الرئيسية أخبار محلية
الثلاثاء 13 - شباط - 2024

نصرالله للعدو: توسّع نوسّع فاسرائيل ليست بموقع فرض الشروط على لبنان

نصرالله للعدو: توسّع نوسّع فاسرائيل ليست بموقع فرض الشروط على لبنان القى الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمة في الاحتفال الذي أقامه الحزب في ‏بيروت والمناطق بمناسبة" يوم الجريح المقاو"م تكريما للجرحى والأسرى المقاومين، ووزعت العلاقات الاعامية ف يالحزب نص الكلمة وجاء فيها: "أرحب بالأخوة والأخوات جميعا في أماكن هذا اللقاء، في البقاع، في الجنوب، هنا في الضاحية الجنوبية، ‏وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليكم إن شاء الله بالعافية والسعادة والنصر والعزة والكرامة وخير ‏الدنيا والآخرة. ‏

 
مناسبة لقائنا اليوم هي في الحقيقة مناسبتان، جمعناهما في يوم واحد، المناسبة الأولى هو ما نحييه في كل ‏عام بعنوان يوم الجريح، يوم جرحى المقاومة، هذه الشريحة الغالية من المضحين. سابقا، يعني منذ ‏البدايات، تم اختيار مناسبة تاريخية جميلة لتكون يوما للجريح، هذه المناسبة كانت يوم ذكرى ولادة أبي ‏الفضل العباس ابن علي أمير المؤمنين عليه السلام حامل لواء أخيه وإمامه الحسين عليه السلام في ‏كربلاء، القائد العسكري الكبير والأول والمقاتل في الصفوف الأمامية، والجريح الذي لم توقفه جراحه ‏عن مواصلة الطريق حتى آخر نفس وآخر قطرة دم. أبو الفضل العباس عليه السلام ولد في 4 شعبان ‏عام 26 للهجرة، ولأنه المقاوم المقاتل المجاهد الجريح وختم له بالشهادة التي يتمناها كل مقاوم وكل ‏جريح، اخترنا هذا اليوم يوما للجريح، لتكريم جرحانا وعائلاتهم الشريفة. ‏
 
المناسبة الثانية لها علاقة بالأسرى، أسرى المقاومة الذين دخلوا إلى السجون، إلى الزنازين، وعانوا من ‏أيام طويلة في السجون سواء في معتقلات الصهاينة في لبنان أو في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ‏وبعض هؤلاء الأسرى قضوا لسنوات 15 سنة، 20 سنة، 30 سنة، اليوم الحمد لله بالنسبة إلينا في لبنان ‏أسرانا محررون، ولذلك يوم الأسير هو للأسير الفعلي وللأسير المحرر، يعني للأسير الذي ما زال أسيرا ‏والأسرى المحررين. طبعا نحن لدينا عدد من الملفات ما زالت عالقة مع العدو الإسرائيلي على سبيل ‏المثال الأسير يحيى يكاف وأخوة في لبنان وأيضا أخوة في سوريا، نحن نصنفهم تحت عنوان مفقودي ‏الأثر، هذا الملف طبعا نتابعه وهم مشمولون بمناسبتنا اليوم. ‏
 
في السابق أيضا تم اختيار مناسبة جميلة وكريمة لتكون يوما للأسير هي مناسبة ولادة الإمام زين ‏العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، الذي ولد في 5 شعبان عام 32 للهجرة، وهو الأسير الذي حمل ‏كل تلك الآلام والمعاناة وعايش كل تلك الظروف القاسية والصعبة قبل كربلاء وفي أيام كربلاء وبعد ‏عاشوراء وصولا إلى المدينة وإلى آخر يوم من حياته، وحمل قضية تلك الدماء الزكية الطاهرة وأحياها ‏وأبقاها وجندها ووظفها في خدمة القضية التي استشهد من أجلها أبوه الحسين عليه السلام. ولذلك هذا يوم ‏الأسير، يوم أسيرنا، وأسرانا اليوم الحمد لله كلهم تحرروا ببركة المقاومة وجهاد المقاومة وتضحيات ‏المقاومين. ‏
 
هذه الأيام أيضا، يعني يوم الجريح ويوم الأسير عندنا يدور هجريا وليس ميلاديا، ولذلك السنة جاء في ‏شهر شباط. هذه الأيام الشعبانية يزينها يوم ولادة سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام في 3 ‏شعبان، وهو الذي ولد على ما هو موجود في الروايات في سنة 4 للهجرة، هناك اختلاف في السنة ولكن ‏المتداول في 3 شعبان سنة 4 هجرية.  طبعا الإخوة في إيران وفي حياة الإمام الخميني رضوان الله تعالى ‏عليه اتخذوا من يوم ولادة أبي عبدالله الحسين عليه السلام يوما للحرس، يوما لحرس الثورة الإسلامية في ‏ايران، نحن يجب أن نبارك لإخواننا في الحرس يومهم وعيدهم، والذين هم بحق حرس الثورة الإسلامية، ‏الذين هم بحق ومنذ البداية كانوا السند الحقيقي والداعم القوي لكل حركات المقاومة في لبنان، في ‏فلسطين، في المنطقة، وما يعيشه محور المقاومة اليوم من مواقع قوة واقتدار وقدرة عالية على الحضور ‏والتأثير في العديد من الجبهات والساحات فإنما هو ببركة، بعد الله سبحانه وتعالى وفضله وعونه ‏وكرمه، ببركة هذه الثورة الإسلامية التي انتصرت في مثل هذه الأيام قبل 45 عاما بقيادة الإمام الخميني ‏قدس سره الشريف، وأعلنت موقفها واضحا صريحا قويا مدويا من الكيان الصهيوني، من المشروع ‏الصهيوني، من مشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة، ‏وأعلنت التزامها اتجاه شعوب المنطقة المظلومة والمضطهدة وخصوصا فلسطين ولبنان والدول العربية ‏التي كانت تعاني وما زالت من احتلال لجزء من أراضيها، ومن قلب هذه الثورة الإسلامية كان الحرس ‏هو المؤسسة الجهادية الإيمانية، الجهادية الثورية، التي تحملت المسؤولية الكبرى في دعم ومساندة هذه ‏الشعوب وحركات المقاومة هذه. ‏
 
في هذه المناسبة أولا أتوجه لإخواني وأخواتي الجرحى والجريحات في يوم عيدهم، في يومهم، لأبارك ‏لهم هذا اليوم، لعائلاتهم الشريفة التي تتحمل معهم كل الأعباء. وأيضا أتوجه إلى الأخوة والأخوات ‏الأسرى والأسيرات المحررين والمحررات أيضا لأبارك لهم في هذا اليوم، ولعائلاتهم الشريفة التي ‏تحملت معهم خصوصا العائلات التي كانت متزوجة وأزواجهم وأزواجهن في الأسر وعشنا معاناة ‏طويلة وصعبة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم جراحكم وآلامكم ومعاناتكم وجهادكم وتضحياتكم. ‏
 
