الرئيسية مرآة المجتمع
الإثنين 17 - نيسان - 2017

المُرة مَرتين... وهو يكره الفضائيين!

المُرة مَرتين... وهو يكره الفضائيين!

قبل كل انتخابات يقع لبنان في بؤرة الأمن وتأمين سيطرة القوى الأمنية والجيش على الأوضاع في كل دائرة ومحافظة وقضاء ومدينة وقرية، لبسط الهدوء والحرية الآمنة في ذلك النهار...هذا عدا أن الأموال الانتخابية تصرف مرة واحدة خلال الانتخاب.

لكن اليوم المشكلة مضاعفة، كيف؟

المشروع المقترح اليوم هو القانون التأهيلي، أي تنتخب الطوائف مرشحيها في الدورة الأولى، ليتأهل منها الفائزين، ليعاد الانتخاب مرة ثانية حيث تتشارك الطوائف الاقتراع لاختيار نائب من الفائزين في الدورة الاولى، وبالتالي فإن لبنان الذي يغرق في نقطة انتخاب، سيكون ضحية موجة بحر اقتراع رهيبة، تعاد مرتين، حيث أن السلاح المتفلت الذي يستخدم في الحالات كافة من ابتهاج حتى ثأر، سيكون موضع شك في استخدامه في الانتخابات النيابية... هذا عدا أن المرشح سيضطر أن يضاعف ثروته وتمويله، لأنه سيفيض على المقترعين مرتين.

والمشكلة ليست هنا فقط، ففي الانتخابات البلدية استمر فرز الأصوات لمدة أشهر، ففي ليلة الفرز الأولى كان هناك فائز وفي اليوم التالي تغير، واستمر الحال على هذا المنوال لعدة أشهر، حتى فاز الأقرب إلى القضاة أو الأقرب إلى المال المتدفق، فكيف بالحري بالنسبة للانتخابات النيابية؟

أما بالنسبة للمقترع، الذي وحتى اليوم لم يقتنع بأي من المرشحين المتقدمين، فذاك لا يمثله نهائيا لا في النهج ولا العقيدة ولا القضية، وذلك فرض عليه فرضا لأن الزعيم أراد التمول في تلك اللحظة فاختاره، أما الذي لم يعرف كيف يسوق لأعماله لأنه ليس "محنكا" ولا "دهليزا" فالشعب لا يريده لأنه ليس متكلما، هذا عدا أن الناخب حتى هذه اللحظة لم يلمس تحرك نوابه السابقين المساند على أي صعيد لا اقتصاديا ولا خدماتيا ولا حتى أمنيا، ما يدفعه اليوم إلى رفض الانتخاب والتنحي عن الاقتراع أو الذهاب بورقة بيضاء.

لماذا؟

لأن وببساطة، ذلك المزارع الذي أبقى محصوله على الشجر، أو ضمن أرزاقه بـ"البلاش"،  لم ير تصريفا مدعوما من أي جهة سياسية نيابية، وذلك الصناعي الذي يصلي حتى يبيع صناعاته لم يجد منفذا لا داخليا ولا خارجيا لتسويق البضاعة، وذاك التاجر الذي يدعو لاستمرار الأمن والأمان وجد أن المسبب الأساس في تدهور الأوضاع وتأزمها هو هذا النائب وزعيمه.

وبالتالي، أيها المرشح:

- قبل أي مشروع انتخابي، اذهب إلى أرض المعركة وتلمس أوجاع الناخب ومآسيه

- عش معه طيلة السنة، حتى تتفهم أوضاعه، فهو يكره المرشحين الفضائيين التي تتذكره في هذه الفترة فقط

- استمع للمشاكل، واعمل على حلها بالفعل وليس قولا، فهو شبع أوهاما

- لا تبع أرضه فأنت تقتله، عندها "من ستحكم أيها الوالي؟"

- لا تعد بما أنت غير قادر على تحقيقه، فالناخب مل الكاذب

- اسأل ناخبك هل يريدك؟ ولم؟ هل لمالك أم لاقتناعه بتمثيلك له؟

- لا تعتمد على أصلك، فهو لا يرغب بالاقطاع الفارغ

- لا يغرنك المتملق، فذاك يبيعك بالرخيص

- لا تصدق الناخب المشترى، فهو في الداخل سيطعن بك

- سخر مالك لخدمته وليس للدعاية الاعلامية، فأعمالك تنضح فيك

- لا تحزن ممن يرفضك، بل اعمل على استمالته بتحقيق طموحاته 

- لا تفرح بمن يصفق لك، فهو لا يفكر إلا بمصلحته المادية

- عندما تفعل ذلك لن تحتاج للمرافقين، فالشعب كله سيحميك!

                                                                                                                         شيرين حنا