الرئيسية مرآة المجتمع
الإثنين 01 - أيار - 2023

عون وباسيل بين كفة الربح أو كف الخسارة في جزين؟ (شيرين الياس حنا)

عون وباسيل بين  كفة الربح أو كف الخسارة في جزين؟ (شيرين الياس حنا)

بالأمس كان اليوم المنتظر، يوم عودة الفاتح إلى قلعته... هكذا وصّف اللقاء أو أقلّه التمنّي كان، ولكن فلنكن موضوعيين ولنطرح الموضوع من وجهتي نظر:

بالأمس زار رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون برفقة صهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بلدة جزين، في الزيارة الأولى بعد انتهاء ولاية تسلمه الرئاسة وتأتي بعد 11 سنة أي منذ العام 2012.

بدأ الحشد مع النائب السابق أمل أبو زيد منذ شهر تقريبا لجمع أكبر عدد من المناصرين لا سيما بعد الانشقاق الحاصل الفادح والواضح في صفوف التيار بين "جماعة النائب السابق زياد أسود" وجماعة "أبو زيد"، والذي تجلى خلال الانتخابات النيابية السابقة، بحيث اعتبر البعض أن الزيارة تأتي لشد العصب تمهيدا للانتخابات البلدية في حال حصلت.

وبعد العديد من المناشدة، ورغم أن جزين اعتبرت "قلعة التيار" في العام 2009 بفوزها بـ3 نواب بـ43847 صوتا ناخبا، كانت الدعوات المرة هذه للوصول إلى 800 مناصر وحيث وجهت الدعوات إلى رميش ومرجعيون وخارج القضاء.

وكانت التحضيرات اللوجستية والأمنية والمخابراتية للتهيئة للوصول صباح الأحد، حيث أشارت بعض المعلومات إلى أن الرئيس عون كانت محطته الأولى في دارة بشارة سرحال على مائدة "الترويقة" لينتقل بعدها إلى كنيسة مار مارون في جزين حيث احتفى به حوالي 200-300 شخص في الكنيسة وسط التصفيق والذي اعتبر اهانة للصرح الديني لوجود القربان المقدس وبعده عن الساحات أو المنابر الاعلامية السياسية.
أما الحضور فاقتصر على وزيري التيار في حكومة تصريف الأعمال العدل هنري خوري والشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، النائبين السابقين أمل أبو زيد وسليم خوري، رئيس الاتحاد خليل حرفوش والأبرز التالي:
- كان لافتا حضور النائب المستقل الذي يعتبر أنه وصل بأصوات الثوار النائب الحالي شربل مسعد، والذي طرح تواجده العديد من التساؤلات فهل كان الثوار يقبلون بهذا الحضور؟ ماذا عن أصوات الذين أوصلوه؟ ألم يثر على عهد عون؟ فماذا يفعل اليوم وسطهم؟
- ففي حين كان المتوقع حضور عضو المكتب السياسي أو نائب أو وزير من حزب الله، كان جليا التمثيل المتواضع والقائم على المسؤول العام عن مناطق اقليم التفاح وجبل الريحان وجزين الشيخ وسام سعادة إضافة إلى مسؤول منطقة جزين علي فتوني، واللذان كان لافتا جلوسهما "على جنب" ولم يتوسطا الحضور الأساس، وإن دل على شي فهو على "انكسار الجرة" بين الحزب والتيار وفي قضاء جزين أيضا، وربما يأتي ذلك لا سيما مع طرح مشروع فرز وتسبيخ النفايات في عدوس على تخوم بلدة كفرحونة، رغم أن البعض رأى جلوس الشيخ سعادة إلى جانب حرفوش كمحاولة استغلها الوطني الحر لإعطاء جو من الدعم من الحزب للأخير وهو ما لم يفلح به.
- غياب نائبي القوات اللبنانية سعيد الأسمر وغادة أيوب عن استقبال رئيس للجمهورية في قضاء جزين، والذي أكد الطلاق بين "القوات والتيار" على صعيد لبنان ككل وفي قضاء جزين أيضا، فأين أصبحت "أوعى خيّك" التي أوصلت أبو زيد في ما مضى إلى المقعد النيابي وعون إلى الرئاسة؟
لكن الأبرز كان خطاب راعي أبرشية صيدا وبيت الدين للموارنة المطران مارون العمار، الذي شدد على ضرورة أن يكون هناك خير في هذه الزيارة حيث أن جزين أعطت التيار الكثير، والذي عليه اليوم وسط هذه الظروف الاقتصادية الصعبة أن يبادلها الدعم.