اليوم أيضا منذ 129 يوم بالحد الأدنى في لبنان ينضم إلى قافلة الجرحى والجريحات جرحى جدد من ‏الرجال والنساء بفعل جبهة الدعم والمساندة المفتوحة منذ 8 تشرين الأول إلى اليوم، هؤلاء الجرحى ‏أيضا هم مسؤولية جديدة، وأنا أتوجه إلى عائلاتهم، إلى إمهاتهم، إلى زوجاتهم أن أمامكم مسؤولية كما ‏هي حال عائلات الجرحى، أمامكم مسؤوليات كبيرة وعظيمة، واليوم أضيفت إليكم هذه المسؤولية، إن ‏عنايتكم واهتمامكم بهؤلاء الجرحى خصوصا من أصيبوا بالجراح القاسية هي من أعظم ما يتقرب به ‏الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى ومن أعظم ما يدخره الإنسان ليوم القيامة. ‏
 
أيها الإخوة والأخوات، الجراح والأسر والمعاناة في نهاية المطاف صنعت إنجازات، صنعت نتائج، لها ‏نتائج أخروية ولها نتائج دنيوية. النتيجة الأخروية لهذه الجراح، لمعاناة الأسر والسجون، لهذه الدماء ‏عندما نتحدث في دائرة الشهادة والشهداء، لكل هذا الصبر وهذا التحمل، نتيجته في الآخرة مغفرة وأجر ‏وثواب ودرجات وجنات ورضوان ومقعد صدق عند مليك مقتدر، وما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا ‏خطر على قلب بشر، هذه نتيجة أخروية، عندما نأتي يوم القيامة "ووجدوا ما عملوا حاضرا"، هذه ‏الجراح، هذه الآلام، هذه المعاناة، هذا الصبر، هذا الاحتساب، هذا التوكل، هذا التسليم، هذا الرضا، ‏ستجدونه أمامكم حاضرا يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون. وفي الدنيا أيضا هذه الإنجازات صنعت، ‏هذه الدماء، هذه الجراح، هذه المعاناة، صنعت لشعبنا، لوطننا، ولأمتنا الكثير من والإنجازات ‏والانتصارات الحقيقية، البينة، الواضحة، الجلية. ‏
 
‏"وأخرى تحبونها" ، الإيمان والجهاد له نتيجتان، نتيجة أخروية يغفر لكم ذنوب ويدخلكم جنات تجري ‏من تحتها الأنهار، ونتيجة دنيوية "وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين". ‏
 
مسؤوليتنا أن نحافظ على هذه الإنجازات، وكما يقال أن الحفاظ على الإنجاز أو على النصر هو أصعب ‏من صنع الإنجاز ومن صنع النصر. أولا مسؤوليتكم ومسؤوليتنا أن نحافظ على هذا الإنجاز الأخروي، ‏على هذه الذخيرة الأخروية، على هذا الشرف والكرامة الأخروية التي أعددناها ليوم القيامة، ألا نضيعها، ‏الحفاظ عليها بالتقرب إلى الله، بطاعة الله عز وجل، باجتناب معاصيه، باجتناب كل ما يقضي على ‏حسناتنا وجهادنا وتضحياتنا من عجب، من كبرياء، من إقبال على الدنيا الحرام وما شاكل. التعلق بالله ‏والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى يحفظ هذا الإنجاز الأخروي. وفي الدنيا أيضا مسؤوليتنا أن نحافظ على ‏هذا الإنجاز، على هذه الانتصارات، من خلال الحضور الدائم، من خلال الدعم المستمر، من خلال ‏الجهاد المتواصل، من خلال التأييد القوي للمقاومة، لرجال المقاومة، لمسيرة المقاومة، حفظ المقاومة ‏كما كان يقول سيدنا السيد عباس الموسوي هي الوصية الأساس، هي المسؤولية الكبرى اليوم الملقاة على ‏عاتق الجميع. الجرحى والأسرى ومفقودوا الأثر وعوائلهم والشهداء وعوائل الشهداء هم أولى الناس ‏بالحفاظ على هذا الإنجاز لأنهم هم شركاء بالدم، بالصبر، بالمعاناة، بالتضحيات، بالشهادة، بالجراح، ‏ولذلك المقاومة هي جزء من وجودهم، من أرواحهم، من حياتهم، من كرامتهم، من بقائهم، وهذه ‏مسؤولية كبيرة جدا. ‏
 
اليوم الذي يشغل منطقتنا أيها الأخوة والأخوات، يشغل منطقتنا ويشغل العالم كله، هو ما يجري في ‏فلسطين وخصوصا في قطاع غزة وما تبع ذلك من فتح لجبهات الدعم والمساندة والتأييد.
 
‏130 يوما من العدوان والتوحش والمجازر الصهيونية بحق الرجال والنساء والأطفال والصغار والكبار ‏والبشر والحجر في غزة وأيضا في الضفة. و130 يوما من الصمود الأسطوري للمقاومين الفلسطينيين ‏في قطاع غزة. 130 يوما من البطولات التي تصل إلى حد الإعجاز، ومن الصبر الذي لا مثيل له في ‏العالم ولا في التاريخ للنساء وللأطفال وللكبار وللصغار من أهل غزة الذين يعيشون وما زالوا في هذه ‏الأيام في أقصى الظروف الحياتية والأمنية والمناخية. و130 يوما من العجز الإسرائيلي والفشل ‏الإسرائيلي في تحقيق الأهداف والذي لا يظهر من هذا الكيان سوى صورة الانتقام، الانتقام الوحشي من ‏المدنيين ومن الأبرياء. ‏
 
و129 يوما - لأنه نحن بدأنا في اليوم الثاني في 8 تشرين الأول - من الدعم والإسناد والتضامن بدأت به ‏جبهة لبنان وصولا إلى اليمن والعراق وسوريا وإيران والعديد من شعوب العالم، هذه الجبهات وهذه ‏الساحات التي ما زالت مستمرة ومتواصلة مع تواصل العدوان وفي مواجهته المقاومة في غزة.‏
 
يصادف الآن ذكرى شعبانية ولدينا بعد أيام ذكرى 16 شباط، ذكرى الشهداء القادة، ولدينا خطابين ‏قريبين، وأنا سأكون في خدمتكم إن شاء الله، ولذلك الموضوعات التي سأتحدث بها قسمتها بين اليوم ‏وبين الجمعة إن شاء الله، إذا بقينا على قيد الحياة. الآن، هناك بعض الناس يفسرونها أمنيا وسياسيا إذا ‏بقينا على قيد الحياة، ولكن هذه ثقافتنا، يجب أن يشعر الإنسان دائما أنه في أي لحظة من اللحظات يمكن ‏أن يغادر هذه الحياة‎.‎
 
‎إذا بقينا على قيد الحياة إن شاء الله يوم الجمعة في ذكرى شهدائنا القادة، الشهيد السيد عباس، الشهيد ‏الشيخ راغب، الشهيد الحاج عماد، نكمل الموضوعات الأخرى، لذلك سوف أقسمها بينهما. سأركز في ‏خطاب اليوم أكثر على شؤونات الجبهة اللبنانية، وإن كانت ذات صلة بالجبهات الأخرى. في خطاب يوم ‏الجمعة سنذهب إلى الدائرة الأوسع، إنطلاقا من غزة والتطورات في فلسطين وفي منطقتنا وختاما في ‏لبنان‎.‎
 
