إنا لله وإنا إليه راجعون
إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف عنه
حديث شريف
نعى المرشد الديني الجعفري في بلاد جزين قدوة المحققين والباحثين والمحاورين العلامة الشيخ علي كوراني العاملي رحمه الله الذي وافته المنية وهو مشتغل بالعلم والعمل والجهاد في سبيل نصرة الدين والتشيع ..
ومما جاء في بيان النعي :
" .. لا ننعاه سياسياً ، فقد طغى الجانب العلمي والتحقيقي والحواري على كل جوانب حياته الأخرى ، ولا شغل لنا باختلاف بعض القوى السياسية معه في لبنان والعراق والكويت وإيران ، بل نرى فيه المحاور الذي أفحم المخالفين ، وأتم الحجة على التكفيريين ، وانتصر لكل قضايا المسلمين ، ونرى فيه الباحث الذي امتلأت حياته بالإنجازات البحثية ، والمؤلف الذي ألف موسوعات مهمة ومنها - بل لعل أهمها - موسوعة : " معجم أحاديث الإمام المهدي عجل الله فرجه " في ثمانية مجلدات ، ونرى فيه المبلغ الواسع الحركة والانتشار في كل المواقع بحيث قل منافسوه في خدماته التبليغية ، ونرى فيه من يرعى طلاب العلم .. ولا أنسى يوم كتب لي تعريفاً بخط يده لدخول حوزة أستاذنا المرجع السيد شهاب الدين المرعشي النجفي رحمه الله في قم المشرفة ، كما ولا أنسى كتابه الآخر الذي كتبه عني بخط يده لمؤسسة دار التبليغ الإسلامي في قم يحثهم فيه على إرسالي للتبليغ الديني باللغات الأجنبية حول العالم ، وكان يرسلني كل أسبوع لإلقاء محاضرة ومجلس عزاء باللغة الفارسية في طهران في مسجد ميدان الإمام الحسين عليه السلام حيث كان يؤم الصلاة عمه والد زوجته العلامة الشيخ محمد حقي رحمه الله .. وجمعتني الصحبة اليومية مع ولده طالب العلم الديني الحبيب الفقيد الشيخ مجاهد الذي قضى في حادث سير مروع في إيران ، وهو الصديق الشاب التقي الورع الذي أحسست أني فقدت بموته روحي التي بين جنبي ..
درس العلامة كوراني رحمه الله عند علماء جبل عامل ، ومنهم آية الله فقيه جبل عامل الشيخ إبراهيم سليمان العاملي الذي كنت في آخريات عمره خطيب مجالسه في بيته وحوزته ومسجده وحسينية بلدته البياض ، وأتم الفقيد دراساته في النجف الأشرف ، وختمها في قم المشرفة ..
ختم الله له بالحسنى وحشره مع محمد وآله .. وإلى روحه ثواب الفاتحة " ..