(بالفيديو) عذرا يا ابني فأنا مياوم في ترايكوم في كهرباء لبنان!
هم "ليسوا كفارا لكنّ الجوع كافر"، أقصى ما قد تراه رجل من عمر والدك يقف مختنقا بتخبئة دموعه تظن للحظة أنه سيسقط أرضا من شدة الغضب والسخط، فكيف سيعود إلى منزله براتب يتفاوت بين الـ330 ليرة لبنانية والـ200 ألف ليرة لبنانية؟ كيف سيعود ويداه إما فارغتان أو تحملان "مجمع حليب، ربطة خبز وكيلو لحمة للشهر كامل"، وسيعتذر عن الباقي لأنه بالـ80 ألف ليرة المتبقية مضطر أن يدفع فاتورة "الماء، الكهرباء، التلفون..." وسيحاول الاعتماد على رجليه هذه الفترة تحاشيا لفاتورة "البنزين"...، وسيقول: "عذرا يا ابني فأنا مياوم في كهرباء لبنان".
في أي بلد نحن؟
هذه حال المياومين في شركة ترايكوم في مؤسسة كهرباء لبنان، أرخى الوضع الاقتصادي ثقله عليهم لتأتي "التعبئة العامة" بسبب فيروس كورونا وتقضي على ما تبقى لهم من قدرة لمتابعة الحياة وبالنفس المتبقي، لأن هذا ما بقي لهم أن يتنفسوا!
لذلك، نفذ المياومون اليوم، اعتصاما أمام معمل الكهرباء في الجية، مطالبين بأبسط حقوقهم لضمان ديمومة عملهم، بحضور القوى الأمنية.
وبالطبع كان لمنطقة جزين حصة كبيرة في المياومين، الذين يعانون لمدة أشهر من هذه الحال الصعبة.
فصدر بيان صادر عن عمال شركة ترايكوم في معامل الانتاج:
هي أيام صعبة، نضمها لسنوات من القهر والوعود، نضمها لتلك الليالي التي لم نعرف فيها طعم النوم ولذة الراحة، أيام صعبة فرضها فيروس كورونا، وأكملت عنه المهمة سياسات التجويع المقصودة بحقنا والتي نالت من حلو أعمارنا وهدأة بالنا.
في ظل هذا الظرف الصعب والطارئ والذي يعيشه اللبنانيون جميعا ويخضعون بموجبه لخطة التعبئة العامة والتي تقضي بضرورة البقاء في المنازل منذ شهر آذار حتى يومنا هذا والتزاما منا نحن عمال شركة ترايكوم، عزمنا على وضع برنامج يخدم العمل ويساهم في درء المخاطر عنا وعن مجتمعنا، وإننا ومنذ شهر آذار نتناوب على اعمل في المؤسسة بشكل دوري حيث أننا قد شكلنا مجموعات للعمل هدفنا تقديم الخدمة للمؤسسة والمواطن بما يضمن سير العمل على أكمل وجه.
نعرض هذه المعطيات لنقول أننا تفاجأنا بقرار جائر مفاده حسم أيام التعبئة وهذا أمر مرفوض وننظر إليه على أنه ليس بعيدا عن سياسة التعاطي مع المياومين الذين عانوا ما عانوه وهم اليوم الفئة الأكثر تضررا من الظروف القاسية التي فضها ارتفاع الدولار وما تبع ذلك من غلاء فاحش في الأسعار.
ألا يكفي المياوم هذا الظرف الضاغط لتأتيه المكافأة حرمانا في ظل التعبئة العامة؟
في الظرف الصعب ينتظر المياوم الانصاف، لا الحرمان والاجحاف.
إننا عمال شركة ترايكوم ننظر إلى هذه السياسة القاضية بحسم أيام التعبئة على أنها سياسة تجويع وسنواجهها بكل السبل وأول الخطوات هي وقفتنا يدا بيد لتحصيل حقوقنا، وننشاد أصحاب الضمائر النظر في أمرنا ورفع الظلم عنها في ظل هذا الظرف القاهر الذي يعاني منه كل أبناء الوطن.
وندعو إلى الاعتصام كخطوة أولى في وجه سياسات التجويع بحقنا وبحق أسرنا، يكفينا ما نمر به في هذا المن الصعب،يحق لنا أن نكون في وطننا أعزاء وهذا أقل واجب.".
تجدر الاشارة إلى أن موقع "جزين تحكي" نقل الاعتصام مباشرة عبر صفحته الخاصة على فايسبوك