طبعا في البداية، أنا عادة بين الخطابين، الخطاب الأخير إلى اليوم، قضى شهداء من إخواننا في حزب ‏الله، وقضى أيضا شهداء من إخواننا الأعزاء في حركة أمل، في الحزب القومي، في سرايا القدس قبل ‏يومين، وشهداء مدنيون استشهدوا أيضا، شهداء من قوى الأمن الداخلي كذلك استشهدوا، نحن نتوجه إلى ‏عوائل الشهداء، نتوجه إلى كل عوائل الشهداء الأعزاء الذين قضوا في هذه الأيام أيضا نبارك لهم شهادة ‏أعزائهم  لحصولهم على هذا الوسام، ونعزيهم بفقد هؤلاء الشهداء الأعزاء، وهكذا الحال شهداء فلسطين، ‏شهداء اليمن، شهداء العراق، شهداء سوريا وإيران وكل جبهات المقاومة، الجرحى أيضا نسأل الله تعالى ‏أن يمن عليهم بالشفاء العاجل والعافية‎.‎
 
النقطة الأولى: ما نقوم به في لبنان على مستوى جبهتنا من129 يوما إلى اليوم ونواصل، وكذلك ما يقوم ‏به الأخوة في الجبهات الأخرى المساندة هو بالدرجة الأولى إستجابة صادقة للمسؤولية الإنسانية ‏والأخلاقية والإيمانية والدينية الملقاة على عاتق كل واحد منا، هو استجابة لهذه المسؤولية‎.‎
 
ما جرى ويجري على الناس في قطاع غزة، مليونان ومئتا ألف في حصار شديد، في ضنك من العيش، ‏في ظروف قاسية، في رعب في الليل والنهار، في غارات تستهدف المنازل، والمساجد، والكنائس، ‏والمستشفيات، والمخيمات، حتى خيم القماش والنايلون. ما يجري عليهم في كل يوم وفي كل ساعة يجب ‏أن يهز ضمير كل إنسان في هذا العالم، يجب أن يزلزل وجدان كل الناس في هذا العالم، ويجب أن ‏يستشعروا المسؤولية ماذا يجب عليهم أن يفعلوا اتجاه هذا العدوان وهذه الكارثة الإنسانية، إنسانيا ‏وأخلاقيا ماذا يجب أن يقولوا وماذا يجب أن يفعلوا وأن يعملوا، لكن الأهم أيها الأخوة والأخوات هي ‏المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، في الدنيا يمكن أحد أن يحاسب ولا يحاسب، يسأل ولا يسأل، في ‏النهاية الأحداث تنتهي والناس تنسى والدنيا فانية، ولكن الأهم والأخطر هو المسؤولية يوم القيامة، عندما ‏نقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، ويسأل لكل واحد منا عن هذه الحادثة المرة والمؤلمة وسنسأل بحسب ‏القواعد الإيمانية والعقائدية‎. ‎
 
كل من سمع في العالم، هذا لا يخص الفلسطيني واللبناني كي تعملوا لنا حدودا جغرافية عن المسؤولية، ‏والأردني والمصري والسوري والإيراني والعراقي واليمني، هذا يشمل كل بشري، كل إنسان على الكرة ‏الأرضية علم، سمع، شهد، عرف بما يجري على أهل غزة منذ 130 يوما ترتب عليه مسؤولية شرعية ‏ويوم القيامة سيسأل، والله سبحانه وتعالى سيسأل هذا الإنسان، سيسأل أفرادا، وسيسأل جماعات، ‏وسيسأل الأمم، وسيسأل شعوب، سيسال أفرادا وجماعات عما قمنا به، ماذا فعلتم. طبعا الله سبحانه ‏وتعالى لم يطالب الإنسان بما هو أكبر من قدرته واستطاعته، مثال هناك أحد يقول: يا رب أنا لم يكن ‏باستطاعتي أن أفعل شيئا ولكن تألمت، وحزنت لحزنهم، وعندما فرج الله عنهم فرحت لفرحهم، بهذا ‏القدر كنت قادرا، وأحد يقول وليس مثل بعض الناس التي لا تكمل مواسم الرقص والغناء والترفيه ‏والترف، ولا كأنه جزء من المسؤولية الأخلاقية وحتى الدينية والشرعية، ماذا يعني أن المؤمنين كالجسد ‏الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له بقية الأعضاء بالحمى، بقية الأعضاء في الحد الأدنى تتألم، تحزن، ‏تتأثر، ولا تعيش كأنه لا يوجد هناك شيء، لأن هذا أضعف الإيمان. هناك آخر يقول يا رب أنا كنت ‏قادرا أن أدعو لهم مع الألم تألمت ودعوت لهم في الليل وفي النهار، وهناك واحد يقول أنه يمكنني أن ‏أحكي جملة، أن أنزل كلمة على مواقع التواصل، أنزل في مظاهرة، أعمل إعتصاما، أكتب مقالا، ‏أصرخ، أرفع صوتي، وواحد يقول كنت قادرا أن أقدم لهم مالا وآخر كان يقول كنت قادرا أن أقاتل إلى ‏جانبهم. ‏
 
كل واحد على قدر استطاعته سيسأل يوم القيامة، ولن ينجو أحد من هذا السؤال يوم القيامة، لا زعماء ‏ولا علماء ولا فقهاء ولا شعراء ولا أدباء ولا أغنياء ولا فقراء، كل من بلغ سن التكليف سيسأل يوم ‏القيامة، ونحن في الحقيقة في جبهتنا اللبنانية كما هو حال الاخوة في الجبهات الأخرى، نحن في الدرجة ‏الأولى هنا منسجمون مع إنسانيتنا، مع قيمنا الأخلاقية، ومع مسؤوليتنا الشرعية والدينية التي سنسأل ‏عنها يوم القيامة، ويجب أن نعد للقيامة جوابا وفي هذا لا تأخذنا لومة لائم، وفي هذا لا تأخذنا لومة لائم، ‏ولا يجوز أن تأخذنا لومة لائم، في كل ما نستطيع أن نفعل لا يجوز للحظة أن نتوقف ونقول سينتقد فلان ‏ويحتج فلان ويزعل فلان، هذا ليس من شأننا، من شأننا في الدرجة الأولى أن نأتي يوم القيامة وأيدينا ‏مليئة وليدنا جوابا نفتخر به ونعتز به، وهذا الجواب اليوم هو شهداؤنا، دماؤنا، جرحانا، بيوتنا التي تدمر ‏في الجنوب، العائلات النازحة، الآلام والمعاناة، مواجهة الأخطار، التحديات، مواجهة كل الإحتمالات، ‏عوائل الشهداء، الإنجازات، البطولات، حضور المقاتلين في الجبهات في أصعب الظروف الذين ‏يحملون دماءهم على الأكف، هذا هو جوابنا يوم القيامة‎.‎
 
النقطة الثانية، أيضا بالتأكيد ما نقوم به في جبهتنا اللبنانية هو مسؤولية وطنية على المستوى الوطني ‏وعلى المستوى اللبناني، أيها الأخوة والأخوات ولكل السامعين، هناك أساس لا يجب أن يغيب عن بالنا ‏ولا لحظة، أصل قيام إسرائيل وجود هذا الكيان في فلسطين المحتلة كان سببا لكل هذه المصائب والآلام ‏والحروب والكوارث منذ ما قبل 1948 حتى اليوم، وليس فقط للشعب الفلسطيني بل كل شعوب المنطقة، ‏وأيضا للشعب اللبناني، أعود وأقول هناك أناس لم يقرأوا التاريخ ولا يعرفون تاريخ لبنان، إلا إذا اعتبروا ‏الجنوب ليس من لبنان، ومع ذلك كل تاريخ لبنان منذ 48 الإعتداءات الإسرائيلية، الوحشية الإسرائيلية، ‏المجازر الإسرائيلية، الأطماع الإسرائيلية، التهديدات الإسرائيلية قائمة‎.‎
 
