الرئيسية مرآة المجتمع
الأربعاء 17 - تشرين الأول - 2018

"جزين تحكي": لماذا الاشتباكات في مخيم المية ومية الآن وما خلفياتها؟

منذ يومين بدأت المواجهات في مخيم المية ومية ذاك الذي كان هادئا لفترة طويلة بالنسبة لنظيره في عين الحلوة، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة، وزرع الذعر في صفوف المواطنين من فلسطينين ولبنانيين خصوصا في المية ومية وصيدا والقرية والقرى المجاورة...

بهية الحريري:
واللافت أن على الاثر كان هناك تحرك من قبل النائب بهية الحريري التي تواصلت مع المسؤولين المعنيين في الموضوع، فاتصلت برئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العميد ممدوح صعب، وأمين سر "قيادة الساحة اللبنانية" في حركة "فتح" و"فصائل منظمة التحرير الفلسطينية" فتحي ابو العردات، والمسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي، والناطق بإسم عصبة الأنصار الشيخ ابو الشريف عقل.
كما تلقت الحريري اتصالا في هذا الشأن من مسؤول "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" في لبنان علي فيصل، ومسؤول الجبهة في منطقة صيدا فؤاد عثمان.

المطران حداد:
من جهة ثانية كان هناك استنكار من قبل راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد، الذي قال: "بل نتفاجأ كل مرة تتعرض بيوت ضياعنا لاسيما بلدة المية ومية للخطر الناتج عن تقاتل الإخوة واستهدافها بصورايخ اربجي في الجو والرصاص المباشر ولا تتدخل الدولة اللبنانية ولا مؤسساتها العسكرية والأمنية لحماية المواطنين. هل مسموح هذا الإهمال بحق المواطن الآمن ؟ وهل من يتحمل المسؤولية إذا ما تعرض أبناؤنا للأذية؟ إنه من غير المسموح أن يتقاتل الإخوة لكن من غير المسموح أكثر أن تغيب الدولة عن هذا الصراع القاتل للجميع وكأنها شاهد أخرس ويذكرنا بحقبة السبعينات حيث غابت صورة وقوة الدولة وهو ما لا نتمناه .
ناهيك عن أن أهل المنطقة قد تهجروا وعانوا الامرين من العنف الماضي فما بال المسؤولين اليوم لا يستدركون محاولة تهجيرهم مرة أخرى إن بقضم أراضيهم أو بالعنف المسلح.
لا لن نترك بيوتنا هذه المرة لمجرد أن المسؤول غائب عن القيام بمسؤولياته.
نوجه نداء عاجلاً لفخامة رئيس البلاد قائد القوات المسلحة اللبنانية عدم الوقوف عند السياسة والسياسيين واتخاذ التدابير الوقائية الضرورية لحماية المواطنين العزل وإن يعتبر الخط الاحمر هو المواطن وكرامته فقط".

ومن هنا، يلفتنا أن هذه المرة الأولى التي تكون المواقف جد قوية ومؤثرة خصوصا على الصعيد الروحي المسيحي، وصولا إلى مناشدة رئيس الجمهورية.

والاشتباكات تخفت يوما وتشتد في آخر، ما يدعو الجيش إلى الاستنفار وحشد آلياته العسكرية،حيث بدأت الدبابات تصل إلى مداخل المخيم، عدا عن الطلب من المدنيين باخلاء منازلهم ما يدفعنا إلى التساؤل: "لماذا هذه الاشتباكات في المية ومية الآن؟ وما الهدف من ورائها؟...