رأى النائب شربل مسعد، أن الدولة الفرنسية تعمل مشكورة الى جانب اللجنة الخماسية، على مساعدة اللبنانيين للخروج من نفق الشغور الرئاسي، الا انه لابد من احتكام ممثلي الشعب في مجلس النواب الى الدستور نصا وروحا، لاسيما الى المادة 49 منه للبننة الاستحقاق الرئاسي وسحبه من التجاذبات الخارجية، علما أن المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، أعطى خلال زيارته الأخيرة الى لبنان وجولاته على الفرقاء اللبنانيين، إشارات تشي بأن السباق الى بعبدا بين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، أصبح عقيما، ولابد بالتالي من اعتماد خيار ثالث يقبل به الجميع ويخرج الاستحقاق الرئاسي من دوامة الشلل.
ولفت مسعد في تصريح لـ «الأنباء»، الى أن لودريان ما كان ليعطي إشاراته بانتهاء صلاحية معادلة فرنجية أزعور، لولا حصوله على ضوء أخضر من اللجنة الخماسية، علما ان الثنائي الشيعي بدا غير متحمس لطروحات لودريان الجديدة، ومازال بالتالي متمسكا بترaشيح فرنجية، وذلك مرده الى أن لودريان، وبحسب ما ورد في الإعلام المحلي، لم يناقش رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال لقائهما الأخير، بموضوع الخيار الثالث، الأمر الذي فاجأ بري ودفع بالثنائي الشيعي الى التمسك مع من يسبح في فلكه السياسي، بخيار فرنجية كمرشح جدي وثابت.
وردا على سؤال، لفت مسعد الى ان غالبية أعضاء اللجنة الخماسية ترنو الى قائد الجيش جوزاف عون كمرشح توافقي وفاصل في النزاع بين الفرقاء اللبنانيين، وبالتالي فان الدعم الدولي موجها اليه لتمتعه بمواصفات حميدة ومفيدة للبنان، تخوله الوصول الى السدة الرئاسية، أهمها نظافة كفه، ومناقبيته العالية، ودقة أدائه في قيادة المؤسسة العسكرية، وعلاقاته الجيدة مع العالمين العربي والغربي، الا ان خيار المرشح الثالث ليس محصورا بشخصية واحدة، اذ ان في ساحة السباق الى الرئاسة مرشحين اخرين أمثال نعمة افرام وزياد بارود وغيرهما من المستقلين القادرين على التعامل مع الانهيار الاقتصادي والنقدي، ومع الملفات الشائكة على اختلاف أنواعها.
واستطراداً اكد مسعد أن الجميع بانتظار ما ستؤول اليه مساعي اللجنة الخماسية، فلبنان بحاجة الى رئيس اليوم قبل الغد، على ان يكون رئيسا قادرا على التعامل بحسم مع الملفات المهددة له امنيا واجتماعيا وديموغرافيا، وما عاد يتحمل المزيد من الضغوطات والانكسارات والانهيارات على المستويات كافة، فمن حادثة الكحالة، الى حادثة عين أبل، الى احداث مخيم عين الحلوة، الى النزوح السوري، لاسيما تسلل السوريين عبر الحدود، الى التعدي بالسلاح على الجيش اللبناني، الى الظهور المسلح هنا وهناك بشكل يهدد السلم الأهلي، الى الانهيار الاقتصادي والمالي والصحي والتربوي والبيئي، ناهيك عن تهاوي المواقع المارونية الواحد تلو الآخر، كلها ملفات خطيرة تنتظر انتخاب الرئيس لتسلك طريق المعالجة والإصلاح، وذلك عبر عودة الانتظام العام الى المؤسسات الدستورية، «كفى صلبا للبنان».
وختم مسعد مطالبا على غرار مطالبة النائب المستقل غسان سكاف، بتوسيع اللجنة الخماسية لتصبح سداسية عبر ضم الكويت اليها كعضو أساسي فاعل حريص على لبنان، وذلك نظرا لكون الكويت لم تفوت مناسبة وفرصة الا وبادرت قبل غيرها الى مساعدة لبنان في أزماته على اختلاف أنواعها، ولكونها من جهة ثانية تتمتع باحترام وتقدير كل اللبنانيين دون استثناء.