أصل وجود إسرائيل في المنطقة هو مصيبة لكل شعوب ودول المنطقة، ولكن ما دامت موجودة إلى اليوم ‏الذي ستزول فيه إن شاء الله، إسرائيل القوية خطر على المنطقة، أما إسرائيل الضعيفة، إسرائيل ‏المردوعة، إسرائيل الخائفة هي التي تشكل حالة أقل خطرا وضررا وكارثية على دول وشعوب المنطقة‎.‎
 
عندما نأتي إلى لبنان إسرائيل القوية التي كادت تنظر أنها تستطيع أن تحتل لبنان بفرقة موسيقية هي ‏خطر على لبنان، إسرائيل المردوعة كما حصل بعد 2000 وال 2006 حتى اليوم، إسرائيل المردوعة ‏هي التي يمكن أن يحد من خطرها على لبنان، هذه قاعدة، وعلى دول المنطقة وعلى شعوب المنطقة، إذا ‏نحن كشعب لبناني أيضا وكدولة في لبنان، وكمواطن لبناني مصلحتنا عندما يكون في جوارنا عدو ‏مغتصب محتل معتدي أن لا يكون قويا، وأن لا يكون مقتدرا، بل أن يكون مأزوما، ومهزوما، ‏ومستنزفا، وضعيفا، ومردوعا، هذه يجب أن تكون القاعدة، وإذا أحد يناقش في هذه القاعدة، طبعا، يكون ‏هناك مشكلة بالمفاهيم والأساسيات والبديهيات‎.‎
 
أمام ما يجري في غزة، وأنا ذكرت هذا في الخطاب الأول، المصلحة الوطنية اللبنانية، المصلحة الوطنية  ‏السورية، المصلحة الوطنية الأردنية، ، المصلحة الوطنية المصرية قبل المصلحة الوطنية الفلسطينية ‏ومعها وبعدها هو أن تخرج إسرائيل من هذه المعركة مهزومة ومنكسرة‎.‎
 
خروج إسرائيل من هذه المعركة منتصرة هو ليس خطر فقط على غزة وعلى الشعب الفلسطيني وعلى ‏القضية الفلسطينية إنما على كل دول المنطقة وشعوب المنطقة وبالدرجة الأولى على لبنان، ولذلك كان ‏يجب أن تفتح هذه الجبهة لتساعد وتساهم في منع إسرائيل من الإنتصار وفي إلحاق الهزيمة بها، وهذه ‏هي المسؤولية الوطنية التي شرحها الأخوة كثيرا في هذه المناسبات ولكن أحببت التأكيد عليها أيضا‎.‎
 
ثالثا، منذ بداية المعركة في الجبهة اللبنانية يعني من 8 تشرين حتى اليوم كلنا نسمع وما زلنا حتى اليوم ‏نسمع كما هو الحال في البلدان الأخرى، يعني نفس هذا النقاش موجود في اليمن والعراق وفي أماكن ‏أخرى حول هذه المعركة ليس حول جدواها، يعني مرة يجلس الواحد ويناقشك أن الذي تفعلوه في الجبهة ‏اللبنانية كم هو مفيد وكم هو مجد، كم يزعج العدو ويضعف العدو ويلحق هزيمة بالعدو ويشارك في ‏إلحاق الهزيمة بالعدو ويضغط على العدو، ومرة يأتي شخص ويناقش وحقه أن يناقش ولا مشكلة في ‏النقاش، نحن لدينا منطق ودليل واستدلال وأرقام وشواهد إلى ما شاء الله، فيما يلحق بالعدو نتيجة هذه ‏الجبهات انطلاقا من غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق وسوريا وكل الموقف الموجودة. على مستوى ‏الخسائر البشرية والاستنزاف البشري وما يلحق بجيش العدو وموضوع الجرحى والأمراض النفسية ‏والخسائر الاقتصادية والمهجرين والنازحين والمأزق السياسي وا وا وا والخسائر الاستراتيجية التي ‏تحدثت عنها وسنعيد التحدث عن بعضها يوم الجمعة‎.‎
 
لدينا منطق وشواهد ولدينا أدلة، ان شاء الله لا يوجد مشكلة أن يأتي أحد ويقول لك تعال لنجري نقاشا ‏بالجدوى، لكن المشكلة هي أنه عندما يأتي أحد ويقول لك "ما في جدوى" ومطلوب أن تتوقف وما تقوم ‏به خطأ، وما تقوم به غير صحيح، وما تقوم به يلحق ضررا بلبنان، ولا يخدم القضية الفلسطينية ولا ‏يخدم غزة. طبعا، هذه كارثة، هنا الكارثة الأخرى إلى جانب هذه الكارثة، وطبعا يتم التعبير عن هذا ‏الموقف بأشكال مختلفة وأحيانا بتعابير أيضا مهينة ومسيئة للشهداء وللجرحى وللتضحيات وللمضحين ‏وللنازحين ولأهلنا في القرى في الجنوب ولكل المقاومين في لبنان وفي المنطقة. ما أريد أن أقوله في هذا ‏السياق، خصوصا عندما نتحدث عن جرحى وأسرى، أنتم عايشتم الجرحى من ال82 والأسرى منذ ‏ال82، لكن الآن لدينا أجيال جديدة لم يكونوا بـ82 ولا في الثمانينيات والتسعينيات ولم يعايشوا تلك ‏المرحلة‎.‎
 
أنا أود مخاطبة الأجيال الجديدة خصوصا، وأيضا الخطاب للعام وهذا لا يتعلق فقط بلبنان. انظروا هذا ‏الاختلاف والانقسام في الموقف، هو قديم، من ال82 هناك فئة أصلا لديها موقف مسبق، يعني أيا يكن ‏الانجاز وأيا يكن الانتصار واضحا بينا، حاسما، مشرقا، مضيئا، منيرا، يقول لك لا، لا، لا، ما في، هذا ‏وهم، هذا وهمي، هذا غير صحيح، "خلص" هناك موقف مسبق مثلما كان يحدث مع الأنبياء عليهم ‏السلام يقومون بمعجزات وينزلون كتبا سماوية، ويحدثوا كرامات وآيات الهية، "خلص" "ما في الله ‏وأنت مش نبي" خلص"‏‎.‎
 
لذلك هناك فئة من الناس لديها موقف مسبق وعداء مطلق وينطبق عليهم عنوان "صم، بكم، عمي" تتتكلم ‏لا يسمع، وتظهر له لا يرى، وغير حاضر أن يعترف، وليس حاضرا للاقرار، هو بقلبه من الداخل في ‏الجلسات الداخلية يمكن أن يعترف، لكن على الملأ وأمام عامة الناس لا يستطيع أن يعترف نتيجة الموقف ‏المسبق الذي اتخذه. هناك شواهد كثيرة، لا نريد صرف كل الوقت على هذه النقطة. ‏
 
سنة 85 هزمت المقاومة الجيش الذي لا يقهر،  وأخرجته من بيروت والضواحي وجبل لبنان وصيدا ‏وصور والنبطية والبقاع الغربي وراشايا، ويبقى يناقشك بجدوى المقاومة‎.‎
سنة 2000 أخرجته من الشريط الحدودي وبقي يناقشك بجدوى المقاومة، ويأتي ويقول لك إسرائيل ‏نفذت القرار 425 سنة 2000، يقول لك من قال انكم انتصرتم من ال2000 وإلى 2006 ومن ‏ال2006 وحتى بدء الأحداث، أمن وأمان وحدود آمنة وعدم جرأة إسرائيلية على الاعتداء على لبنان. ‏
 
