استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب، اليوم، وزير الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان . وتم البحث في الاوضاع والتطورات الاقليمية .
بو حبيب
بعد اللقاء، القى بوحبيب كلمة رحب فيها بالوزير الايراني مجددا في بيروت، واصفا الزيارة انها "بغاية الاهمية للتشاور وتبادل الآراء في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها منطقتنا".
تابع: "كما تعلمون، ان الموضوع الرئيسي للقائنا اليوم هو ما يجري في غزة ومسبباته وكيفية منع امتداده الى كامل المنطقة ما سيجلب الويلات على الشعوب والدول، إن تجاهل الحل العادل للقضية الفسطينية هو السبب الحقيقي لما حصل في غزة. لقد حذرنا مرات عدة من خطورة تبعات التعدي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف" .
اضاف: "نحن اليوم متضامنون مع اشقائنا الفلسطينيين وندين الاعمال الاجرامية التي تقترفها اسرائيل في حقهم . كما ندعو الى فك الحصار وإيصال فوري للمساعدات والغذاء والماء والادوية والكهرباء الى غزة . إن العقاب الجماعي وتجويع مليوني فلسطيني وتهجيرهم لن يحقق الامن ولا السلام لا لاسرائيل ولا لاي طرف في المنطقة".
وأعلن بو حبيب أن " لبنان لم يكن يوما يرغب بالحرب ويسعى اليه ، ونحذر بشدة من ان استمرار التصعيد، واجتياح غزة سيُشعل المنطقة بأسرها ويُهدد السلم والامن الاقليميين والمصالح الدولية. لذلك ندعو عقلاء العالم للضغط على اسرائيل لوقف آلة الحرب العبثية والعودة الى المسار الديبلوماسي وإعطاء الحقوق المشروعة للفلسطينيين ".
وختم بو حبيب: " يجب ان يفهم المجتمع الدولي انه لن يكون هناك استقرار في المنطقة من دون حل عادل وشامل للشعب الفلسطيني".
الوزير الايراني
وألقى الوزير عبداللهيان كلمة قال فيها: "كان لدي حوار مهم للغاية مع اخي وزميلي الوزير بوحبيب . وقبل هذا اللقاء اتيحت لي الفرصة لإجراء لقاء بشكل منفصل مع دولة رئيس الوزراء السيد نجيب ميقاتي وايضا مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".
تابع:" ما نشهده اليوم في غزة هو جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد النساء والاطفال والمدنيين في فلسطين. انا وزميلي الوزير بوحبيب كانت وجهات نظرنا متفقة بشأن ضرورة الوقف العاجل لجرائم الحرب التي يرتكبها نتانياهو والكيان الصهيوني المزيف ضد الشعب الاعزل والمدنيين في غزة ، وكان لدينا اتفاق ايضا بشأن عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي او ان يكون هذا الاجتماع على مستوى قادة الدول الاسلامية".
اضاف:":" إن الجمهورية الاسلامية الايرانية وقبل ثلاثة ايام كانت قد اعلنت عن استعدادها لعقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي في طهران .و قد تم التنسيق اللازمفي هذا الشأن مع الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، والسلطات في العراق تعمل ايضا على مثل هذا الطلب. نحن نعتقد بانه يجب ان يقوم الكيان الصهيوني بوقف عاجل لجرائم الحرب التي يرتكبها ضد الشعب في غزة وفي فلسطين كما انه يجب ان ينتهي الحصار الانساني وقطع المياه والكهرباء في غزة ويجب عودة الامور الى مجراها الطبيعي بشأن ارسال الادوية والطعام ايضا ويجب ان تتوقف هذه الجرائم غير الإنسانية".
تابع الوزير الايراني:"طبعا الطرف الاميركي وبتوجيهه للرسائل المختلفة الى جهات متعددة طالب بالالتزام بضبط النفس من قبل الاطراف وهو قلق للغاية بشأن توسيع نطاق الحرب لكن الامر المضحك في هذه المسألة اننا نحن نشهد بأن اميركا في حين تدعو وتوصي الاطراف الى الالتزام بضبط النفس لكنها من الجانب الآخر تسمح للمجرمين في الكيان الصهيوني المزيف ونتنياهو بقتل النساء والاطفال والمدنيين في غزة".
اضاف:" ليس بمقدور اميركا ان تقوم بيد واحدة بإرسال السلاح والقنابل لقتل الاطفال والنساء والمدنيين في غزة وبيد اخرى ومن جانب آخر تدعو جميع الاطراف الى الالتزام بضبط النفس".
وقال: "اذا لم تتوقف وبشكل عاجل هذه الجرائم ، جرائم الحرب المنظمة التي يرتكبها الكيان الصهيوني المزيف من الممكن بعد ذلك تصور اي احتمالية. نحن وخلال هذا الاسبوع قد طلبنا من السلطات في مصر ومن الامين العام للامم المتحدة وكذلك الصليب الاحمر ان يتيحوا لنا إمكانية ارسال الطعام والادوية ومياه الشرب من الجمهورية الاسلامية الايرانية الى غزة والضفة الغربية. ونحن ندعو من هنا الحكومات الاسلامية كافة كي تعلن بصوت عالٍ وتدعو الى وقف جرائم الحرب من قبل الكيان الصهيوني التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني وان يوقف هذا الحصار المطبق ضد النساء والاطفال والمدنيين في غزة".
وختم الوزير الايراني قائلا:" ومن هنا اود ان اتقدم بالشكر الجزيل للبنان حكومة وشعبا لدولة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ومعالي وزير الخارجية الدكتور عبدالله بوحبيب وباقي المسؤولين في لبنان الصديق والشقيق على مواقفهم القوية تجاه دعم الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية.
لقاء بو حبيب مع الصحافة
بعد مغادرة الوزير الايراني رد الوزير بوحبيب على اسئلة الصحافيين، فقال ردا على سؤال عن المأخذ عليه من قبل بعض الوزراء في الحكومة بشأن عدم تحفظه على البند الثاني من بيان اجتماع القاهرة: "هذا كان موقف الحكومة، بالتشاور مع رئيسها قررنا اخذ هذا الموقف لسبب اننا لن نكون ملكيين اكثر من الملك و السلطة الفلسطينية ايدت البيان وكذلك معظم الدول العربية كان لدينا مآخذ، الا اننا وبعد التشاور قررنا تأييد البيان . اعرف انه تم توجيه الاسهم لي انا، لكن هذا قرار دولة وليس قرار عبدالله بو حبيب".
وعن امكانية تطور الاوضاع على الحدود الجنوبية أعلن بوحبيب انه "تم الاتفاق مع نظيره الايراني انه يجب على العالمين العربي والاسلامي الضغط على الغرب لتتوقف اسرائيل من هدم وضرب غزة واذا لم يتم ذلك قد نصل الى حرب اقليمية".
وعما اذا كان كان لمس من الجانب الايراني انه جاء الى المنطقة بنَفَس المواجهة او التهدئة؟ قال الوزير بوحبيب :" يهمه التهدئة، لكن اذا لم تحصل هذه التهدئة الله وحده يعرف ماذا سيحصل. هو لم يتنبأ ماذا سيحصل لكنه قال لن تكون سهلة اذا لم تحصل التهدئة."
وعما اذا تم الاتفاق مع حزب الله على استراتيجية معينة لمواجهة اي تمدد عسكري يمكن ان يحصل؟ اجاب : "الاتصالات العسكرية هي من اختصاص رئيس الحكومة ووزير الدفاع وقيادة الجيش والاجهزة الامنية".