الرئيسية قرى
الجمعة 14 - تموز - 2023

رد الدكتور العاملي على ما يُنسب للدكتور الوائلي في قضية كربلاء

رد الدكتور العاملي على ما يُنسب للدكتور الوائلي في قضية كربلاء

    تقوم وسائل التواصل بنشر كلام مكذوب عن لسان الدكتور الوائلي مفاده التالي :
   [ حقائق يجب أن تُعرَف
عن الدكتور الشيخ احمدالوائلي رحمه الله.. الحقيقة الوحيدة التي وصلتنا من عاشوراء هي أنّ الإمام الحسين عليه السلام استشهد هو وأصحابه وأهل بيته في كربلاء .. باقي ما تبقّى قد أشبع بالخرافات والكذب والتدليس لاستدرار عواطف العامّة ودموعهم ، وقد أمعن أغلب خطباء المنابر إلّا من رحم ربّي في إذلال الإمام ، وهذا يتنافى مع هدف ثورة الحسين عليه السلام ..
   * فالإمام الحسين لم يطلب الماء لطفله الرضيع من أمثال أولئك الأوغاد .
* عليّ الأكبر لم يرجع إلى المخيّم بعد قتله لبكر بن غانم ليطلب من أبيه الجائزة ألا وهي شربة ماء .. هل كان عليّ الأكبر على هذا القدر من الحمق - حاشاه - ليطلب من أبيه الماء وهو على يقين أنّه غير متوافر ،  والأطفال تصرخ من شدّة العطش ؟ .. هل يُعقَل أن علياً الأكبر سيزيد حرقة قلب أبيه على كلّ الجراح ليطلب منه شيئًا غير متوفّر !! ؟ .. حاشاه ..
  * الإمام الحسين عليه السلام لم يرجع بعد استشهاد العبّاس مكسوراً ،  بل كان صلباً شامخاً كشموخ الجبال ، وقد قال أحد الرّواة : و اللهِ ما رأيتُ مكثوراً - من الكثرة والتكاثر أقول : في الأصل نقل ناشر المقال عبارة مكسوراً بدلاً من مكثوراً خطأً منه ونحن صححنا بعض مفرداته لغوياً في كل مقاله قبل نشر الرد -  قطّ قد قُتِل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشاً و لا أمضى جَناناً و لا أجرأ مقدماً منه ، و الله ما رأيت قبله و لا بعده مثله و إن كانت الرجال لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه و عن شماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذّئب .
   * لم يكن يوم عاشوراء يوماً لزواج القاسم عليه السلام من سكينة عليه السلام .. هل يُعقل أنّ الإمام يجعله يومًا للزّفّة والعرس ، وهو على علم بأنّهم سيستشهدون جميعاً بما فيهم القاسم ؟ !!
  * لم تلطم السّيّدة زينب عليها السلام جبل الصبر خدّها ،  ولم تنثر شعرها ،  وكذلك بقيّة الهاشميّات ، فهذا المشهد يتنافى مع العفّة لبنات الرسالة ، كما وأنّها من المستحيل أن تخالف وصيّة إمامها : ( أخيّة لا تلطمي عليّ وجهاً ولا تشقّي عليّ جيباً ولا تدعي بالويل والثّبور )، فكيف يُعقَل أن تخرج السّيّدة زينب عليها السلام من الخيمة ناثرةً شعرها !!! وهذه عادة جاهليّة ؟
  * لم تنادِ السّيّدة زينب سلام الله عليها في أيّ موقفٍ من مواقف الطّفّ ((وا ذلّتنا)) فإنْ كان الامام الحسين قد قال :(( ألا وإنّ الدّعيّ ابن الدّعيّ قد ركز بين اثنتين بين السّلّة والذّلّة وهيهات منّا الذّلّة )) ، فكيف لزينب عليها السلام أن تنسف ثورة الحسين عليه السلام بمثل هذا القول وهي التي كانت امتدادًا للثّورة ؟ !! بل كانت رابطةَ الجأش قويّةً صلبةً ، وكانت عندما تخطب تُسكِتُ كلّ من حولها ببلاغتها وقوّة حديثها وصبرها .. وهي الّتي أجابت أمام جمع غفير عندما سألها ابن زياد :  " كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين ؟"، فقالت : (ما رأيتُ إلّا جميلا ) وقد نزل ردّها عليه كالصاعقة في الوقت الّذي كان ينتظر منها الانهيار بعد كلّ تلك المصائب ..
    القائمة تطول والمواقف تستحقّ الوقوف عندها والتمعّن والتفكّر .. علينا أن نُخضِع كلّ شيء للعقل ، ولا نأخذ كلّ ما يقال نصّاً و نردّده كالببّغاوات ، علينا أن نفهم لماذا خرج الإمام الحسين عليه السّلام لنستطيع أن نفرز الحوادث بين الصدق والتدليس والكذب ونرفض الروايات المدسوسة التي يدمى قلب الحسين لها لأنّها تخالف أهداف الثّورة ..
  السّلام عليك سيّدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى أخيك أبي الفضل العبّاس وعلى أختك الحوراء زينب بطلة كربلاء وعلى سائر المستشهدين معك ، يا ليتنا كنّا معكم فنفوزَ فوزاً عظيماً .
هكذا هي الثّورة الحسينيّة النّقيّة ... ثورة سيّدنا الحسين عليه السلام... سيّد شهداء أهل الجنّة .. ] انتهى كلامه ..

