الرئيسية قرى
الثلاثاء 25 - أيار - 2021

"جزين أولاً" هكذا نتذكر حرب "التحرير"... (بطرس سليم)

كتب بطرس سليم:
في ذكرى هذا اليوم المسماة مجيدة وهي فعلا" كذلك إذ وقفنا فيه أمام الحقيقة وكتب فيه آخر فصل من فصول الحرب وتخلي العالم أجمع عن الاستقلاليين في هذا البلد وسقطت البقعة الصغيرة الباقية في جنوب لبنان السقوط الذي سبقه بسنوات سقوط الاستقلاليين في بيروت والمتن وكسروان وجبيل  (وكل كلام غير ذلك هو تزوير للحقيقة والتاريخ)
في ذكرى هذا اليوم لا أذكر سوى ناس خائفة تحاول أن تستكشف مصيرها  .
 أذكر المرحوم الأباتي حنا سليم يهرول راكضا" مع مجموعة من الرهبان الانطونيين صوب الشريط الحدودي محاولا" ثني الناس عن النزوح والبقاء في أرضهم يقرعون الاجراس،  يلتقون بالناس ويجرون الإتصالات كي لا يتم إلحاق الأذى بالناس  . ومن بعدها تشكيل خلية من المحامين والمدنيين لمتابعة أوضاع من أدخلوا السجن وتحسين أوضاعهم ومحاولة تخفيف الأحكام 
في مثل هذا اليوم استذكر سفيرنا في واشنطن الأستاذ سيمون كرم الذي رأى قبل غيره أن الإنسحاب آت لا محالة فحاول يائسا" طرح فكرة جزين أولا" في الأمم المتحدة  بلكي بيصير الإنسحاب تحت رعاية أممية فجرى  تخوينه وخسر منصبه وقيل عن هذا الطرح أنه "تدبير صهيوني" 
أذكر لقاء مار روكز والأساتذة وأصحاب المعالي : ادمون رزق (الذي كان عوقب سابقا" بفقدان منصبه في والوزارة والنيابة جراء وقوفه مع شعبه وتعاطفه معهم)،  نديم سالم (الذي عوقب أيضا" بخسارة منصبه في الوزارة والنيابة)، سيمون كرم،كلود عازوري، نبيل ناصيف وغيرهم كثيرين عملوا على تجنيب شعبنا هذه الكأس المرة 
أذكر كثرة المصفقين "للحدث الجلل" والمتسابقين للوقوف جنب "فرح الناس" وسرعان ما سيشتمونه لاحقا" عندما تنتهي مسؤولياته وايضا" كثرة المتمرجلين بإسم ما يسمى " أبطال  المقاومة" وهم كالطبول الفارغة ومهمتها إصدار الأصوات دون أي محتوى في الداخل. 
رأيت أيضا" بذورا" زرعها أبطالنا الاستقلاليين  (من استشهد ومن أصيب ومن دافع بإيمان وتفان وها هي تلك البذور نمت وتواصل دورها بكل الوسائل الضرورية فوطننا ليس وليد صدفة أو غفلة من الزمن إنما هو ثمرة عمل متواصل منذ أكثر من ألف وخمسمائة سنة. 
في ذكرى هذا اليوم نعتذر ممن أبعدوا قسرا" لأننا لم نستطع حمايتهم بصدورنا كما حمونا بدمائهم وننتظر عودتهم مع عائلاتهم  عودة الأبطال  بأسرع وقت 
في ذكرى هذا اليوم المجيد نرى أنفسنا وجها" لوجه أمام الحقيقة وهي ليست فقط تخلي العالم أجمع عن وطننا إنما أيضا" وضعه في قلب بحر أهواءهم التي هي بمثابة أمواج عاتية تتقاذف هذا الوطن. 
أذكر وأتذكر دائما" أنه علينا أن نقول الحقيقة مهما كانت صعبة 
في هذه الذكرى المجيدة نقف أمام حقيقة أننا نخوض معركة عنوانها أننا نستحق هذا الوطن ولا نكتسبه دون وجه حق 

هكذا ستكون عناوين أول حصة دراسية لتلامذتي غدا" طالما أنهم طلبوا تخصيص حصة لشرح معاني هذه الذكرى