الرئيسية مرآة المجتمع
الجمعة 08 - آذار - 2019

المرأة اللبنانية... أنتِ "المرأة" "الرّجُل" (شيرين حنا)

المرأة اللبنانية... أنتِ

حل المساء، وانتهى اليوم العالمي للمرأة فعايدها من عايدها والآخر لم يدرِ بالموضوع...

ولكن عذرا يا أيتها المرأة اللبنانية، فهم يعايدونك بذكرى عيدك، ولكنهم خفي عنهم نقاط عديدة كانت أهم لديك...

فالمرأة اللبنانية على مدى 365 يوما من السنة تمتاز بتصرفاتها بالرجولة، إن كان في تعاملها مع أصدقائها في العمل، أو بتحملها المسؤولية في منزلها والتوفيق بينهما وبين أولادها وزوجها، أو بمحاولاتها اليائسة لتحقيق طموحاتها في بلد "ذكوري"...

وكيف أعايد المرأة اللبنانية التي تتحمل تخلّف المجتمع باطلاق التعابير "الصدئة" و"المهترئة" بحقه تجاهها:
-  فإن لم تتزوج فهي "عانس" ولو أنها كانت "رجولية" بالمسؤولية أكثر من "الذكر" المتقدّم، 
- وإن تزوجت فـ"إمها مصليتلها بليلة القدر"،
- وإن تزوجت ولم تنجب الأطفال فهي "عاقر" ولو كانت المشكلة من "زوجها"، 
- وإن أنجبت البنات دون البنين، فهي "أرض قاحلة" شرط ألا نحمد الله على نعمه،
- وإن أنجبت البنين، فالأصل هي "البزرة" الذكورية،
-  وإن قبعت في المنزل تربي أولادها فهي "بلا مسؤولية عم تتركرك على زوجها اللي الله يساعدو على شو بدو يلحق ليلحلق"، 
- وإن خرجت إلى ميدان العمل "مقضيتها على الطرقات الله العليم وين عم تروح وشو عم تعمل"،
- وإن "سايرت حماتها" فهي بالتأكيد تضمر لها شرا في الخفاء،
- وإن لم "تساير حماتها" فهي "الشيطان المطلق"،
- وإن كان الأولاد متميزين بالجمال والذكاء فـ"طالعين لبيهن"،
- وإن كانوا أقل "شطارة" وفق معيار "المدارس المتخلفة بدورها" فـ"الحق على امهم مش عم تنتبهلن فش فاضية همها حالها"،
- وإن ارتدت الملابس التي تحلو لها فهي فاسقة،
- وإن خانها زوجها "فهي مطشطشة مش دايرة بالها عليه"،
وتأتي كذا "إن وإن وإن..."

وكيف أعايد المرأة اللبنانية التي تواجه وتحارب وتقف وحيدة في ميدان حروبها:
- لا جنسية لأولادها لأن الوالد "غريب"،
- لا يمكنها السفر إلا بموافقة "الزوج"، 
- لا يمكنها اختيار زوجها في بعض المجتمعات فهي"سلعة"،
- لا يمكنها أخذ الحضانة في بعض الأديان لأن "الحق عطول مع الرجال"،
- لا يحق لها أن ترفع صوتها في وجه "الكف والاغتصاب والتعنيف" لأن "الحق عطول مع الرجال"،
- لا يحق لها الادلاء بصوتها وفق قناعاتها في الانتخابات لأن "عليها أن تتبع زوجها"،
- لا يحق لها أن تترشح إلى الانتخابات "شو بطل في رجال؟"،
وتأتي كذا "لا ولا ولا..."

وكيف أعايد المرأة اللبنانية التي فقدت وخسرت:
- حتى الآن تنتظر عودة أبنائها من المهجر لأن البلد "هرّبهم وقرّفهم" ليحققوا طموحاتهم في الخارج،
- حتى الآن تنتظر ولدها وزوجها "المفقودين" في السجون السورية وما من أحد يطالب بهم،
- حتى الآن تنتظر أن تظهر حقيقة من وراء اغتيال أحد عناصر عائلتها لأن الحكم رهن "السياسة"،
- حتى الآن تنتظر أن تلتقي بشهيدها في الدنيا الأخرى لأن حرب الكبار ألبستها الأسود باكرا فهي "الطيبة الميتة"،
- حتى الآن تنتظر أن يسمح لها بقول كلمتها جهارة دون أن يكمم فمها "آخر"،
- حتى الآن تنتظر أن ترتقي الدرجة التي تليق بها في سلم ميدان العمل دون أن يقمعها "ذاك"،
- حتى الآن تنتظر أن تترشح "هي" دون أن يُرشحها "هو" كي نراها "نائب" و"وزيرة"،

فعذرا، لا يمكنني أن أعايدها بالمعيار العالمي لامرأة في بلد ما دون النمو، وهي التي تخطّت العالمية بـ"كعبها العالي" في كل موقف واجهته وتواجهه الآن...

مني لك يا أيتها المرأة اللبنانية أنت "امرأة ذات رجولة متقدمة"، أنت "المرأة الرّجل"...

                      شيرين حنا