أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في كلمة خلال الإحتفال بتدشين سوق دوما الأثري، إلى أن التدشين أتى ثمرة لجهود بدأت في العام 1998 مع رؤساء بلديات دوما ومجموعة مهندسين، وإلى أنه تم تأمين التمويل الأول له من خلال سفراء "الإرادة الحسنة"، ولاحقاً بهبة سخية من دولة قطر وصندوق قطر للتنمية.
وشارك في الإحتفال الرئيس السابق ميشال عون، أمين عام الأمم المتحدة للسياحة زوراب بولوليكاشفيلي، سفير دولة قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس صندوق قطر للتنمية سلطان العسيري، وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار، وزير الطاقة وليد فياض، سفراء قبرص واليونان ومصر والأردن وممثلة عن سفارة العراق، ورؤساء بلديات وفعاليات.
باسيل وصف دوما بـ"الجوهرة المعلقة على جبال البترون ولبنان بجمالها وقرميدها". وقال: "فدوما وسوقها لهما علينا الكثير لنوفيهما حقهما وتاريخهما. وهنا سكن الحرفيون بصناعات الحدادة العربية الى فلاحة جدودنا، لصناعة الاسلحة، وهنا تم العمل بالمفروشات وبصناعة الاخشاب وصنع الدبس وزيت الزيتون وصناعات عديدة محلية والمونة الدومانية، وهنا شهدنا الازدهار من القرن الثامن عشر وكانت خطاً اساسياً للتجارة"، مضيفاً: "وهنا أيضا يجب ان نبني سوقاً تجاريّاً سياحيّاً لنستقبل شبابنا، معتبراً انّ الأهم من الترميم هو أن نسمح بتشغيل اليد العاملة وفتح فرص الاستثمار".
وأوضح باسيل: "هذا مشوارٌ أصعب ويحتاج تضحية من أهل دوما لتشجيع الاستثمار". وفي سياق تقديمه لأهل دوما تجربته لفت الى انه في البترون "فتحنا وتحملنا بعض الخسائر لنشجع الاستثمار ونسير الى الامام. وقال: “نريد عمل السوق والبلدية وأهلها بدأوا بتشجيع الناس لتوعيتهم على كيفية الاستثمار”، لافتاً الى أننا "نريد ان تنجح دوما كما نجحت البترون ونريد ان نربط جرد البترون بساحله ووسطه، وهنا الكثير من المشاريع توقف العمل بها في "17 تشرين" من بالوع بلعا الى سد بلعا وسد المسيلحة ونأمل ان نعود الى تأمين الاموال لكل هذه المشاريع".
وذكّر باسيل اللبنانيين بالفرق بين "خلونا" و"ما خَلونا"، موضحاً: "عندما لا يعرقلنا أحد ننهض بالبترون ودوما وغيرها، وعندما يعرقلنا يحصل ما حصل بسوق البلاط في زحلة، مشدداً على أنه هكذا نقدم أنفسنا للبنانيين ولأصدقائنا". ولفت من جانب آخر إلى "السعي لترشيح البترون لتكون أفضل المدن السياحية في العالم وهكذا نرى منطقتنا وبلدنا".
وقال: "دوما والبترون هما صورة مصغرة عن لبنان الذي نريده ونقاتل من أجل بنائه وإنمائه لأنّ العالم من دون لبنان يعتبر ناقصاً والمشرق من دون لبنان يفقد هويّته ومعناه".
وسأل: "ماذا ينفع لبنان لا اعرف ماذا ينفع العالم إذا كان لبنان، بدلاً من أن يصدر الحرف، يصبح منصة للنزوح وتطرف لا يسلم منه أحد وخاصة جارته أوروبا، وماذا ينتفع العالم إذا سقط لبنان وبقي من دون رئيس للجمهورية وحكومة فاعلة؟"
أضاف: "انا سعيد بوجود ثلاثة من أصل خمسة سفراء من اللجنة الخماسية الذين يقدمون اهتماماً وعناية لرئاسة الجمهورية والاصلاح في لبنان، معنا اليوم".
وقال باسيل: "كنت سعيداً اكثر عندما قرأت بيانهم الأخير بالأمس الذي اعلنوا فيه ما اتفقنا نحن وايّاهم عليه لجهة ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس ليكون على رأس الدولة وعلى كرسي لبنان في أي محادثات تبحث مستقبل المنطقة ولبنان".
