الرئيسية أخبار محلية
الخميس 10 - آب - 2023

قبلان للقيادات الاسلامية والمسيحية: السكوت باللحظة المصيرية حرام

قبلان للقيادات الاسلامية والمسيحية: السكوت باللحظة المصيرية حرام

شدّد المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان، على أنّه "لأن الفتنة تغلي والشرور فوارة، ولأن حرمة هذا البلد من حرمة أهله وطوائفه وحماته ومشروع دولته وسلمه الأهلي، ولأن البلد مكشوف والأجهزة الدولية تمارس لعبتها الخبيثة وتوقد الإعلام الممسوك، وتطبخ الدم والخراب والقطيعة وتدفع نحو انفجار وطني كارثي، ولأن بعض المنصات السياسية تمارس وظيفة الفتنة والإصطفاف خلافاً للقيم الأخلاقية والإنسانية وللمصالح الوطنية، من هنا أخاطب القيادات المسيحية الوطنية والروحية بأنّ هناك من يدفع البلد نحو فتنة مجنونة، ويعمل ضد المصالح المسيحية الإسلامية ويريد حرق البلد بمن فيه، ولا يهمه كنيسة أو مسجد، ولا يعتقد بالمسيح ولا بمحمد؛ ولا وظيفة له إلا الفتنة والدم والقطيعة والمتاريس والخراب".

وأشار، برسالة للقيادات المسيحية، إلى أنّه "لأن تاريخ المقاومة أمن وأمان وحماية سيادة وكيان، بعيداً عن الداخل اللبناني والمصالح الطائفية، ولأن المقاومة بخطوط إمدادها، ولأن أحمد قصاص واحد من سلسلة الأخوة الذين حموا الكنيسة وفدوها بالنفس والروح والجراح وكانت عينه على فادي بجاني، ودمُه درعه وقلبُه سياجه، والمصاب مصاب وطن والقربان ما كان قلباً لهذا البلد الذي تتشارك عليه خناجر العسس وأبواق الفتن، ولأن كمائن المعلومة نشطة للغاية، ولأن عرابي الفتن يلعبون على المكشوف، ولأن بعض الإعلام جاهز وموظف بدقة، ولأن الجهات الدولية الإقليمية تستثمر بالنار الطائفية، وتعتقد أن الخلاص من لبنان يكمن بخرابه وإشغال مكوّناته بحرب أهلية طويلة، ولذلك وحدتنا بالله والوطن ضرورة، ومنع الفتنة أعظم".

وأكّد قبلان أنّ "سلمنا الأهلي أوجب الواجبات، وحماية المسيحيين تبدأ بحماية المسلمين والعكس صحيح، ولبنان بلا مقاومة خراب وفتن ومستنقع مقابر واحتلال، وتاريخ لبنان الماضي دليل مطلق على ذلك"، مركّزًا على أنّ "المقاومة ضمانة وطن لا ضمانة طائفة، والنيل منها نيل من صميم سيادة لبنان، ولا عدو للمقاومة إلا إسرائيل، ولا وظيفة لها إلا حماية الكيان".

وذكر أنّ "أكبر وصايا المسيح الحق والإنصاف والشراكة والمحبة ومنع الفتنة والخراب، والفشل الوطني كارثي، والإنقسام الطائفي زيت على نار، وترك أبواق الفتنة حرق للبنان وتتويج للغرائز"، مشيرًا إلى أنّه "لأن مواقد الفتنة السياسية تغلي فلا نتكفّل بتحقيق أمنيات أعداء هذا البلد، ولا نخوض بحرقه وخرابه لأن ما يجري من سنوات ليس صدفة، والأجهزة الدولية لها بكل منطقة كوع وبوع، وما نريده حماية شراكتنا ووحدتنا الوطنية وأمن بلدنا وناسنا، ومنع فتنة الأوكار وإعلام السفارات وضغائن مرتزقة الدم وباعة الوطن، وهذا يحتاج جهداً كبيراً من القيادات المسيحية والإسلامية؛ ولا يفصلنا عن خراب لبنان إلا السكوت عن الفتنة وأبواقها".

كما لفت إلى أنّ "أساس الأساس وأقدس الأقداس، حماية لبنان ومنع فتنة دماء الإخوة، لأن ما يجري له ارتباط مباشر بالمشروع الأميركي الذي يريد تدمير لبنان وتأمين مصالح تل أبيب عن طريق الفتنة"، موضحًا أنّ "من هنا، تكريس الخيار الوطني والتلاقي العابر للطوائف الآن ضرورة مطلقة، لحماية البلد من الإنزلاق، والقيادات المسيحية والإسلامية معنية بذلك وطنياً وأخلاقياً ودينياً وإنسانياً؛ والسكوت باللحظة المصيرية حرام".