تقدم هذا الانجاز، الحماية الأمنية القائمة على موازين الردع، يقول لك: لا، لا، هي إسرائيل ليس لديها ‏مشكلة مع لبنان. هذه الفئة الحوار والنقاش معها غير مجد‎.‎وتعبر عن آراءها بطريقة أحيانا مؤذية. ‏
 
ما أود قوله هنا للناس، خصوصا لجيل الشباب الأكثر تأثرا، الذين ينفعلون ويغضبون ويخرجون على ‏مواقع التواصل الاجتماعي، ويعبروا بأشكال أحيانا قاسية جدا على أصحاب هذه المواقف، أقول لهم: ‏أولا يا شباب هذه فئة ميؤس منها، لا إذا ناقشتها أو إذا اعترضت عليها ولا إذا هجمت عليها أو إذا ‏انتقدتها، هذا لا يقدم ولا يؤخر، هذا موقف إلى يوم القيامة‎.‎
 
إذا النصر ينزل من السماء ويرونه، سيقول لك هذا ليس نصرا وهذا ليس انجازا وهذه المقاومة ليس لها ‏جدوى، وما يحمينا هو القرار الدولي، القرار الدولي يحمينا، القرار 1701 هو الذي يحمي لبنان. من ‏ال2006 ولليوم آلاف الخروقات بحسب احصاءات الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية ولم يحمى‎.‎
 
من حمى لبنان هي هذه المعادلة التي صنعتها المقاومة والجيش والشعب. على كلا، هذه فئة ميؤوس منها، ‏لا تعذبوا قلبكم، ولا تتعبوا قلبكم، ولا تحزنوا ولا تزعلوا ولا تغضبوا، "مرروا طنشوا"‏‎.‎

أنا أود أن أوصي بهذا الموضوع بنقطتين‎:‎
النقطة الأولى، الأمر الأول، نعم هناك شريحة كبيرة جدا في مجتمعنا اللبناني وفي كل المجتمعات قد ‏تتأثر بهذا المنطق، نحن يجب أن نتطلع إلى هؤلاء إلى هذه الشريحة التي ليست صم بكم عمي "وغير ‏مقفلين" وللذين لم يتخذوا موقفا مسبقا وحاسما موقعه، لا، لديه إمكانية أن يقبل الاستدلال والمنطق ‏والحجة والبرهان، وقد يتأثر بذاك الموقف وبتلك الكلمات وتلك المعلومات الخاطئة وتلك التضليلات ‏والتزويرات والتحريفات، يجب أن نركز خطابنا إلى هذه الشرائح خصوصا أجيال الشباب الذي قد يقبل ‏منك ويمكن أن يقبل من غيرك‎.‎

اليأس، اليأس من هذه الفئة ومن هؤلاء الخواص، أما عامة الناس حتى التي تتأثر بهؤلاء الخواص يجب ‏ان لا نيأس منها، ويجب أن نبقى نخاطبها ونشرح لها، ونحاول أن نقنعها وأن ندعوها إلى الموقف الحق ‏الذي هو مصلحة لبنان ومصلحة المنطقة‎.‎
 
والنقطة الثانية في هذا السياق، يجب أن نحرص أن لا يؤدي هذا السجال إلى نزاعات طائفية، أن لا ‏نحوله إلى نزاع طائفي. هذه من مصلحة إسرائيل، من مصلحة المشروع الآخر، ليس من مصلحة البلد ‏والوطن ولا المقاومة ولا الكرامة الوطنية ولا مشروع الانتصار، كيف يصبح الموضوع مسلم مسيحي، ‏أو اتباع مذاهب هنا وأتباع مذاهب هناك، هذا خطا لأنه من عبر عن هذا الموقف هنا مسلم، ومن عبر عن ‏الموقف هناك مسيحي‎.‎
هناك مواقف سياسية يجب أن لا نأخذها ونحولها لموقف ديني أو موقف يحمل مسؤوليته لطائفة بكاملها. ‏هذا الانقسام في لبنان منذ العام 82 موجود بالنسبة للموقف من إسرائيل، من ال48، من قيام هذا الكيان، ‏هناك مسلمون ومسيحيون ضد إسرائيل وقاوموا اسرائيل وقاتلوا إسرائيل وقدموا شهداء في مقاومة ‏إسرائيل. شهداء مسلمون وشهداء مسيحيون، وجرحى مسلمون وجرحى مسيحيون، في معتقل الخيام كان ‏هناك مسلمون ومسيحيون‎.‎
 
وأيضا بالتحالف مع إسرائيل والتعامل مع إسرائيل والخيانة لإسرائيل والعمالة لإسرائيل كان دائما هناك ‏مسلمون ومسيحيون، بشبكات العملاء الأمر ذاته، وفي جيش انطوان لحد الشيء نفسه. في جيش انطوان ‏لحد لا يعتب أحد على أحد، كان فيه مسلمون ومسيحيون، مسيحيون من كل الطوائف ومسلمون شيعة ‏وسنة ودروز، وأيضا هناك أناس يقفون على الحياد من المسلمين ومن المسيحيين. في استطلاعات الرأي ‏عندما تسأله يقول لك ليس لدي رأي وليس لي علاقة، هؤلاء فيهم مسلمون وفيهم مسيحيون‎.‎
 
إذا لا يجوز نتيجة ان هنا يوجد رجل دين معين، رجل سياسة معين، اعلامي معين، حزب معين، جهة ‏معينة، جمعية معينة، لها لون طائفي معين، أن نحول المشكل إلى مشكل طائفي، هذا فيه خسارة، فيه ‏خسارة اخلاقية واجتماعية ووطنية، بل يجب ان يبقى الموقف في دائرة أصحاب الموقف أنفسهم. نحن ‏ندعو دائما إلى موقف وطني واحتضان وطني، ونقدر كل المواقف الوطنية، وهناك مواقف في مختلف ‏الطوائف لقيادات وشخصيات ومرجعيات وشباب وصبايا وطلاب وطالبات ونخب نراهم ونسمعهم ‏ونقرأهم أيضا وشخصيات حقيقية في مواقع التواصل‎.‎
 
ولأكون صريحا هناك بعض المسيحيين الذين يتخذون موقف معادي من المقاومة عندما يرون أسماء ‏مسيحية في مواقع التواصل تؤيد المقاومة يقول لك هذه أسماء وهمية، جيد. ومن يتحدثون على الشاشات ‏هذه أسماء وهمية؟ من يتحدثون عبر التلفزيونات؟ ‏
 
ومن يتحدثون بلحمهم وشحمهم ودمهم ولسانهم ومن يكتبون بأسمائهم الصريحة، لا أسماء وهمية لا في ‏الوسط المسلم ولا في الوسط المسيحي. في كل الطوائف هذه حقيقة. يجب أن يكون هذا الأمر نقطة قوة، ‏لا يجوز أن نفقدها نتيجة أحيانا عصبيات أو انفعالات أو الغضب او التسرع في الموقف‎.‎
 
