بالأمس وقعت حادثة في بلدة صبّاح، كالعادة تمّ تعظيمها وتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصولا إلى استغلالها وتسخيرها في السياسة والدين، ولكن فلنكن موضوعيّين.
ما حدث بالأمس بين السيد ع.و. الذي مرّ في بلدته وشاهد أحد زوار صبّاح يفترش الرّصيف بين مطعمين ليتمم فريضة الصلاة، دفعه إلى الطلب منه بالصلاة إما في الحرش أو داخل صالة المطعم الذي كان يزوره، ما أدى إلى تلاسن بين الطّرفين.
أين الخطأ في ما حصل؟ قضاء جزين يرحّب بالجميع لا سيما بأهالي صيدا، ويحترم صلاة مختلف الطوائف لا سيما أنه مثال للعيش المشترك، ولكن أين أخطأ ع.و. بطلبه؟ من الطبيعي أن الصلاة القلبية يتقبلها الرب أينما كان ولكن لماذا افتراش الرصيف؟ هل كان هناك غاية في نفس الزّائر؟ هل كان الهدف الاستعراض الديني؟ لا سيما أن المطعم المواجه تصدح أصوات الغناء والرقص والطبل والزمر والسباحة فيه إلى القرى المجاورة، فأين الخطيئة التي ارتكبها ابن البلدة؟
لكن لماذا محاولة استغلال الموضوع بأمور سياسية ودينية فاضت عن الحادثة؟ لا سيما أنها قد بتت وحلّت في حينها؟ وماذا لو تبادلنا الأدوار كيف كان سيكون التعاطي في صيدا مع الموضوع؟ أليس بالأمس تم فرض فرصة الجمعة والأحد على المدارس في صيدا والتفاخم بالموضوع حتى في خطبة الجمعة رغم وجود الطلاب المسيحيين؟ هل أُخذ برأي الآخر؟
إنّ ما نقبله على أنفسنا سنقبله على الآخر طوعًا، وأهالي قضاء جزين يرحبون بالجميع لحل أي مشكلة كانت لأنّ قضاءنا مشهور بكونه نقطة التقاء للجميع، ضمن نطاق احترام الآخر وكرامته، مع حفاظ فاعليات جزين على كرامة أهاليهم حتى في بياناتهم.
إن كان ابن صباح أخطأ فالاعتذار واجب، ولكن ألا يستدعي تصرف ابن صيدا التساؤل؟
الصحافية شيرين الياس حنا