من كم يوم سألت ابني بس تطلّع بالبابا شو بتشوف؟ سؤال بين عدّة أسئلة منطرحها كلعبة كلّ فترة تنشتغل على شخصيّتو ونطوّرها...
قلّي: "لمّا بطلّع ببيّي بشوف ملك، هو سندي، وبس معو بحس بالأمان"...
إبن الـ8 سنين ما عرف إنّو تركني لليوم عم اتأمّل بكل كلمة عبّر فيها:
"بيّي" هالكلمة الجبليّة "الرّائعة" بحد ذاتها قدّاي بتعبّر عن قوّة وصلابة...
"ملك" إي بيّو بنظرو متل كل بيّ بنظر أولادو ملك على مملكتو على بيتو وشغلو، ونيّال ابني ببيّو... هالبيّ اللّي قد ما تكون المشاكل اللّي واجهتّو بالنّهار بشغلو، بيشلحها أوّل ما يوصل على عتبة البيت، تيحمل كلّ ولد بلهفة وفرح، ويغمرهم بحبّ وحنان، يلعب معهم يضحك هو واياهم، ويهتمّ بكلّ واحد فيهم...
"سندي" شو بيفهمو شو يعني السّند؟ هوّ قالها عن وعي؟ أو قالها لأن بيسمعها بالعادة؟ بس من هلّق ولو ما بيعرف معناها عرف إنّو "البي" هو سند كل ابن وبنت بالحياة، هو ملجأو بكل اللّحظات بالحلوة والمرّة...
"بس معو بحس بالأمان"، غريب كيف كلنا بالبيت بس معو منحس بالأمان، لمّا وصفو قال متل "الأسد" هلقد هو قوي، هلقد هو ذكي وعندو حكمة بكل المواقف، لمّا أوقع بيمسحلي دموعي لمّا ابكي بعد ما شوف دمّ بيداويني وبيخلّيني انسى وجعي وارجع اضحك... الحياة قدّامو ورح يفهم إنّو هيدي نقطة ببحر حبّو...
كلمات قليلة كانت كافية تعبّر عن حبّ كبير لإنسان هلقد عظيم... متلو متل كلّ ولد بهالدّني...
بذات اليوم بيوصلني فيديو، لإنسان رابط بنتو وعم يضربها بالقشاط على اجريها، بلحظتها استرجعت كلّ الحديث، وصرت اسأل حالي، لو هالبنت بهاللّحظات سُئلت نفس السّؤال، كيف كانت رح توصف هالإنسان اللّي تجرّد من إنسانيتو؟
كتير ذكور الله بيطعمهم أولاد، بس مش مين ما كان قادر يكون "بي"....
ينعاد على كل آباء العالم بالصّحّة والقوّة والحكمة، ويرحم اللّي ماتوا...
كلّ الحبّ والتّقدير والاحترام لكلّ "بي"...
الصّحافيّة شيرين الياس حنا