الرئيسية أخبار دولية
الخميس 28 - أيلول - 2023

السعودية: القضية الفلسطينية أولوية

السعودية: القضية الفلسطينية أولوية وصل وفد سعودي رسمي الثلثاء، برئاسة السفير غير المقيم في الأراضي الفلسطينية نايف السديري إلى الضفة الغربية وقد التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واذ تُعتبر زيارة الوفد، الأولى منذ توقيع اتفاقية أوسلو التاريخية، اي الاولى منذ ثلاثة عقود، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، انها لافتة جدا من حيث توقيتها. فهي تأتي في ظل مفاوضات تحصل بين المملكة واسرائيل بوساطة اميركية، لمحاولة التوصل الى اتفاق لتطبيع العلاقات بين الجانبين، وقد تزامنت مع زيارة لافتة اولى من نوعها ايضا، قام بها وزير اسرائيلي هو وزير السياحة الى المملكة للمشاركة في حدث لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في العاصمة السعودية الرياض.

في الايام الماضية، أعلن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على الملأ ان الاتصالات قائمة للتوصل الى اتفاق ما، قائلا "نقترب كل يوم أكثر فأكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل". وأضاف "بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة للغاية. علينا حلها، ونتباحث مع الأميركيين للوصول إلى نتائج جيدة ترفع معاناة الفلسطينيين". وأوضح أن تعليق المفاوضات بشأن العلاقة مع إسرائيل "غير صحيح"، وتابع أنها "كل يوم تتقدم". وذكر أن إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن إن نجحت بأن تعقد اتفاقا بين السعودية وإسرائيل "سيكون الأكبر من نوعه منذ الحرب الباردة". وقال "كل يوم نقترب" من التوصل إلى اتفاق، واصفا إياه بأنه "اتفاق جدي و حقيقي"، مشيرا الى ان "لدينا مفاوضات جيدة مستمرة حتى الآن وسنرى إلى أين ستصل، ونأمل أن تسهل الحياة للفلسطينيين وجعل إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط". وأضاف "إذا حققنا انفراجة للتوصل إلى اتفاق يمنح الفلسطينيين احتياجاتهم ويجعل المنطقة هادئة، فسنعمل مع أي جهة هناك".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن ضجة قوية اثيرت في الاوساط "الممانِعة" في المنطقة، سياسيا وإعلاميا، حملت على الخطوة السعودية، واعتبرتها خيانة للقضية الفلسطينية، وقد قالها رئيس ايران ابراهيم رئيسي بوضوح "إذا طبّعت أي دولة، بما فيها السعودية، علاقتها مع إسرائيل فإن ذلك سيشكّل خيانة للقضية الفلسطينية".

لكن تأتي هذه الزيارة، لتؤكد ان العلاقات السعودية – الفلسطينية متينة ولتردّ على كل المزاعم والاتهامات هذه، حيث تُثبّت من خلالها المملكة بأنها ليست في وارد التساهل في الاتصالات الجارية مع تل ابيب، سيما في ما يخص حقوق الفلسطينيين، بل هي (اي الحقوق) تُعتبر اساسية وجوهرية للتوصل الى اي اتفاق سلام. وبالتالي، فإن القول بأن الرياض ستبيع القضية الفلسطينية، او انها قد تتخلى عنها في مقابل مكاسب اخرى "نووية" او "عسكرية" او "اقتصادية"، في غير مكانه. ووفق المصادر،

هذه هي الرسالة الابرز من الزيارة السعودية الى الضفة وفحواها "من دون حلٍّ يُعطي الفلسطينيين ما يرضيهم وكامل حقوقهم، فإن المملكة لن تُقدم على توقيع اي اتفاق سلام وليصمُت المزايدون"، وفق المصادر. على اي حال، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية خلال الزيارة "اننا نثق في دور المملكة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".