الدكتور العاملي ينعى النائب العجمي

   إنتقل إلى رحمة الله تعالى النائب الأسبق الأستاذ الحاج أحمد إبراهيم العجمي عن عمر ناهز التسعين عاماً بعد حياة قضاها بالعلم والعمل ، وقد توجه العلامة الحجة الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي بنعي للراحل الكبير جاء فيه :
    " … كانت البداية مع وظيفة التعليم والتربية في الكلية الجعفرية في مدينة صور ، إلى الوقوف جانب الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر في حركته النهضوية .. إلى ممارسة العمل التجاري عبر التجارة الحرة لسنوات في إفريقيا ، ليعود الراحل إلى لبنان متابعاً نشاطه التجاري .. وكان مهتماً بالزراعة سيما بساتين الحمضيات فأحيى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في منطقة صور وساحلها ..
   وفي العمل السياسي تصدى الفقيد للعمل البرلماني سنة 1992 ضمن كتلة التحرير والتنمية ، وكانت له مواقف مشهودة في تعزيز صمود الجنوبيون في مواجهة الاعتداءات الصهيونية ..
    عرفته في مجالس عاشوراء في مدينة صور عندما كنت خطيباً في قاعة الكلية الجعفرية ، وفي نادي الإمام الصادق عليه السلام ، وغيرهما من مجالس مدينة صور والجوار طيلة تسع سنين كنت قد التزمت فيها القراءة في المجالس العاشورائية في مدينة صور والجوار .. وقرأت له المجالس الحسينية في دارته في بلدة العباسية التي اختصها بمجلس عاشورائي كان يجتمع فيه المثقفون والأساتذة والوجهاء والأعيان ، إلى جانب العلماء .. مما يكشف عن عمق ارتباطه واهتمامه بإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام ..
    ومن مناقبه رحمه الله دعمه لطباعة كتابي : " غريب العصر آية الله المغيب السيد موسى الصدر " الذي طُبع عدة طبعات ، علماً أن كتابي هذا ترجمته إسرائيل إلى اللغة العبرية .. واستعان به مجموعة من الطلاب الجامعيين لكتابة رسائلهم وأطاريحهم الجامعية .. وكانت اللقاءات مستمرة بيننا وبين الفقيد في دارته .. حتى في سنوات عجزه وكبره ومرضه ..
     رحمه الله فرحيله يشكل خسارة كبيرة لقامة وطنية تختزن تاريخاً مهماً من تاريخ لبنان ومن تجربة الإمام الصدر وواقع الطائفة الإسلامية الشيعية .. وإلى روحه الفاتحة .. " ..