وإليكم رد الدكتور العاملي صديق الدكتور الوائلي :
    { السلام عليكم
     هذه الكلمات مكذوبة عن لسان صديقنا الراحل الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله فقد تواتر في كتب التاريخ والمقاتل حديث طلب سيد الشهداء عليه السلام لطفله الرضيع ، وكان هدف الحسين عليه السلام من ذلك هو المزيد من فضح العدو وإثبات عدم تحليه بمزايا الإنسانية بحيث يقتل حتى الطفل الرضيع ، كما وأراد سيد الشهداء تفعيل الجانب العاطفي بذلك لينقل للأجيال القادمة موقفه بهذه الطريقة ، فالسواد الأعظم من الناس يتأثر بالعاطفة أكثر من الطروحات والمطارحات الفكرية والعقلية .. وقد تجلى تفعيل سيد الشهداء للجانب العاطفي بوداعه للعيال والنساء والأطفال ثلاث مرات يوم عاشوراء بعد بروزه للمعركة كما ذكر المحقق المجتهد السيد محمد تقي بحر العلوم في مقتله : " واقعة الطف " ، وكما ذكره المحقق المجتهد السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم في مقتله وغيرهما من المحققين المجتهدين .. ومن المعلوم أن النساء والأطفال تتفاعل عاطفياً عند وداعها لأحبتها ، فوداع سيد الشهداء لهم ثلاث مرات لم يكن إلا لتعميق الجانب العاطفي في واقعة كربلاء للتاريخ وللأجيال القادمة ولولا ذلك لكفى وداع واحد .. فطلبه للماء من الأوغاد لطفله كان مع علمه اللدني بأنهم لن يسقوه ، وكذا كان طلبه الماء لنفسه بقوله : " يا قوم إسقوني شربة من الماء فقد تفتت كبدي من الظما " فقد كانت غايته من ذلك وصول مصيبة عطش طفله وعطشه لشيعته والأجيال القادمة ليبكوا على مصيبة عطشه فيستحقوا بذلك الثواب العظيم والرحمة ودخول الجنة .. والعرب لا يُعيبون على المرء طلب الماء ، والحسين طالبهم بالعودة لشيمهم العربية بقوله : " إرجعوا إلى أحسابكم وأنسابكم إن كنت عرباً كما تزعمون " .. وكذا هو حال قول الأكبر لأبيه : " أبه العطش قد قتلني وثقل الحديد قد أجهدني فهل إلى شربة ماء من سبيل أتقوى بها على الأعداء " ، يضاف إلى أن الأكبر العالم كان يريد لسيد الشهداء استخدام المعجزة بسقايته لعلمه اليقيني بقدرة الإمام الحسين عليه السلام على الولاية التكوينية .. لذلك بادر لوضع لسانه على لسانه ظناً منه أن الإمام قد استخدم ولايته التكوينية وصنع المعجزة ، ولكنه فوجئ بأن الحسين لم يفعل ذلك فقال : " أبه لسانك أيبس من لساني " .. وفي ذلك المزيد من تفعيل الجانب العاطفي الذي به حُفظت واقعة كربلاء من الضياع في عقول وقلوب الأجيال القادمة .. وما ينسب للوائلي رحمه الله غير صحيح فقد قرأ مصيبة عطش الرضيع وطلب الماء له ومصيبة الأكبر وطلبه للماء من أبيه ، قرأهما الوائلي طوال حياته ومجالسه المسجلة المنشورة شاهد على ذلك ..
   وكذا الأمر في رجوع الحسين عليه السلام مكسوراً بعد مقتل العباس عليه السلام وهو أمر طبيعي عند فقد الأخ ، وفي لطم زينب خدها ووجهها تصرف فطري لا بد منه بالطبيعة الإنسانية للحسين وزينب عليهما السلام  ، وكله للتركيز على تفعيل العاطفة وهو الإعلام الحسيني المتاح للحسين وزينب عليهما السلام مما جعل الواقعة تستمر عبر القرون .. والعلماء قيدوا نهيه عليه السلام لها عن اللطم ما دام حياً ، ولا يُعقل نهيه لها عن ذلك بعد مقتله فهو أمر غير عقلائي وينافي الفطرة والطبيعة الإنسانية ، فمن يجُرُّ نهيه لها لما بعد مقتله كأنما ينسب جهلاً للحسين عليه السلام إرادته أن لا تكون زينب عليها السلام إنسانة في مواجهة تلك المصائب العظام بحجج واهية ، وهذا لا ينافي كونها جبل الصبر وما رأت إلا جميلاً وما شاكل .. وقد صح عن الأئمة عليهم السلام قولهم : " إن يوم عاشوراء أذل عزيزنا " فلا معنى لإنكار ذلك بعد مقتل الحسين عليه السلام فكلمة " هيهات منا الذلة " كانت قبل مقتله عليه السلام ..

     فكفى تشكيكاً وتفلسفاً وسوء فهم لواقعة كربلاء .. وغايات ناشر هذه الكلمات على لسان الوائلي كذباً معلومة .. ولا يبعد ارتباطه بأعداء الشيعة ..
    وأما خروج زينب عليها السلام ناثرة الشعر فهذا لم ينقله الأثبات من مؤرخي واقعة كربلاء وهو محال لعصمة زينب الصغرى ، وقد فسَّرنا في محله معنى : " ناشرات الشعور " في زيارة الناحية بالمشاعر وليس الشَّعر ، وقضية زواج القاسم محل خلاف بين العلماء لعدم وجود من يصح العقد عليها بين بنات الرسالة يوم كربلاء .. وما يحصل في المآتم من تشابيه لعرس القاسم فهو إنما يحصل بلسان الحال على التحقيق .. ولم يُحرمه الفقهاء ..
   
أقل خدمة المنابر الحسينية
الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي } .. إنتهى الرد