الرئيسية مرآة المجتمع
السبت 08 - أيلول - 2018

الـ"SHORT" عقبة المعاملات... تصبحوا على اذلال!

الـ

حبة من ترابك بكنوز الدني... توقفوا رجاء، كرّهتمونا وطننا...

يأتي المهاجر إلى بلاده ليزورها لأنه اشتاق لأهله، فيشجعونه على الاستثمار، لكن ما الذي سيدفعه إلى البقاء؟ 

هل "البهدلة" منذ وصوله إلى رحيله في المطار في لبنان؟
هل "القرف" في الرائحة التي تستقبله أول خروجه من الطائرة؟
هل "الذل" في دوائر الدولة؟

وفي الأخيرة سأستفيض، لأن ما حدث في الأمس لفتني، حتى درجة التقيء من المستوى الأخلاقي الذي بلغناه.

فالحادثة ليست بعيدة، بل في منطقة جزين، حيث اضطر أحد المغتربين إلى "تخليص" إحدى المعاملات قبل نفوره من بلده الأم إلى بلاد الخارج، وهو الذي اعتاد العيش هناك حيث احترام المواطن، إذ تفاجأ لدى دخوله بأن أحد العناصر أجابه لديه مشكلة كبيرة إذ دخل مركز الدولة بالـ"SHORT" وليس بالبنطال، وبالتالي لن يمكنه انهاء المعاملة رغم اضطراره لها قبل السفر، واجباره على الذهاب إلى إحدى المحال لشراء بنطال والعودة لاستكمال المجريات.

للبعض انه القانون، وعلى الموظف تنفيذه، لكن بالنسبة لي القانون خُلق لتسهيل معاملات المواطن، وليس لوضع "الحصى بالدواليب"، والـ"SHORT" الرجالي الذي رفضه المسؤول الأمني غالبا ما نراه هو عينه يؤدي له التحية على "السيقان النسائية" طلبا منهن ارتشاف القهوة، فهل بات القانون يميز بالجنس؟

من جهة أخرى، كيف يمكن أن تجبر مواطن على احترام مركز الدولة في حين أنها لم ولا تبدي أي احترام تجاه المواطن في أي ظرف من الظروف؟

أضف إلى ذلك، إن أغلب المواطنين على جهل بهذا القانون، وفرضا أنه أحد الأشخاص ذوي الدخل المحدود ويأتي من الطرف الآخر من البلد رغم انتمائه إلى هذا الطرف، فهل على هذا الموظف "اللانساني" أن يتصرف هكذا فقط احتراما للقانون؟ لماذا اذلال المواطنين؟

أما إذا تحدثنا من ناحية أخرى، فهل هذا القانون منزل؟ وهل بات مركز الدولة بيت الله؟ لذلك علينا الاحتشام؟ وهل الاحتشام ذكوري فقط؟ و"التشفلق" ضروري للمرأة لانهاء معاملاتها بكل طيبة خاطر؟ أم أن هذا "التضييق" على أهالي المنطقة بات سياسيا؟ أو أنه انتقام لنقص ما؟

والواضح، يا سيداتي وسادتي، أننا بتنا "بلا أخلاق" لأن رجالنا يرتدون الـ"SHORT"، فعليهم الاحتشام و"ضب سيقانهم" لأنها ربما للبعض مغرية، وربما للبعض الآخر يفضل "النعومة أكثر"...

من هنا، أدعو من يدّعون أنهم مسؤولين أن يزوروا بلاد العرب والخليج والغرب أولا، بلاد المكننة واحترام الآخرين ليتعلموا منهم الأخلاق، وكيفية التعاطي مع المواطنين، وبعدها فليأتوا لسن القوانين...

وفي النهاية، "شو خلولي لحبك يا لبنان يا وطني؟"...

تصبحوا على "اذلال"!

                                   شيرين حنا