الرئيسية أخبار محلية
الأحد 19 - تشرين الثاني - 2023

الشيعة الأمريكيون يطالبون الرئيس بايدن بعدم الانحياز لإسرائيل (أحمد الحسن)

الشيعة الأمريكيون يطالبون الرئيس بايدن بعدم الانحياز لإسرائيل (أحمد الحسن)

  كتب أحمد الحسن:

    طالب الشيعة الأمريكيون المقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية - والذين يفوق عددهم المليون نسمة ويمارس أكثر من نصفهم حق الانتخاب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية - الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بعدم الانحياز لإسرائيل في الحرب الدائرة بينها وبين حركة حماس في قطاع غزة ..
   جاء ذلك بعد مشاورات واتصالات ومتابعات قام بها مجموعة من ممثلي الشيعة الأمريكيين ، راقبوا من خلالها انعكاسات هذا الانحياز على سمعة الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها الاقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط والعالم ..
    وذكَّر الشيعة الأمريكيون الرئيس الأمريكي جو بايدن بموقفهم الداعم له في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية بما كان لذلك من تأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة وعلى رأي الناخب الأمريكي ، علماً أن الناخبين الشيعة الأمريكيين يمارسون عملية التصويت في الانتخابات في مختلف الولايات ، وقد استرشد هؤلاء بدعوات " الرابطة الإسلامية الشيعية العالمية " قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية التي دعتهم لضرورة تجيير الأصوات الانتخابية الشيعية لصالح الرئيس الحالي جو بايدن طمعاً في أن يُحدث انتخابه فرقاً لصالح القضايا التي تهم المسلمين الشيعة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها ، وكانت هذه الأصوات الشيعية - بحسب متابعين وخبراء - هي الأصوات المرجحة لكفة الميزان لصالح الرئيس الحالي جو بايدن في مقابل خصمه الرئيس السابق دونالد ترامپ ..
   ونوه الشيعة الأمريكيون  مخاطبين الرئيس جو بايدن بالقول :
    " لولا الأصوات الشيعية الأمريكية يا سيادة الرئيس لرجحت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية كفة المعارضة المدعومة من حكومة بنيامين نتنياهو واللوبي الصهيوني  ، هذه المعارضة التي كانت وما تزال يا سيادة الرئيس ترغب بوصول الرئيس السابق دونالد ترامپ إلى منصب الرئاسة الأولى وإلى سدة القرار السيادي والسياسي والاقتصادي والعسكري والأمني في الولايات المتحدة الأمريكية كونه ساهم في قرار نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس ، وفي تطبيع علاقات مجموعة من الدول العربية مع إسرائيل ، وفي نقل أسلحة نوعية للدولة العبرية " ..
    وحول الدعم الحالي الكبير المادي والمعنوي من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن لحكومة بنيامين نتنياهو أشار الشيعة الأمريكيون بالقول :
( يا سيادة الرئيس إن بنيامين نتنياهو لن يتمكن من دعم معركتكم الانتخابية الرئاسية المقبلة كونه قد خسر تأثيره على الرأي العام اليهودي في أمريكا بعد فشله في كشف عملية " طوفان الأقصى " قبل وقوعها ، وبعد ما تكبدته إسرائيل من خسائر بسبب سياساته الرجعية ، فزيارتكم يا سيادة الرئيس لإسرائيل - في ظل حكومة نتنياهو وهي في حالة حرب مع حماس - لن تساعدكم هذه الزيارة على الفوز في سباق الرئاسة المقبلة ضد خصمكم اللدود دونالد ترامپ  ..
   والمعارضة في أمريكا يا سيادة الرئيس لم تتمكن من إيصال دونالد ترامپ إلى سدة الرئاسة لدورة ثانية بسبب الصوت الشيعي الأمريكي الذي دعت الرابطة المذكورة لتجييره بقوة لصالحكم في الانتخابات الماضية ، طمعاً في أن تتوازنوا في النظر للقضايا الشيعية في أمريكا والشرق الأوسط .. ولولا الصوت الشيعي الداعم لكم بقوة في انتخابات الرئاسة الماضية لفاز خصمكم ترامپ فوزاً مؤكداً وساحقاً كونه مدعوماً بقوة من هذه المعارضة ..
   ومن هذا المنطلق يا سيادة الرئيس نرى أن دعمكم لإسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو في حربها ضد حركة حماس والفلسطينيين في قطاع غزة سوف لن يكون لصالحكم في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة ، لجهة أن اللوبي الصهيوني يرى خصمكم دونالد ترامپ أقرب لتحقيق طموح إسرائيل في السيطرة على مقدرات منطقة الشرق الأوسط الاقتصادية .. وهو لم يتقدم خطوات تذكر نحو هذا الهدف في عهد رئاستكم بسبب انشغالكم بتداعيات وباء كورونا الاقتصادية على الداخل الأمريكي وبالحرب الأوكرانية .. ولكون هذا الدعم سيؤثر سلباً على نسبة تأييد اللوبي الشيعي الأمريكي لكم في الاستحقاق الرئاسي المقبل بسبب مقتل بعض الشيعة الفلسطينيين جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة حيث يقدر وجود أكثر من 5000 شيعي فلسطيني في قطاع غزة ، وقد شكلوا في الماضي " حركة المخلصين " التي تعرضت للاضطهاد من جماعات تكفيرية في قطاع غزة .. يضاف إلى ذلك مقتل عدد من المدنيين الشيعة اللبنانيين وتهجير عشرات الآلآف عند الحدود اللبنانية الجنوبية بسبب عمليات إسرائيل العسكرية هناك .. ثم إنه من أكبر أخطاء السياسة العسكرية إقدام القيادة العسكرية الأمريكية على جر بعض أكبر وأهم قطع أسطولها البحري الحربي المدخرة للأمن القومي الأمريكي إلى حوض البحر الأبيض المتوسط وتوجهيها للردع والمواجهة مع منظمات صغيرة يُعد تعداد مقاتليها بالآلآف ! وهذه هي قمة السقوط الإداري والخطأ في الحسابات الإستراتيجية ..
    ومن هذا المنطلق نطالبكم يا سيادة الرئيس بوقف الدعم النوعي الحالي الذي تقدمونه لإسرائيل والذي تستغله إسرائيل لتنفيذ جرائم حرب في غزة وجنوب لبنان مما سيكون على حساب سمعتكم ، وسيضرب مصالح أمريكا الاقتصادية والسياسية في المنطقة العربية والإسلامية لعقود قادمة ..
   ولكم منا خالص النصيحة والتحذير .. وكما قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : " أخوك من حذرك ، وعدوك من أغراك " .. ) ..