الرئيسية فنون
الأربعاء 17 - كانون الثاني - 2024

ذكرى رحيل سيدة الشاشة العربية

ذكرى رحيل سيدة الشاشة العربية

من محافظة الدقلهية في مصر، بزغ نجم سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة، فاستطاعت بملامحها البريئة وتجاربها الخجولة في بداياتها، أن تترك إرثاً فنياً حافلاً من الإنجازات الدرامية والسينمائية.

اتسمت فاتن حمامة بإطلالتها الراقية الجاذبة، لذلك اتخذتها الكثيرات مثلا أعلى لهن في الجمال والرقة، وصفتها صحيفة "لو موند" الفرنسية الشهيرة بأنها "أكثر نساء النيل وعياً"، ولم تكن جميلة فقط، بل تميزت بأدوات تمثيلية مكنتها من التربع على عرش السينما في القرن الماضي.

بدأ ولعها بعالم السينما في الخامسة من عمرها، عندما اصطحبها والدها في سن مبكرة معه، لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض في مدينتها، وتأثرت حينها بتصفيق الحضور للممثلة آسيا داغر على أدائها.

وبالفعل ذاك اليوم، أرسل والدها صورتها للمخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة، لترسم تجربتها الأولى في عالم السينما بفيلم "يوم سعيد"، وتمثل إلى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب بدور "أنيسة" عام 1940.

وفي الخمسينيات والستينيات أي في العصر الذهبي للسينما، قدمت سيدة الشاشة أعظم أعمالها مثل "موعد مع الحياة، الأستاذة فاطمة، دعاء الكروان، سيدة القصر"، وحصدت جوائز عديدة عن فيلم "دعاء الكروان" المأخوذ عن قصة عميد الأدب العربي طه حسين من إخراج هنري بركات، ويعد من أفضل الأفلام التي قدمتها السينما المصرية.

 واستطاعت فاتن حمامة بأدواتها التمثيلية وموهبتها الفذة وذكائها باختيار أدوارها، من طرح العديد من القضايا الاجتماعية المتعلقة بالمجتمع وخصوصاً حول قضايا المرأة العربية، والتي تركت علامة فارقة في تاريخ السينما مثل أفلام "أريد حلاً" و"إمبراطورية ميم" و"أفواه وأرانب".

وتعددت أدوار فاتن حمامة، بسبب تقديمها شخصيات نسوية مختلفة، منها المرأة الحضرية والريفية، كما في فيلم "الباب المفتوح" (1963)، ودور الفتاة الثائرة "ليلى" التي تشارك في المظاهرات ضد المستعمر، لتقابل صديق أخيها الثوري وتعجب به.

وجسدت شخصيات مأخوذة عن روايات الأديب إحسان عبد القدوس في أفلام مختلفة، مثل "لا أنام" (1957)، "لا تطفئ الشمس" (1961).

وخلال مسيرتها الفنية الممتدة لأكثر من 60 عاماً، شاركت فاتن حمامة في أكثر من 100 فيلم سينمائي، وحازت على العديد من الجوائز، مثل جائزة مهرجان موسكو السينمائي الدولي، ووسام العظمة من الرئيس المصري أنور السادات عام 1976.

 وفي عام 1991، حققت فاتن حمامة نجاحاً كبيراً على الشاشة الفضية، في مسلسلها "ضمير أبلة حكمت"، من إخراج إنعام محمد علي، وقصة سيناريو وحوار أسامة أنور عكاشة، وقدمت فيه دور المعلمة "حكمت هاشم" التي تواجه عدة عقبات أثناء تأديتها لمهنتها.

وظلّت فاتن وحتى آخر أعمالها مسلسل "وجه القمر" عام 2000، صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات في مصر.

وفي 17 كانون الثاني من عام 2015، رحلت فاتن عن عالمنا، مُحملة بمحبة الجماهيرية العربية، عن عمر ناهز 83 عاماً، وشيعها الجمهور في جنازة مهيبة حضرها آلاف المصريين.