رابعا، الذي يتحمل العبء الأول اليوم في المواجهة في الجبهة اللبنانية هم أهلنا في القرى الأمامية في ‏القرى الحدودية خصوصا وأهل الجنوب عموما، ويتضامن معهم لبنان، الإخوة من البقاع يأتون ليقاتلوا ‏في الجنوب، ويستشهدون في الجنوب، وهكذا في الضاحية، وهكذا من المناطق الأخرى‎.‎
 
لكن الذي يحمل العبء بالدرجة الأولى الآن على مدار 129 يوما وإلى انتهاء هذه المعركة، هم أهل ‏القرى الحدودية وأهل الجنوب، لأن المواجهة هناك، والقتال هناك، والعمليات هناك، والنازحون من ‏ديارهم وبيوتهم من هناك، والذين تدمر بيوتهم وأرزاقهم ومحلاتهم هم أهل هذه المنطقة، والذين تقصف ‏محيط بلداتهم وأحيانا بلداتهم ويمتد القصف أحيانا إلى العمق هو الجنوب، والذين يقدمون أولادهم شهداء ‏أيضا إذا تلاحظون هناك ظاهرة في هذه المعركة أن عددا كبيرا من الشهداء هم من أهل القرى الأمامية، ‏هم من أبناء عيتا، وهم من ابناء بليدا ومن أبناء ميس ويارون ومارون ويارين والخيام ونعد كل القرى‎
 
أهل القرى الأمامية هم الذين يقاتلون، وهم الذين يقدمون أولادهم شهداء. هذا الموقف الذي استمر أربعة ‏أشهر ومستمر هو في الحقيقة يعبر عن ارادة أهل القرى الحدودية، الارادة الحقيقية، عن ارادة الاغلبية ‏الساحقة، نحن لا ندعي اجماعا على موقف في لبنان. صعب أن تجد اجماعا على موقف. طبيعي ان ‏يكون هناك أناس لديهم رأي آخر، لكن في الجنوب وفي القرى الحدودية هناك غالبية ساحقة وعابرة ‏للطوائف حتى لا يقول أحد شيعة فقط، شيعة وسنة ودروز ومسيحيين ووطنيين، هناك غالبية ساحقة في ‏القرى الحدودية وفي الجنوب هذه ارادتها، هذا خيارها، هذا قرارها، ولذلك هي ليس فقط تحتضن هذا ‏المقاومة وهذا الخيار، بل هي التي تمارس فعل المقاومة وفعل الخيار، هي التي تمارس ذلك في الميدان ‏دما وجراحا وخوفا وأملا ورعبا وانجازا وبطولة واقداما على كل النواحي، وهؤلاء يجب أن يحترم ‏رأيهم أيضا، ويجب أن تحترم ارادتهم أيضا، وهذا الموقف هو ليس موقفا عاطفيا او موقف حماسي، ‏نتحدث عن معركة، عن قتال، هذا يعبر عن وعي وبصيرة اهل الجنوب وأهل القرى الأمامية لأنهم هم ‏الجزء الأكبر في لبنان الذي عانى من وجود اسرائيل وهذا الكيان الغاصب منذ 1948.‏
 
الاعتداءات أين؟ أغلبها في القرى الأمامية، في الجنوب القتل، الخطف، المجازر، القصف، التهجير، ‏النزوح، وأهل القرى الأمامية وأهل الجنوب بناء على التجربة من 1948 إلى اليوم شهدوا بأم العين ان ‏الذي يستعيد أرضهم هي المقاومة، أن الذي يحمي كرامتهم ودماءهم وأبناءهم وأرزاقهم هي المقاومة، أن ‏الذي اعادهم إلى بيوتهم هي المقاومة، وأن الذي يعيدهم إلى بيوتهم هي المقاومة، وأن الذي يضع حدا ‏لاطماع وتهديدات اسرائيل هي المقاومة‎.‎
 
ولذلك كانوا هم المقاومة، لذلك هم يحتضنون هذه المقاومة، ويعبرون عن تأييدهم لها، يرسلون أولادهم ‏للقتال حتى الاب والأم الذين لم يرزقوا إلا بولد وحيد، بولد وحيد، قبل أيام أحد الاخوة أخبرني بقصة، ‏قال في عائلة شهيد لديه ولد صغير، لا يزال ببداية وعيه، عندما يسألوه، أنه أنت ابن الشهيد ماذا تريد؟ ‏ماذا تتمنى؟ قال أنا قلت لأمي أول شيء وأنا وحيد لها أنه عندما أكبر عليك أن تعطيني رسالة ليسمحوا ‏لي أن ألتحق بالمقاومة، هؤلاء هم عوائل الشهداء، تريدون ان تعرفون إرادة أهل القرى الحدودية وأهل ‏الجنوب وكل من يدعمهم في لبنان؟ اسمعوا عوائل الشهداء، أمهات الشهداء، زوجات الشهداء أباء وأولاد ‏وبنات الشهداء، هذا التعبير الصادق والمخلص والوفي والمعطاء، الموقف من موقع التضحية، هؤلاء ‏يعبرون عن موقفهم من خلال قتالهم من خلال احتضانهم للمقاومين، هذه بيوتنا خذوها وهم يعلمون أن ‏تردد المقاومين إلى هذه البيوت، البيوت ستدمر، لكن إن شاء الله سيعاد بناؤها إن شاء الله وأحسن مما ‏كانت، يقدمون فلذات اكبادهم وليس فقط بيوتهم ومفاتيح بيوتهم، ويصبرون على المعاناة والهجرة والقلق ‏والخوف وهذا طبيعي، عندما تحصل غارات جوية، الناس، المدنيون، والنساء والأطفال كل هذا ‏يتحملوه، الجراح يتحملوه، كل شيء يتحلمون، ويعبرون عن ذلك، تشييع الشهداء، هذه ظاهرة الإصرار ‏من أهل القرى الحدودية أن يدفنوا شهداءهم في القرى الحدودية، وأن يشيعوا شهداءهم بهذا الحضور ‏الكبير الذي لم يتوقف حتى الان في القرى الحدودية وتحت عيون المواقع الإسرائيلية المحتلة، هو تعبير ‏عن هذه الإرادة وعن هذا الخيار، هذا الذي يجب أن يحترم، في المناسبات السياسية وفي المناسبات ‏الجماهرية، في الانتخابات النيابية، هم يعبرون، بأغلبيتهم الساحقة عن هذا الخيار، وفي الحقيقة اليوم قوة ‏المقاومة في الجنوب، قوة المقاومة من خلال حضور كل فصائلها في حزب الله وفي حركة امل وفي ‏الحزب القومي وفي بقية الأحزاب المشاركة، هو ليس فقط في قوتها التنظيمية أو قوتها العسكرية ‏والتسليحية، وإنما في هذا الاحتضان الشعبي الصادق الكبير الوفي لها.‏
 