لننتقل بعدها إلى مجمع خليل وليندا سليم، حيث نجح التيار بالوصول إلى 1000 مناصر بين من أتى برفقة عون وباسيل من خارج القضاء وأمنيين ومناصرين (300 تقريبا من قضاء جزين والباقي من الخارج)، حيث عزا البعض عدم الحشد الجزيني إلى تغيّب أسود وعدم دعوته فوصفوا اللقاء بـ"الصفعة المدوية"، لكن باسيل لم يسلم أسود من خطابه ولا أبو زيد أيضا، لافتا إلى أن لا تمثيل للأول ولا حجم له خارج التيار مهما فعل وضربة أخرى لأبو زيد عندما أكد أن "أكبر متمول كأصغر مناضل في التيار"، مشددا على رفضه الانقسام الحاصل باعتبار "جماعة فلان وعلتان" بل الجميع تحت راية واحدة هي "للتيار الوطني الحر" فقط.
لكن المنبر لم يخل من انقضاض باسيل على مرشح الثنائي الشيعي أمل-حزب الله لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية بحيث وجه له العديد من الانتقادات وخلوه من السيادة، فكان كلامه: "الأول بيحكي بفرنسا والثاني بالسعودية، واحد من الشرق والثاني من الغرب... وسيادة"

وعندما نسمع التسجيلات الصوتية للحشد، نظن للوهلة الأولى أن المائدة ستفتح في منزل أبو زيد أو حرفوش، لنتفاجأ أن المقرر كان سابقا تناول الغداء في المكنونية على مائدة رئيس البلدية جوزيف عون لكن الطقس لم يكن في الحسبان، فانتقلت المائدة إلى المنتجع البكاسيني "La Maison de la Foret"، وهنا كانت خطوة لافتة أخرى.
فبعد أن طرحنا تساؤل هل تكرس زيارة عون وباسيل إلى جزين التحالف مع الخصم الحليف نبيه بري لخوض الانتخابات البلدية في ما بعد؟ فكان الرد واضحا بحضور نائب بري السابق الذي خسر معركته بوجه القوات والمستقلين في جزين "ابراهيم عازار" وعقيلته إلى مائدة عون، ليكون خصوم البارحة بالأقوال والهجومات والشرخ الشعبي حلفاء المرحلة الحالية دون أخذ رأي "المناصرين"، فهل يكرس هذا اللقاء حلفا للخصوم قوات-أسود ومستقلين بوجههما؟ أم أنها سقطة الشاطر بألف لعازار أمام شارعه بمشاركته؟

إضافة إلى كل ما تقدم، كان واضحا غياب الحضور الأمني العسكري التمثيلي في اللقاء، لا سيما قائد الجيش العماد جوزاف عون ابن قضاء جزين بلدة العيشية، فهل كانت هذه الخطوة رسالة أخرى؟

وفي حين كان المتوقع استضافة عون إلى مائدة شارل حنا في كرخا، إلا أن الطقس أيضا حال دون ذلك.

وفي الختام، في حين كانت جزين تتوقع من "العهد القوي" الكثير من الدعم والمساعدات والرقي بها بالمشاريع التنموية والاعمارية والتعليمية والثقافية والصناعية والتجارية والانتاجية، ها هي اليوم تستقبل عون وباسيل بعد انقضاء العهد وسط أوضاع معيشية سيئة وخلو الشوارع الجزينية حتى من المارة في حين أن باقي الأقضية تضج بالسياح "كالبترون وجبيل وبشري و..."،
ففي حين التشديد على ابقاء جزين همزة وصل، فأي وصل منهم كان الهدف من الزيارة؟ زيادة الشرخ بين أبناء البيت الواحد في التيار الوطني الحر؟ أو مع الأخصام السياسيين؟ أو في الشارع المسيحي الجزيني الواحد بين قوات وتيار ومناصري أسود وعازاريين؟ فأي عصب منهم قد اشتد؟ عصب الوحدة أو الانقسام؟ أو توجيه رسائل للحليف الشيعي حزب الله عبر استمالة الحليف الخصم نبيه بري على مائدة الغداء؟
هل كان الرئيس والصهر راضيين عن الحشد الفعلي والحضور الهزيل؟ ففي أي ميزان يجب وضع هذه الزيارة، كفة الربح أو كف الخسارة؟

                    شيرين الياس حنا

https://jezzinetahki.com/upload/je_news/multi_je_news_img/38610/je_news_38610_1682917515.5817366bb16d1afc2a20c01c72e466eb46f.jpg