الرئيسية مرآة المجتمع
الأربعاء 29 - نيسان - 2020

"جزين البيضاء"... (شيرين حنا)

إلى خلية الأزمة في منطقة جزين،

تحية طيبة وبعد،

ما استطعت أن أرى كل الفجوات الحاصلة، وأبقى صامتة، فهي ليست من شيمي والساكت عن الخطأ شيطان أخرس...

قد يغتاظ بعضكم، والبعض الآخر سيأخذ الموضوع بكل رحابة صدر لمعرفته أن الهدف هو الوصول إلى "جزين البيضاء"...

منذ بضعة أيام قامت وزارة الصحة بفحوصات PCR عشوائية لـ238 مواطنا من المنطقة، حيث ألزمت بلدية جزين أصحاب الملاحم والدكاكين أي الذين على تخالط يومي بالآخرين على اجراء الفحص، وعلمنا أن اتحاد بلديات جزين طلب من رؤساء البلديات ارسال 15 شخصا من كل بلدة لاجراء الفحص وهذا ما لم يحصل، وهنا وقع اللغط:
إن قرى منطقة جزين دون بلدات جبل الريحان 46 بلدة، فإن أرسل 15 شخصا من كل بلدة لاحتجنا إلى 690 فحص PCR وهو ما لم يحصل، فهل الخوف على قرى دون أخرى؟
أُلزم أهالي بلدة جزين بالفحص، لكن هل جالت شرطة الاتحاد على المؤسسات التجارية والمحلات ولو التي تقع على الأوتوستراد من الساحل مرورا بالوسط وصولا إلى الجبل لإلزامهم بالفحص وإلا الاقفال؟

من جهة أخرى علمنا أيضا أن الدكتور كميل سرحال طرح اجراء فحوصات الـPCR لكافة أهالي منطقة جزين، لكن الطرح لم يلقَ ترحيبا أو تجاوبا، لماذا؟ هل السياسة أيضا يجب أن تدخل على خط صحة الأهالي؟

ولننتقل إلى موضوع الدعوة إلى الوقاية والحفاظ على جزين منطقة خالية من الوباء، الوقاية تتوجب ارتداء الكمامات والكفوف، فهل أمّنت الخلية هذه الاحتياجات للأهالي؟ هل الجميع بقدرتهم شراؤها؟
ومعقّم اليدين، أما استطعتم تأمينه وتوزيعه؟ إنه لأمر غريب ومستهجن!

إلى ذلك، وقبل صدور نتائج الفحوصات عمد أحد المسؤولين الصحيين إلى نشر خبر أن النتائج كلها سلبية، فخرج الأهالي ومن ضمنهم الآنسة جمال ابو حمد والتي بعد سماع النتيجة خرجت وتخالطت مع المواطنين، لتتبين بعدها أن نتيجتها ايجابية وهنا صدر البيان "ليس من المنطقة" ما ذكّرني بـ"الأبرص أيام السيد المسيح"، خلا البيان من "سلامتك" "نحن حدّك" "بالشفاء العاجل"...، فالإصابة ليست "عيبا"، إنما العيب هي في كيفية صدور هكذا كلام.
وتظهّر الفشل في التنسيق بعدها ليؤكد بيان بلدية عازور أن الآنسة أبو حمد ابنة بنت البلدة، وحيث كانت الأجواء تضمر تمنيا أن ينتظروا نتيجة الفحص الثاني من الـPCR الذي أجري في اليوم التالي لإعلان الخبر وتحاشيا لبث الذعر والهلع بين الأهالي.

وإذا ما انتقلنا إلى دعم الأهالي في هذه الفترة، فلولا مساهمة بعض الخيرين، ماذا قدّمت الخلية للأهالي من دعم في الأمن الغذائي؟ وهنا لا أقول بلدة جزين فحسب، بل قضاء جزين ككل؟

قد يكون كلامي جارحا، لكنني اعتدت أن أقول الحقيقة، فهل سأجد من آذان صاغية؟

                                                                        شكرا سلفا 
                                                                          شيرين حنا