هنا نقطة القوة الأولى، وبعدها تأتي نقاط القوة الأخرى، ونحن نستند على هذه الجبال الراسية من ‏الإرادات الصلبة، من العزائم القوية للرجال والنساء والصغار والكبار وهذا ليس جديدا على أهلنا في ‏الجنوب ولا في البقاع ولا في لبنان، هذا شهدناه طوال أيام المقاومة في مواجهة الاحتلال وبشكل أوضح ‏في حرب تموز 2006، وفي الحقيقة هذه المقاومة بهذه التضحيات وهؤلاء الأهل بهذا الصمود هم أيضا ‏الذين يدافعون عن كل لبنان، وإلا إسرائيل كانت تستبيح كل لبنان، هل تذكرون قبل الـ1982، الفصائل ‏الفلسطينية أو المقاومة الوطنية اللبنانية كانوا ينفذون عملية ويضربون صاروخ كاتيوشا أو قذيفة مدفعية ‏او يطلقون النار على موقع، أين يقصف الطيران الإسرائيلي؟ يقصف في العاصمة، في بيروت ويدمر ‏المباني، اليوم جبهة مفتوحة، من 129 يوما، يوميا عمليات على المواقع وعلى تجمعات العدو وعلى ‏آلياته وبصواريخ ثقيلة ونوعية وإلحاق خسائر فادحة وكل ما لحق بالعدو من خسائر لكن هو يقاتل ضمن ‏حدود وضوابط وما زال يقاتل ضمن حدود وضوابط معينة، نعم يهدد بالتوسعة وهذه نقطة سأذكرها بعد ‏قليل، هذه التجربة ثبتت واحدة من اهم إنجازات المعركة في الجبهة اللبنانية أنها ثبتت موازين الردع، ‏وأثبت أن لبنان لديه قوة رادعة حقيقية، والا كيف يستطيع هذا اللبنان الصغير الذي كان مستضعفا ويحتل ‏وتقصف عاصمته، هذه أربعة أشهر والإسرائيلي لا يزال يحسب ألف حساب، أنا لا أقول أنه لن يفعل ‏شيئا بالمطلق، لا يمكنني أن أتحدث عن القطعيات، لكن بالدليل إلى الان هذه أربعة أشهر ما زال يحسب ‏ألف حساب عندما يريد أن يوسع ويمتد كما ونوعا، لأنه يوجد حسابات مع لبنان، هذه من إنجازات هذه ‏الجبهة، على كل، وهذا أيضا هو الذي يعطي قيمة للبنان.‏
 
اليوم إذا يوجد في أميركا من يسأل عن لبنان ويرسل لكم وفودا، وفي فرنسا كذلك وفي ألمانيا وبريطانيا ‏وفي الاتحاد الأوروبي وفي العالم العربي ولا أدري أين، فبسبب هذه الجبهة وبسبب هذه المقاومة وبسبب ‏هؤلاء الأهل، وهذه النقطة الخامسة، خامسا، كل الوفود التي أتت إلى لبنان وتأتي إلى لبنان، أتت خلال ‏الأربعة أشهر الماضية والتي سوف تأتي، دعونا نتكلم بصراحة وصدق وشفافية، هذه لها هدف واحد، ‏هو أمن إسرائيل، حماية إسرائيل، وقف إطلاق النار على المواقع الإسرائيلية، لنرى كيف سيعود الـ100 ‏ألف مستوطن الذين هم محتلون وهذا الرقم باعتراف نتنياهو وباعتراف بعض المسؤولين الإسرائيليين ‏‏230 ألف، وهذا له نقاشه، حسنا 100 ألف، كيف سيعيدون الـ100 ألف إلى المستعمرات في شمال ‏فلسطين المحتلة فقط، فقط، كل هذه الوفود التي أتت إلى لبنان وأتت بمقترحات وأفكار وطروحات ‏وآليات، هدفها الوحيد كله ولا هدف ثاني، هدفها الوحيد، وهناك أصلا يوجد من يأتي لك بمقترح ليس كوساطة، ليس أنه ناقش الإسرائيلي وأخذ ورقة منه وجاء ‏ليناقش اللبناني ويأخذ الورقة اللبنانية ويقدم في الاخير ورقة كوسيط، كلا، هو يأخذ الورقة الإسرائيلية ‏يتبناها بالمطلق وحرفيا، ويأتي إلى لبنان ويقدمها لك على أنها ورقته، تقرأ الورقة انت ولا تجد شيئا إلا ‏أمن إسرائيل، ومن الان أمن إسرائيل، تسألهم، بمعزل عن تفصيل الطرح الذي يقدموه، يعني الان إذا ‏أوقفنا الجبهة الجنوبية في لبنان ماذا عن غزة؟ العدوان على غزة، تجويع غزة، قتل أهل غزة، المجازر ‏الليلية في غزة، تسمع كلاما عاطفيا، وكلاما مثل إننا سنرى ونعمل ونشتغل، أنا أقولها شعبيا لا يوجد في ‏كل الورقة أي ذكر لغزة، لا يوجد 30 ألف شهيد و60 ألف جريح ومليونين و300 ألف مهدد بالقتل ‏والجوع على مدار الساعة، لا يوجد، وأنت تقول له أوقف الحرب على غزة لنجلس ونتكلم، الجواب: ‏نرى موضوع غزة لاحقا، الآن علينا أن نوقف الجبهة في جنوب لبنان، حسنا، تسأل عن غير موضوع ‏غزة، أرضنا المحتلة ماذا؟ هذه الـ 13 نقطة والغجر ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا؟ الجواب يكون: إن ‏شاء الله إن شاء الله، هذه تأتي بالمرحلة الأخيرة نجري مفاوضات‎.‎
 
يعني المطلوب ان تعطي الامن للإسرائيلي وتوقف الجبهة معه وان يطمئن الإسرائيلي ويعود ‏المستوطنون وكل شيء تمام وأن تنفذ انت الإجراءات التي يريدونها منك والتي قرأوها في وسائل ‏الإعلام وبعد ذلك سنرى ماذا سنفعل بأراضيكم المحتلة، حسنا، الاعتداءات الإسرائيلية والخروقات ‏الإسرائيلية ماذا عنها؟ من الـ 2006 إلى اليوم الاف الخروقات والاعتداءات، هذه أيضا نبحث لها عن ‏حل، يعني كله على الوعد يا كمون، يعني يجب عليك أن تدفع سلفا وبعد ذلك نرى، هذه بالتبسيط ‏المبادرات المطروحة على المستوى اللبناني، طبعا أنا الان لا أريد أن أدخل في النقاشات حول هذه ‏الطروحات، نحن لدينا رأي لا أريد أن أناقشه بالإعلام، نحن عادة بشكل طبيعي موجودون بمجلس ‏النواب وموجودون بالحكومة وعلى تواصل مع دولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس نجيب ميقاتي ‏وباعتبارهم الرؤساء، ووزارة الخارجية والجهات التي عادة تزار ويحصل فيها لقاءات معها، ‏وبالخصوص هذا الموقف نحن معنيون حزب الله وحركة أمل كثنائي مقاوم بالدرجة الأولى معنيين أن ‏نتشاور وننسق ويكون موقفنا موحدا وهو كذلك إن شاء الله، ولذلك هم يأخذون أجوبتهم من مسؤولين في ‏الدولة ولست معنيا أنا أن أعطي أجوبة، ولكنني أحببت أن أضيء على الموقف، وثانيا لأقول ما يلي: ‏أولا، هذه الوفود  عندما تأتي ومستعينة بتصريحات إسرائيلية تحاول أن توظف وتهول يعني يوجد تهويل ‏كبير جدا جدا، يوجد واحد من هؤلاء الوفود، لا أريد أن أقول صفته العربية أو الأجنبية، قال: "إذا جبهة جنوب لبنان لا تقف بعد يومين، إسرائيل ستبدأ الحرب‎".‎‏ هذا الكلام من شهر، ‏أنا متأكد ان هذا الكلام من عنده، حتى الإسرائيلي لم يقل له اذهب وقل هذا الكلام‎. ‎
 
