعرف القيمة التربوية المضافة التي تقدّمها.