قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في حديث لـصحيفة "النهار" انه يؤيد "مسار الجلسة الحكومية لتثبيت قائد الجيش الحالي أو تمديد مدة خدمته. وفي أوج المخاطر، هناك حسابات داخلية تمت الى العبث."
وردا على التهديد بالطعن قال جنبلاط: "كأننا لسنا في حالة حرب وكأنه هناك إمكانية أن نتسلى بالدستور وتقديم الطعن، هذه مزحة كبيرة. قمت بكل اتصالاتي وقلت انا مع التمديد وعدم الدخول في نوع من الفراغ بقيادة الجيش وإلّا ندخل في سياسة العبث المطلق".
وأشار جنبلاط إلى أن "رئيس الأركان في حال غياب قائد الجيش ينوب عنه، ونفضّل أن تكون قيادة الجيش والأركان مكتملة، أي أن يكون هناك قائد جيش، ورئيس أركان ومجلس عسكري. وفي حال تعذّر لأسباب داخلية وعبثية التمديد للعماد جوزف عون، سنسعى الى أن يُرّقى ضابط رشحته وفق الأقدمية هو العميد حسان عودة ويعيّن كرئيس أركان لينوب عن قائد الجيش عندما يغيب أو عندما يتقاعد الأخير. وأنا ضد البدع الأخرى الخطرة بأن يأتي قائد الجيش من الأقدم رتبة في الجيش، وهي دعوة سمعتها من أحدهم من كبار السياسيين."
وفي رده على سؤال عن تغريدته في "7 أكتوبر" وعن الأثمان التي دفعها نتيجة هذا الموقف قال جنبلاط انه خرجت ضده "مواقف استنكار سخيفة، لأنني عندما أيّدت أيدت الشعب الفلسطيني. لدى حماس عقيدة معينة، هذا شأنهم في حال كانوا مؤمنين بالإخوان المسلمين، ما المشكلة؟ العالم العربي يكره الإخوان، لكن نسيوا أن حماس قبل أن تكون إخوان هي فلسطينية. بعض السفراء تفلسفوا، وطلبوا مني أن أسحب تغريدة 7 أكتوبر ولم أقبل. هناك فلسطيني في غزة المحتلة من 56 سنة يتطلع الى أرضه، وبالنسبة الى 50 أو 40 بالمئة من أهل غزة فهم مهجرون من فلسطين 48. وما يسمونه الكيبوتزات هي مواقع عسكرية... وهم يقومون بحفلات رقص فيها".
وشدّد جنبلاط على أنّه "لا يمكن تدمير حماس... ستبقى حماس، وإن غابت ستولد حركة شبيهة بحماس. التعاطف الدولي مع اسرائيل ربما ينجح بإخلاء غزة من غالبية سكانها. قالوا للشعب الفلسطيني اذهب الى الجنوب، فذهب الناس الى خان يونس التي تضرب الآن، فالى أين يذهبون؟ الى رفح هذه البوابة اللعينة التي لست أدري من يأمر بفتحها واغلاقها...".
واعتبر جنبلاط أن "هذه الحرب غير محدودة، فهي جزء من تهجير، وقد يأتي تهجير آخر بعد سنة أو سنتين، حسب الوقت لأهل الضفة الغربية. الحرب مفتوحة، وكل الأخبار تقول أنها مفتوحة لأشهر"، مضيفاً: "يقولون أن الرأي العام الغربي يتغيّر، ونرى المظاهرات في دول غربية لكنها لا تؤثر على القرار السياسي في الغرب. لديهم شيء من الحرية والديموقراطية ربما، ونسأل أين هي المظاهرات في العالم العربي."
وحول الوضع في جنوب لبنان واحتمال توسع الحرب، قال جنبلاط: "لا شيء يمنع الاسرائيليين من توريط الأميركيين، فهناك غرفة عمليات مشتركة. وأي خطأ وأي صاروخ يعتبر مخالفاً للقواعد قد يفتح الحرب... وهذا الخطر قائم.
وتابع : "هذه حرب غير محدودة. هي جزء من مخطط التهجير وقد يحصل تهجير آخر من الضفة.وعن لقائه مع حزب الله ونقله رسالة فرنسية لهم، قال جنبلاط: "لم أنقل أي رسالة، اجتمعت مع حزب الله، وهم قابلوا الفرنسيين أيضاً. نحن نؤيّد الحفاظ على 1701، لكن ثمة مخاطر لأن الجنوب بأكلمه معرّض بكل لحظة، الجنوب تحت القصف، كيف نقول لأهل الجنوب ألا يُدافعوا عن أنفسهم؟!".
وأضاف: "شهدنا دماراً أكثر بكثير في العام 2006، حينمات حصل الدمار الهائل في الضاحية، وعلينا أن نتوقع دائما كل شيء ونعمل على منع استدراجنا إلى حرب لا أتصور أنها لصالح أحد، ولكن إذا فرضت فرضت".
كما لفت جنبلاط إلى انّه نصح حزب الله "بأن الفصائل اللبنانية وغير اللبنانية، إذا دخلت على الجنوب قد تدب الفوضى، فلنبقى على الجيش اللبناني والمقاومة كمدافعين عن لبنان"، مؤكّداً على "دور الجيش في الدفاع عن أرضنا إلى جانب المقاومة، ونظرية أن حزب الله غريب عن البلد، كيف يكون غريباً، مناصرو حزب الله أهل الجنوب وغير الجنوب، وهم ليسوا غرباء".
واستذكر جنبلاط الشهيد جبران تويني في ذكرى استشهاده، مشيرا الى القسَم الذي ردده في 14 آذار باسم اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وأضاف جنبلاط: "حاولنا معه والغير، ومشينا بالطريق الصعب الذي سار به الشهيد الكبير رفيق الحريري، وذهبنا إلى العدالة الدولية، فلم تعطِ النتيجة التي انتظرناها، الطريق بهذا الشرق صعب، وعندما نقارن ما يجري اليوم في فلسطين في غزة والضفة، نفهم لماذا الطريق صعب ودامٍ".