الرئيسية إنتخابات نيابية
السبت 15 - كانون الثاني - 2022

صراع "البيت الواحد": الضربة القاضية للوطني الحر في جزين... والعميد الأسمر "يضحك كثيراً من يضحك أخيراً"

صراع

يبدو أن التيار الوطني الحر سيواجه تحديات كبرى في الإنتخابات النيابية المقبلة، لن تقتصر على تراجع شعبيته إلى حدودها الدنيا وحسب، بل أيضاً ستمتد إلى صراع "البيت الواحد" وهو ما بدأ يتجلى في دائرة صيدا-جزين مع المنافسة القديمة-المتجددة لمرشحيه على المقعدين المارونيين في الدائرة عام 2018، النائب زياد أسود، والنائب السابق أمل أبو زيد. منافسة قد تتسبب بعدم فوز التيار بأي مقعد ماروني في المدينة!

والسجالات بين الرجلين وسياسة "نشر الغسيل" العلني، والتي ترقى إلى حدود "العداوة" لا "الزمالة" في تيار سياسي واحد، يزكيها مفاضلة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لأبو زيد على أسود، وهو ما انعكس في تصويت داخلي للتيار، جاء لمصلحة أبو زيد. لتطرح علامات استفهام جدية حول امكانية ترشح الاثنين معاً على لائحة واحدة تيمناً بانتخابات العام 2018، التي فاز فيها أسود بـ 7270 صوتاً تفضيلياً، وخسر فيها أبو زيد مع 5016 صوتاً.

تنافس على المقعد!

وفي حال تقرر خوض المعركة بمرشح واحد على مقعد ماروني واحد في لائحة التيار في جزين، وهي الفرضية الأوفر حظاً، وإذا ما وقع الاختيار على أسود من منطلق حيازته اصواتاً اعلى من ابو زيد في الدورة النيابية السابقة، فهذا سيفتح باب التحدي لدى أبو زيد انطلاقاً من خلفيته كرجل أعمال، ما يرجح عدم استسلامه بسهولة لحظوظ أسود، سيما مع مقدرته المالية على تمويل لائحة موازية للائحة التيار الوطني، لن تكون منافسة لها بالمباشر، طالما أن في جزين مقعدين مارونيين، لا مقعد واحد.

لكن المنافسة لن تغيب كلياً، طالما أنه -عملياً- ستخاض حرب ضارية بين أسود وأبو زيد على مقعد ماروني واحد لا يتسع لمرشحين ولو كانا ينتميان لتيار سياسي واحد، على اعتبار أن المقعد الآخر سيفوز به مرشح حركة أمل ابراهيم عازار (الذي فاز عام 2018 بـ11663 صوتا)، وهو فارق كبير مقارنة بالأصوات التي حصل عليها أسود.

وخوض كل واحد منهما الانتخابات في لائحة منفصلة، يعني تآكل أصوات التيار في جزين، ما سيتسبب جدياً بتهديد حصول لائحة التيار الأساسية على الحاصل الإنتخابي، وخسارة المقعد الماروني، بسبب صراع مرشحين للتيار، عجزت قيادته لسنوات عن ضبطه.

خسارة أصوات السنة

كل هذه العقد، يضاف إليها خسارة التيار الوطني الحر لتحالفه مع الأحزاب والشخصية السنية التي تحالف معها في صيدا في الانتخابات الماضية، فهذا التحالف منح لائحة "صيدا-جزين معاً"، 6713 صوتاً صيداوياً، أدّى إلى تأمين حاصلين انتخابيين للائحة في جزّين. حيث فاز أسود عن المقعد الماروني، وسليم خوري عن المقعد الكاثوليكي.

وأصوات الجماعة الإسلامية والدكتور عبد الرحمان البزري، لن تسعف لائحة التيار هذه المرة على عكس ما جرى عام 2018، فالجماعة من جهتها خسرت أصواتاً نتيجة تحالفها مع أسود، وبعد ركوبها موجة الثورة عام 2019، وأخذها حيزاً من المشهد في ساحة الانتفاضة، ستصعب عليها المجاهرة بتحالفات سياسية في البيئة السنية الكارهة لعهد الرئيس ميشال عون ورئيس الظل جبران باسيل، ولو كانت تحالفات انتخابية "غبّ الطلب".

كل هذه المؤشرات، تصب في صالح مرشح القوات اللبنانية عن المقعد الماروني من جهة، و"مرشح الثورة" العميد جوزف الأسمر من جهة، الذي تتصاعد حظوظه بين الثوار وحتى بين العونيين أنفسهم، لا سيما "المنتفضين" منهم على العهد، الذين "جرّبوا المجرَّب" وكذلك الغاضبين من "مهزلة" أسود وأبو زيد، والذين قد يجدون في الأسمر ضالّتهم، انطلاقاً من خلفيته العسكرية، مع رمزية ما تعنيه لهم "مؤسسة الجيش"، وكذلك لأنه من شبه المستحيل أن يصوتوا لصالح مرشح القوات، أو مرشح أمل!

(المصدر: التحري)