وتابع: "نريد ان يكون بلدنا فاعلاً وشريكاً، وليس متفرّجاً او أن يدفع فقط اثماناً للحلول التي تعمل على حسابه، بل مشاركاً بحلول تأتي لصالحه"، مضيفاً: "نريد رئيساً للجمهورية نتوافق عليه لتحصين عهده لكن إذا هناك ناس لا تريد التوافق نذهب إلى ما يقوله الدستور بدورات متتالية فيفوز ديموقراطياً الأقدر، وهذا واجبنا إما بالتوافق الديموقراطي أو بالتنافس الديموقراطي وهكذا يكون لدينا رئيس لجمهورية تشبهنا ونستأهلها وتبني بلداتنا".
وأكد باسيل أننا "نريد مستقبلاً لا حرب فيه على بلدنا، ولبنان لا يمكن أن يدفع أثماناً من خيرة شبابه لما يحصل في المنطقة، بل يستطيع أن يقاوم بمقاوميه ليحصن قوته ومناعته، لكنه لا يستطيع أن يبقى في دوامة حروب".
وختم بتوجيه بشكر الحضور وبتحية للرئيس عون قائلاً: "أعلم كيف تابعت مشروع دوما دائماً وتنتظر إنهاء الأعمال فيه"، والعمل لن ينتهي في دوما والبترون وهكذا تربينا أن نحب ضيعنا وناسنا على تنوعنا واختلافاتنا السياسية".
وكانت كلمة لوزير السياحة وليد نصار أكد فيها أن استراتيجيتنا إعادة علاقة لبنان بالمجتمع العربي والدولي، وقال:" الهدف ألا يكون لبنان ملحقا، بل صانع قرار لأنه والانتشار أثبت فعاليته".
وسأل: " لماذا اخترنا دوما؟ اتبعنا في وزارة السياحة سياسة الباب المفتوح وفي قضاء البترون". وأكد اننا "شاهدنا ما فعله النائب جبران باسيل من إنماء سياحي واقتصادي في البترون، ولذلك سنستكمل اليوم بزيارة مدينة البترون وبحث من أي باب يمكننا ترشيح البترون لتنال جائزة عالمية".
وتابع نصار: "اليوم من دوما نعلن عن الحملة السياحية للعام 2024 على أمل أن تلقى تجاوباً من المؤسسات الإعلامية".
ولفت نائب رئيس صندوق قطر للتنمية سلطان العسيري إلى أهمية تأهيل السوق القديمة في تعزيز السياحة والتراث إضافة إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وتمكين السكان وتوفير الفرص، مؤكداً ان "ظروف لبنان تستوجب منا مساعدته". وأوضح أن "مشروع التأهيل يساهم في بناء الروابط وتعزيز السياحة الداخلية واستقطاب السياح الأجانب ويأتي المشروع من سلسلة مشاريع لصندوق قطر للتنمية في لبنان"، مشدداً "على أهمية مواصلة الجهود المشتركة مع جمهورية لبنان لتحقيق التنمية والازدهار".
سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني أكد من جهته أن المشروع "يمثل التزاماً من دولة قطر بتوجيه من أميرها بدعم لبنان في المجالات كافة"، مشيراً إلى أن "تأهيل السوق يأتي ضمن التنمية المستدامة وهي من أهداف دولة قطر"، معبراً عن سروره بهذه الجولة.
ومن جهته قال أمين عام الأمم المتحدة للسياحة زوراب بولوليكاشفيلي: "أهنئكم على هذا الحدث وأنا فخور جداً، مشيراً إلى أن حدث اليوم "بداية للشراكة مع لبنان وهناك الكثير من الأمور والاستثمارات لتنفيذها وشكراً جزيلاً لقطر والسياحة هي صناعة للصداقة".
كما كانت كلمة رئيس بلدية دوما أسد عيسى أكد فيها أن "الخطوة لم تكن لتتم لولا مساهمة النائب جبران باسيل"، وقال: "نعدكم بأن نكون على مسؤولية هذا الحدث وعندما نتكلم عن قطر لا ننسى الكرم وأدب العطاء طالباً نقل التحيات الصادقة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني".
وكانت كلمة أيضاً للبروفسور أنطوان فشفش الذي أشرف على ترميم سوق دوما تحدث فيها عن تفاصيل الترميم، مشيراً إلى أن الهدف تنشيط الحركة السياحية والتاريخ المعماري لدوما، كما كانت كلمة لمحافظ بيروت مروان عبود. وقدم الحفل الإعلامي يزبك وهبة.