قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس خلال المؤتمر الصحافي بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "نشكر للرئيس ميقاتي حسن الاستقبال الذي يتميز به لبنان، لبنان وقبرص جاران قريبان ونتشاطر علاقات ثنائية حارة وحميمة، وانا اشعر وكأنني في بلدي، ويشرفني ان أكون جزءًا من هذا اليوم التاريخي لأنه يوم تاريخي بالفعل واشعر بسرور كبير أنه بعد إجراء مشاورات ذات صلة أن أكون هناك مع الرئيسة فون دير لاين وأن نعلن عن حزمة شاملة للبنان وللشعب اللبناني، لقد ذكرت رئيسة المفوضية ان الحزمة تتضمن مساعدات للشعب اللبناني وللجيش اللبناني والاجهزة اللبنانية وايضا لمكافحة التهريب وإدارة الحدود ومراقبتها وللاقتصاد اللبناني وغير ذلك، انا على ثقة بان هذه الحزمة التي نعلنها اليوم سوف تعزز قدرة السلطات اللبنانية على مواجهة التحديات المختلفة بما في ذلك مراقبة الحدود البرية والبحرية وضمان سلامة المواطنين وأيضا مكافحة تهريب الأشخاص ومتابعة مكافحة الإرهاب".
أضاف: "اود ان اشكر العزيزة ارسولا على قيادتك وان استشرافك وعملك الحاسم كانا اساسيين لضمان ترجمة هذه الحزمة على ارض الواقع وعلى الاعلان عنها بسرعة لان التطورات في منطقتنا تحتم على الاتحاد الأوروبي الاستجابة في وقت حساس جدا، دعوني أكون واضحا ان الزيارة اليوم والإعلان ليسا مهمين فقط من ناحية المحتوى بل انهما مهمان ايضا لناحية الرمزية، فاليوم ان الرئيسة ارسولا هي أول رئيسة للمفوضية تزور لبنان، اذا هناك رمزية لهذه الزيارة وهي ان الاتحاد الأوروبي حاضر بفاعلية وسوف يستمر بحضوره ودعمه للبنان، واليوم نحن نأخذ خطوة بالغة الأهمية لنجعل لبنان اقوى، كما اننا نتخذ خطوة مهمة من اجل ان نعزز الروابط اكثر بين الاتحاد الأوروبي للبنان حتى نتمكن من معالجة المشاكل بشكل افضل للتحديات المشتركة. ان قبرص وانا شخصيا كنت من اقوى الداعمين لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان واليوم يسرني ويسعدني ان نكون ماضين قدما في هذا الاتجاه."
تابع:"نظرنا الى قربنا الجغرافي فقد استغرقت الرحلة 25 دقيقة، ان قبرص تفهم بشكل عميق المشاكل والتحديات التي يواجهها لبنان، فتداعيات هذه التحديات والمشكلات تؤثر على قبرص مباشرة وكذلك على الاتحاد الأوروبي، ان النزاع الطويل في سوريا له آثار سلبية متزايدة على لبنان وشعبه، وفي حين أننا نشيد بالحكومة اللبنانية لاستضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين منذ اكثر من 12 عامًا فإننا أيضا وفي الوقت نفسه ندرك تماما التحديات الكبيرة والضخمة التي يرتبها هذا الوجود على الاقتصاد والمجتمع، واود ان اؤكد لكم ان جهود لبنان لا تؤخذ كأنها تحصيل حاصل وأريد ان أؤكد ان ايضا انه لا يمكننا ان نستمر في العمل وكأن كل شيء على ما يرام، ان هذه المسألة والمشكلة طويلة ويجب معالجتها بشكل فعال وحاسم وشامل، دعوني أكون واضحا، إن الوضع الحالي ليس مستدامًا للبنان ولقبرص وللاتحاد الأوروبي، ولم يكن مستداما لسنوات ولكن التطورات خلال الاشهر الأخيرة أجبرتنا على السعي الى حلول فورية، وأوافق تماما انه يجب علينا ان نعمل بشكل أوثق وبشكل اكثر موسع مع شركائنا ومع مفوضية اللاجئين لكي نناقش مسألة العودة الطوعية ولكن ليس فقط ذلك، فان الوضع في بعض المناطق في سوريا يجب اعادة النظر فيه، انا اكرر ان هذا اليوم هو يوم تاريخي من المهم ايضا ان نقر ان الوضعية الحالية لا يمكن ان تكون مستدامة وبان السلام والازدهار والاستقرار في لبنان سيتحقق ان وفينا بالتزاماتنا جميعا. وأشدد في هذا السياق على أهمية العمل بشكل فعال لنعيد إطلاق النقاشات من أجل التوصل إلى خلاصات اولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، وأيضا تسهيل التعاون على المستويين التشغيلي والفني بين لبنان ووكالة "فرونتسك"، وأيضا تنفيذ الإصلاحات الضرورية والعميقة بما يتلاءم مع مطالبات صندوق النقد الدولي، وأيضا لمعالجة المسائل المتعلقة بالمساءلة والأهم أننا في قبرص سنستمر في ان نكون داعمين لجهود لبنان . فقبرص ستدعم جهود لبنان من أجل انتخاب رئيس جديد، وهذا التطور سيشكل رسالة قوية سياسية ورمزية للتغيير وللمضي قدما، وأنا متأكد بأن لبنان سيقوم بما عليه ونحن سنقوم بما علينا".
ختم: "ان لبنان أكثر سلاما واستقرارا وأكثر ازدهارا أساسي لكل منطقة شرق المتوسط والجوار القريب والاتحاد الأوروبي نفسه. وأنا مؤمن كثيرا بلبنان وقد زرته الكثير من المرات عندما كنت وزيرا للخارجية والان كرئيس للجمهورية، وأنا أؤمن تمام الإيمان بلبنان وبالقدرة التي لا حدود لها لشعبه. فللبنان وقبرص علاقات تاريخية وقد دعما بعضهما البعض في تجاوز الصعوبات والإضرابات في منطقتنا، وأنا متأكد بأننا سنفعل ذلك مجددا معا. يعود الينا جميعا ان نجعل هذه بداية جديدة مليئة بالأمل وواعدة للبنان وأنا متأكد بأنها ستكون حاسمة لمستقبل أفضل للبنان والاتحاد الأوروبي، ويمكنكم الاعتماد علينا وعلى اورسولا وعلى الجيران".