تهويل، إسرائيل تريد أن تشن حربا عليكم وتفتح حربا عليكم وتدمر البلد وتفعل وتفعل‎. 
يا حبيبي لو إسرائيل تستطيع أن تشن هذه الحرب لفعلتها من ثاني يوم أو ثالث يوم أو من رابع يوم، انا لا ‏أقول لن تفعل ذلك، أنا لا أتحدث جزميات وقطعيات، أنا أقول وقائع، كل هذه الوفود أتت وأقامت حفلة ‏تهويل لها أول وليس لها آخر، طبعا لم تجد نفعا‎.‎
 
ثانيا، أيضا المكاسب السياسية التي يلوح بها من هنا وهناك لا يمكن أن تؤثر على موقفنا ولن تؤدي إلى ‏وقف هذه الجبهة، الان في موضوع الرئاسة وموضوع المكاسب السياسية الداخلية وفي موضوع ‏التوظيف السياسي الداخلي، هذا الموضوع سأتكلم عنه إن شاء الله الجمعة، لكي أبقي بعض الوقت للنقطة ‏الأخيرة، لان موضوع الرئاسة موضوع مهم ويجب أن نتكلم به قليلا، والموضوع الذي يستثار كثيرا ‏ويحكى عنه وهو موضوع التوظيف السياسي للجبهة الجنوبية أو الانتصار، وهنا أقول حتى الذي يقول ‏لك أنه لا جدوى من المعركة في الجنوب وهو يشد ظهره بأميركا وإسرائيل هو يسلم بأنهم هم المهزومون ‏ولذلك من الان يقول لك ويناقشك أنه هل ستوظف انتصار المحور في الساحة الداخلية أو لا؟ أنظروا ‏كيف يناقض نفسه في نفس المقابلة والحديث، هذا نعود له، إذا هذا موضوع لا يقدم ولا يؤخر، الجبهة في ‏جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومساندة ودعم وتضامن ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي، ‏وإذعاف هذا العدو، إضعاف جيشه ومستوطنيه وسياسته واقتصاده وأمنه حتى يصل إلى النقطة التي ‏يقتنع فيها أن عليه أن يوقف عدوانه على غزة ونقطة على اول السطر، نحن ليس لدينا أي كلام أخر، ‏فلتهولوا ولتهددوا ولتوسعوا ولتفعلوا ما تريدونه، حتى شن الحرب لن يوقف هذه الجبهة، هذه الجبهة ‏سيقف إطلاق النار فيها فقط عندما يتوقف العدوان على غزة ضمن اتفاق واضح مع المقاومة في ‏فلسطين ومع المقاومة الفلسطينية في غزة. ‏
 
أيضا نحب أن نقول للوفود وللناس في لبنان، ممن يأتوننا بأوراق وشروط، العدو ليس في موقع من ‏يفرض الشروط على لبنان، ليس هو القوي ولبنان الضعيف، كلا، هو الضعيف والمهزوم وهو العالق ‏بالمشكل، هو الذي منذ أربعة أشهر فاشل وعاجز ولا يستطيع تحقيق الأهداف المعلنة، هو الذي منذ أربعة ‏أشهر، هذا الجيش الذي لا يقهر! 6 إلى 7 فرق قاتلت في غزة ولم تستطع أن تحسم المعركة في غزة، هذا ‏الإسرائيلي الذي يذهب لأول مرة قضائيا واقتصاديا وتصنيفيا وداخليا يعاني ما يعاني، هو ‏من في مأزق، ليس لبنان من في مأزق، وهو المأزوم وليس في موقع من يأتي ويفرض الشروط، في ‏الحقيقة الموقف الرسمي اللبناني يقول: تطبيق القرار 1701.‏‎ ‎‏ انا ادعو الموقف الرسمي اللبناني ان يضع ‏شروطا اضافية على 1701 وليس فقط تطبيقه. الان نتكلم بين بعضنا، نتفاوض ولكن احببت ان اقول ‏هذا الكلام كي لا يتصرف أحد على ان لبنان ضعيف ولبنان خائف ومأزوم ويأتي ليفرض عليك الشروط ‏ويأتي بمقياس المسافات 7 كلم و10 كلم وقبل النهر وبعد النهر.‏
 
طرفة  نقلت لا ادري ان كانت صحيحة ام لا، نقلت عن صاحبها وان كان هو صاحب طرفة من دون ‏ان اذكر اسمه لانني لست متأكدا اذا قالها ام لا: "انه بالمفاوضات عم ينقلوا انه بدنا نرد حزب الله على ‏شمال النهر، قال لهم والله منجيب النهر عالحدود اهون من رد حزب الله عشمال النهر". هذه الحقيقة اين ‏يعيشون؟ بأي عقل يعيشون؟ بأي حلم يعيشون؟  لا، لبنان هو في موقع قوي وفي موقع المبادر ويستطيع ‏ان يكون ايضا في موقع من يفرض الشروط.‏
 
النقطة الاخيرة والتي هي مسألة التهويل والحرب وتوسعة الحرب، دعوني ان اتكلم فيها كلمتين ، اذا ‏الوقت لم يساعد اكملها ان شاء الله الجمعة إن بقينا على قيد الحياة. أول ما فتحت الجبهة هناك أجواء  في ‏لبنان يقوم بها احدهم، ان هذا سيؤدي الى ان يشن العدو حربا على لبنان وانتبهوا ماذا تعملون؟ ستدمرون ‏البلد، ستحرقون البلد، ستخربون البلد. كما تحدثت  منذ قليل، مضى اول اسبوع، ثاني اسبوع، اول شهر ‏وثاني شهر وثالث شهر ورابع شهر ولا زلنا ضمن انضباطية معينة ولاحقا نلاقي لها مصطلحاتها، ‏جوهرها موازين الردع ويوجد حسابات دقيقة عند طرفي القتال والى حد الان لازال الموضوع هكذا. 
 
‏لكن توجد أجواء كبيرة من التهويل يشارك فيها احيانا سياسيون اعلاميون وهذا موضوع يجب ان ننتبه ‏له، احيانا انت لديك وجهة نظر واحيانا يصبح الموضوع بالحقيقة يرقى الى مستوى الانحطاط الاخلاقي، ‏واسمحوا لي بهذه العبارة، الى مستوى السفالة، تشعر ان هناك شخص فاسد. متلا قبل مدة منذ شهر ‏ونصف تقريبا هناك بعض مواقع التواصل اشتغلت ليلا ونهارا وحددوا موعدا لبدء الحرب على لبنان، ‏وبعضهم ينتمون الى حزب سياسي معروف في لبنان ومعين ويوجد شخصيات فاعلة على مواقع ‏التواصل الاجتماعي ومعروفون ولا يشرفني أن اقول اسماءهم على لساني وبعد قليل كتبوا يا اهل ‏الجنوب يا أهل لبنان في الساعة الفلانية اتخذ قرار وستبدأ الحرب على لبنان؟ هذا من يخدم؟ هذا اصلا ‏انسان! هذا عنده احساس واخلاق وقيم ومشاعر؟ والله هذا شيء آخر بالكامل. عندما يتكلم الله سبحانه ‏وتعالى عن أسفل السافلين هذا اسفل السافلين، الانحطاط. ايضا مشهد آخر لمشاهد السفالة والانحطاط ‏ومن الممكن فعلها بعض