نعي الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي - المرشد الديني الجعفري في بلاد جزين - للعالم الفيزيائي اللبناني للمرحوم الدكتور يوسف مروة ))
(( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ))
توفي هذه الأيام عَلَمٌ لبناني بارز ألا وهو المرحوم الدكتور يوسف مروة العالم الفيزيائي والخبير الفلكي الذي قضى عمره في خدمة المعرفة والعلم والإنسان.
تعود معرفتي بالدكتور مروة إلى سنة 1985 عندما كنت منشغلاً بدراسة الرياضيات والفيزياء وسائر العلوم الطبيعية يوم كنت مصمماً على دراسة الفيزياء النووية بعد أن كانت إدارة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية تتداول في منحي منحة لدراسة الفيزياء النووية على حساب الجمعية وذلك في بريطانيا بسبب تفوقي في مختلف المواد العلمية والأدبية على حد سواء في الفترة التي كنت أدرس فيها في إحدى مدارس الجمعية المذكورة في بيروت ، وقد طالعت كتاب : " العلوم الطبيعية في القرآن" للمرحوم الدكتور يوسف مروة والذي قدم له آية الله القائد المغيب السيد موسى الصدر والذي بدوره وجهني للحوزة العلمية في سن مبكرة إلى جانب دراساتي الأكاديمية العلمية العصرية .
وقد قضى المرحوم الدكتور مروة الشطر الأخير من عمره في كندا ، وكان يتميز - بالإضافة إلى الجدارة العلمية التخصصية - بالخُلُقِ الرفيع والحس الإنساني المرهف ، وترى فيه صفات العلماء والصالحين والأتقياء ، كما كان يتواضع لعلماء الدين المسلمين والمسيحيين على حد سواء ، وكان يعيش هموم أمته ومآسي وطنه ، ويتألم لما يراه من تأخر العرب والمسلمين وتشتتهم وتناحرهم ، وأكثر ما كان يؤذيه هو اختلاف المسلمين في بلاد الغرب على كثير من القضايا ، وقد خَلَّف تراثاً علمياً ضخماً وكان له إبداع كبير في الدراسات الفلكية وكان بعض مراجع التقليد عند المسلمين الشيعة يستأنسون برأيه في مسألة ثبوت الهلال في أوائل وأواخر الشهور القمرية .
فرحمك الله أيها العالم المؤمن وأسكنك الفسيح من جنانه مع محمد وآله صلى الله عليه وآله .
كتبها بيده
د . الشيخ إبراهيم العاملي